فيما ترزح مناطق واسعة من أوروبا تحت موجة قيظ استثنائية، يبدي سائقو عربات الخيل السياحية التقليدية في فيينا قلقا على المستقبل، في ظل تصاعد الضغوط من مجموعات الرفق بالحيوان الرافضة لـ “تعذيب” الخيول
في اسطبل إحدى الشركات الرائدة في هذا المجال في العاصمة النمسوية، يشرح سائق الخيل ماركو بولاندت عن طريقة تكيف الحيوانات مع الحر المتزايد وعن أوقات الاستراحة التي تحصل عليها.
وينادي نشطاء يمينون بخفض عتبة الحرارة القصوى التي يُسمح بتشغيل الخيول عندها، من 35 درجة مئوية حاليا إلى 30، لكنّ سائقي الخيول وأصحاب الشركات التي يعملون فيها يعتبرون أن السير بهذا المطلب قد يقضي على مهنتهم المتوارثة منذ قرون.
وقال بولاندت لوكالة فرانس برس “يمكننا جميعا العيش مع درجة حرارة 35، لكن النزول إلى مستوى أدنى من ذلك ليس جيدا للخيول، كما سيترتب علينا مناقشة التبعات الاقتصادية لمثل هذا القرار”.
وخلال الأيام الأكثر حرّاً، يتأكد سائقو عربات الخيل من أن حيواناتهم تشرب كميات كافية من المياه، مع اختيار مواقع في الظل خلال فترات بعد الظهر عند انتظار الزبائن.
ولا يزال حوالى ثلاثمئة جواد يجر عربات في أنحاء فيينا، خصوصا في وسط المدينة ومواقع سياحية أخرى، ما يوفر آلاف فرص العمل بحسب بولاندت.
وقال سائق الخيل “أدركت أن أحداً لا يمكنه أن يشرح للناس طريقة عمل الأمور”، متحدثاً عن القواعد المتشددة والكشوفات البيطرية الدورية التي يتعين القيام بها للحفاظ على سلامة الخيل.
إلا أن الناشطين المدافعين عن حقوق الحيوانات يقولون إن الخيول تعاني بشدة من هذا الوضع خصوصا خلال فترات الحر الشديد.
وقال الناشط في جمعية “أسوسييشن أغاينست أنيمل فاكتوريز” ديفيد فينزل “هذا العمل يرتبط بوضوح بتعذيب الحيوانات. الخيول تعمل أحيانا تحت الشمس في ظل حرارة تبلغ 34,5 درجة مئوية”.
وأضاف “هي تتعرض للضجيج والدخان والازدحامات المرورية وللإجهاد بطبيعة الحال”.
وكان مسؤولون في بلدية فيينا يعتزمون في يونيو الفائت تشديد التشريعات المعمول بها في هذا الإطار، لكنهم قرروا في نهاية المطاف تأجيل العمل بتخفيض درجة الحرارة القصوى التي يُسمح بتشغيل الخيول عندها، بانتظار إجراء دراسة في هذا الصدد العام المقبل.
لذا يمكن أن تستمر عربات الخيول السياحية بالعمل إلا في حال تخطت الحرارة 35 درجة مئوية، وهو مستوى يُتوقع بلوغه هذا الأسبوع.