بعد أن أمضت أميناتا توريه سنوات الطفولة تعيش في أحياء اللاجئين الألمانية، تُطاردها أشباح الخوف من اضطرار عائلتها إلى مغادرة البلاد، أصبحت وهي امرأة لأبوين لاجئين أولَ وزيرة سمراء البشرة في تاريخ الحكومات الألمانية، بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
#ltwsh22 | "Wir freuen uns darüber, dass die #AfD aus dem Parlament geflogen ist", so Aminata Touré @aminajxx, @Die_Gruenen-Spitzenkandidatin in #SchleswigHolstein. Die #Grünen sind neben der #CDU die Wahlgewinner:in, sie sollen also noch stärker die Zukunft in SH mitgestalten. pic.twitter.com/1XEICq0hKE
— phoenix (@phoenix_de) May 9, 2022
فقد انتقل والدا أميناتا إلى ألمانيا من مالي التي مزقتها الحرب في عام 1992، وقد وُلدت الابنة بعد ذلك بوقت قصير، واليوم أُعلن عن توليها منصب وزيرة الشؤون الاجتماعية في حكومة الائتلاف المكونة من حزب “الاتحاد الديمقراطي المسيحي” وحزب “الخضر” في مدينة كيل بولاية شلِسفيغ هولشتاين شمال البلاد.
“سأواجه العنصرية”
يمثِّل الإنجاز الذي حققته أميناتا، البالغة من العمر 29 عاماً، ثمرةً لروح التعاون الجديدة بين الديمقراطيين المسيحيين تحت قيادة رئيس وزراء حكومة الولاية، دانيال غونتر، وحزبها، “حزب الخضر” المدافع عن قضايا البيئة.
قالت أميناتا توريه في لقاء أجرته بعد توليها الوزارة، إنها ستستخدم منصبها السياسي لمواجهة العنصرية متغلغلة الجذور التي تتفشى في المجتمع الألماني، والتصدي للتزايد المطرد في التفاوت الاجتماعي، “أنا امرأة سمراء أعيش في هذا المجتمع، وأدرك أن أمثالي غالباً ما يُستهان بهم ويعاملون معاملة تستدعي إضفاء صفات معينة عليهم، وقد كانت الحال هكذا قبل أن أتولى هذا المنصب، وما زالت كذلك بعد أن توليته”.
مصدر إلهام لأصحاب البشرة السوداء
تحدثت أميناتا أيضاً عن تأثرها الشديد بعد أن أدركت ما يمثله صعودها في الساحة السياسية من مصدر إلهام لكثيرٍ من أصحاب البشرة السوداء في ألمانيا، خاصة وأن البلاد تفتقر إلى أمثالها ممن يمكن أن يتطلع إليهم هؤلاء ويقتدون بهم.
وفي سياق الحديث عن إحدى الجولات الانتخابية الأخيرة، قالت أميناتا لمجلة Der Spiegel إن فتاة سمراء البشرة لها من العمر 4 سنوات أخذت تلوح لها، وعندما اقتربت منها “حدَّثتني والدتها عن اندهاشها لرؤيتي، وإعجابها بظهور فتاة سمراء البشرة على شاشات التلفزيون. فعانقتها عناقاً حميمياً، وكنت على وشك البكاء؛ لأنني أدركت حقاً ما يعنيه لدى هذه الفتاة أن أكون محط أنظار الجمهور”.
كما أشارت أميناتا إلى أن مهمة وزارتها تشمل ستة مجالات: اجتماعية وشبابية وأسرية وشؤون كبار السن، وقضايا الاندماج، والمساواة. وأعربت عن شدة حماستها للاضطلاع بالمهمة.
ومع أن أميناتا ترى أن تعيينها في هذا المنصب رسالة يمتد تأثيرها إلى ما هو أبعد بكثير من ولاية شليسفيغ هولشتاين، فإنها قالت: “هذا لا يعني بأي حال أن التمييز ضد الأشخاص من أصول مهاجرة قد انتهى عهده، بل إن تلك الغاية ما زالت بعيدة المنال”.
تذكرت أميناتا أيضاً سنوات الخوف التي عاشتها عائلتها خشية أن تعيدهم السلطات إلى مالي، وكفاح والدتها التي كانت حاصلة على شهادة أكاديمية ومع ذلك اضطرت إلى العمل عاملة نظافة؛ لأن البلاد لم تعترف بمؤهلاتها.
المصدر – الصحف الألمانية