عمدة فيينا ضحية مكالمه فيديو مزيفة مع عمدة كييف.. فما القصة؟

تم خداع عمدة فيينا الدكتور ميخائيل لودفيج  مثل رؤساء بلديات العديد من العواصم الأوروبية لإجراء مكالمات فيديو مزيفة بواسطة تقنية “التزييف العميق” ظن أنه مع نظيره عمدة كييف فيتالي كليتشكو ، وهذا ما أكده بعد ذلك بقليل، الرئيس الحقيقي لكييف عبر منصة تويتر الألكترونية

وبحسب ما نشرت الصحف النمساوية  شارك عمدة فيينا، في مكالمة مجدولة على منصة مؤتمرات الفيديو Webex يوم الأربعاء الماضى مع شخص قالت إنه “يشبه كليتشكو

شملت المحادثة مع العمدة لودفيج يوم الأربعاء، وفي تغريدة، أعلن العمدة أنه ناقش الوضع الحالي في أوكرانيا مع كليتشكو، كما استفسر عمدة كييف المفترض والمزيف عن اللاجئين في النمسا.

لكن Paul Ronzheimer، نائب رئيس تحرير صحيفة “Bild” كتب يوم السبت عبر خدمة الرسائل القصيرة تويتر أن رئيس بلدية فيينا اتصل هاتفياً بفيتالي كليتشكو المزيف يوم الأربعاء.

ووفق للصحف النمساوية ظلّ “عمدة كييف المزيف” يتحدث لمدة 15 دقيقة قبل أن ينقطع الاتصال، ويبدو أن جيفي اشتبهت بوجود مؤامرة عندما بدأ الطرف الآخر من الخط يتحدث عن قيام اللاجئين الأوكرانيين “بخداع”النمسا للحصول على مساعدات، وبدا أنه يدعو إلى إعادة اللاجئين إلى أوكرانيا من أجل الخدمة العسكرية.

وقالت وزارة الخارجية النمساوية أنها غير معنية بالأمر- على عكس المكالمة الهاتفية المزيفة مع عمدة مدينة برلين Franziska Giffey –  لم يتم إثارة أي مواضيع غير عادية، وتقول وزارة الخارجية أنها لم تشارك أو حتى السفارة النمساوية في كييف في التحضير للموعد المفترض مع عمدة فيينا

بعد وقت قصير من المكالمة المزيفة ، تحدث فيتالي كليتشكو الحقيقي عبر تويتر: لقد أبلغ كليتشكو المزيف في أوروبا عن ” قول أشياء سخيفة ” يجب أن يتم تحديده ومعرفة هويته بشكل عاجل، وحذر كليتشكو ” من فضلك كن حذرا في المستقبل ” وأضاف أن المحادثات الرسمية لا يمكن إجراؤها إلا من خلال القنوات الرسمية، بالإضافة إلى ذلك، أوضح عمدة كييف في رسالة الفيديو باللغة الألمانية أنه “لا يحتاج أبداً إلى مترجم للغة الألمانية”.

خلال مؤتمر بالفيديو يوم الجمعة، تساور عمدة برلين الحاكم Giffey حول ما إذا كانت مرتبطة بالفعل بكليتشكو كما هو مخطط، ثم انتهت المحادثة قبل الأوان

وقال مكتب عمدة فيينا: “يبدو أننا نتعامل مع خدعة بواسطة التزييف العميق ومن المحزن أن الحرب تشن بكل أنواع الوسائل، بما في ذلك على الإنترنت، لتقويض الثقة بالوسائل الرقمية وتشويه سمعة شركاء وحلفاء أوكرانيا

ما هي تقنية التزييف العميق؟

أما تقنية التزييف العميق “ديب فيك”، فتستخدم الذكاء الاصطناعي لتعديل الصورة والصوت في مقاطع الفيديو لجعلها تبدو كما لو أن شخصًا ما قال أو فعل شيئًا لم يفعله، فيما يعود أساس التقنية إلى ورقة بحثية عام 1997 لكنها انتشرت بشكل واضح منذ عام 2018.

ولاقت الفيديوهات المزيفة انتشارًا واسعًا مع استخدامها لمشاهير وسياسيين أبرزهم الرئيسان الأميركيان السابقان باراك أوباما ودونالد ترمب، إضافة إلى مارك زوكربيرغ.

مدريد وفيينا ضحية “عمدة كييف المزيف”

ولم يكن عمدة فيينا الوحيد الذى وقع ضحية “العمدة المزيف”، فقد قدم مكتب عمدة مدريد أيضًا شكوى إلى الشرطة بشأن شخص ينتحل شخصية كليتشكو في مكالمة فيديو مع خوسيه لويس مارتينيز ألميدا.

ووفقًا للمتحدث باسمه دانييل باردايو كولبروك، فقد شعر العمدة بالريبة بعد وقت قصير من بدء المحادثة وقام بقطع المكالمة فورًا.

مكالمات خادعة داخل الحكومة البريطانية

في السياق، كانت الحكومة البريطانية قد اتهمت روسيا في مارس الماضى، بالوقوف بشكل مباشر وراء مكالمات مزيفة خادعة، استهدفت ثلاثة من وزراء الحكومة على خلفية موقفها من الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.

وتمكنت الجهات “المخادعة” من الوصول إلى وزير الدفاع بن والاس ووزيرة الداخلية بريتي باتيل عبر منصة “ميكروسوفت تيمز” لمكالمات الفيديو، باستخدام بريد إلكتروني مزيف متظاهرين بأن رئيس الوزراء الأوكراني هو من يسعى إلى إجراء الاتصال، وفق “الغارديان”.

كما جرت محاولة فاشلة للوصول إلى وزيرة الثقافة نادين دوريس