ـ علاقات البلدين تأثرت سلباً خلال السنوات الأخيرة بسبب سياسات حكومة مستشار النمسا السابق تجاه تركيا
ـ عقب التغيير الحاصل في السلطة بالنمسا تستعد أنقرة وفيينا لفتح صفحة جديدة في علاقاتهما الثنائية
ـ من المتوقع بدء مرحلة جديدة عقب لقاء الرئيس التركي والمستشار النمساوي على هامش قمة زعماء الناتو في مدريد نهاية يونيو الجاري
تستعد تركيا والنمسا لفتح صفحة جديدة في علاقاتهما مدفوعتين إلى ذلك بالتغيير الذي شهدته حكومة البلد الأوروبي، عقب اعتزال المستشار السابق زيباستيان كورتس الحياة السياسية على إثر فتح تحقيق بحقه في قضايا فساد، والدور الفعال الذي تبنته أنقرة خلال الحرب الروسية الأوكرانية.
ومن المتوقع أن تنطلق المرحلة الجديدة في علاقات البلدين بشكل فعلي عقب اللقاء الذي سيجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والمستشار النمساوي الجديد كارل نيهامر، في العاصمة الإسبانية مدريد، على هامش قمة زعماء دول حلف شمال الأطلسي “ناتو”، نهاية يونيو/ حزيران الجاري.
وكانت العلاقات التركية النمساوية، قد تأثرت سلباً خلال السنوات الـ 5 الأخيرة، بسبب سياسات حكومة كورتس المنتمي إلى تيار اليمين الشعبوي، تجاه أنقرة وتجاه المسلمين والمهاجرين في بلاده.
وعقب اعتزال كورتس الحياة السياسية، إثر رفع قضية فساد بحقه نهاية العام الفائت، استغلت أنقرة وفيينا التغيير في السلطة بالبلد الأوروبي لتحسين علاقاتهما، فضلاً عن تأثر دوافعهما لهذا الاتجاه ببعض التطورات الدولية الأخرى، أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية.
ومطلع مارس/ آذار الفائت، بحث الرئيس أردوغان، مع نظيره النمساوي ألكسندر فان دير بيلين، العلاقات الثنائية، والتدخل العسكري الروسي ضد أوكرانيا.
على إثر ذلك، شارك وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالينبرغ في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، معرباً عن دعم بلاده للجهود التركية الساعية إلى تحقيق السلام في أوكرانيا.
كما التقى شالينبرغ على هامش المنتدى، نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو.
كذلك ساهمت مباحثات نيهامر الهاتفية مع أردوغان قبل وبعد زيارته كييف وموسكو، خلال أبريل/ نيسان الفائت، في تعزيز التوجه الإيجابي بخصوص علاقات البلدين.
ويشدد نيهامر في كل فرصة على أهمية المحادثات التي احتضنتها إسطنبول بين الوفدين الروسي والأوكراني، كسبيل للتوصل إلى سلام دائم بين موسكو وكييف.
وفي حديثه للأناضول، قال السفير التركي في فيينا أوزان جيهون، إن الأشهر الأخيرة شهدت تحسناً في علاقات بلاده مع النمسا، لافتاً إلى وجود مشاورات ثنائية في العديد من القضايا، خاصة فيما يتعلق بالبحث عن سبل لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وأشار إلى العديد من اللقاءات والمباحثات التي تمت مؤخراً بين مسؤولين أتراك ونمساويين سواء على صعيد وزراء الخارجية أو الدبلوماسيين أو برلمان البلدين.
ولفت السفير التركي إلى تقدير وإشادة النمسا بالدور الذي تتبناه أنقرة في الأزمة الأوكرانية.
وأفاد بأن المستشار نيهامر، يعتبر محادثات إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا، هي الصيغة الوحيدة التي استطاعت حتى الآن الجمع بين طرفي النزاع، ويبذل الجهود في أوروبا لتأمين دعم هذه المحادثات.
وفي السياق، أشار جيهون إلى اعتزام رئيس البرلمان النمساوي وولفجانج سوبوتكا، زيارة تركيا نهاية يونيو الحالي، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سنوات في علاقات البلدين.
وأضاف أنه وعقب هذه الزيارة، سيكون هناك لقاء ثنائي بين الرئيس التركي والمستشار النمساوي، في مدريد، على هامش قمة زعماء “ناتو”.
وتابع قائلا: “أتوقع أن يكون لقاء حساساً للغاية، وقد نشهد تطورات من شأنها فتح المجال أمام التعاون بين البلدين”.
وشدد على أن المرحلة الجديدة في العلاقات التركية النمساوية، لن تقتصر على الصعيد السياسي فحسب، بل ستشمل المجال الاقتصادي أيضاً.
وأوضح أن العلاقات التجارية بين أنقرة وفيينا، شهدت تطورات إيجابية خلال المرحلة الأخيرة، لافتاً إلى بلوغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 3.7 مليارات يورو، حتى نهاية 2021.
من جهته، قال الصحفي النمساوي كلاوس يورجنز، إن العلاقات بين تركيا والنمسا شهدت تحسناً وتطوراً في مرحلة ما بعد حكومة كورتس.
وأضاف أن المستشار نيهامر، يقوم حالياً بتفكيك فريق سلفه كورتس، في خطوة للعودة ببلاده إلى السياسة الواقعية، بحسب تعبيره.
وشدد الصحفي يورجنز على أهمية الحوار القائم بين الرئيس التركي والمستشار النمساوي الحالي، من حيث تعزيز العلاقات بين البلدين والانتقال بها إلى نقطة أفضل.
المصدر – وكالة الأناضول الإخبارية