أنت مهاجر أو لأجئ ! سبب كافٍ لأن تكون تحت دائرة الخطر وأن تعيش في ترقب دائم وخوف من أن يسحب منك ” مكتب رعاية الشباب – Jugendamt ” أحد أطفالك ما إن أظهر ضجراً أو حزناً أو حاولت تأديبه بطريقة غير مناسبة.
وبالطبع يحق لجميع الأطفال في النمسا التمتع بطفولة آمنة، والدولة لا تريد فصل الطفل عن أسرته. يحدث هذا إذا اتضح وثبت أن هناك خطراً على الطفل، والقرار النهائي بشأن الأطفال ليس في أيدي مكتب رعاية الشباب، ولكن في يد القضاء. هذا لا يعني أيضاّ انقطاع الاتصال بالوالدين، وهناك حالات يعود فيها الأطفال إلى عائلاتهم”.
قرر طفل يبلغ من العمر 10 سنوات بالكتابة إلى رئيس الجمهورية بالقول “الرجاء مساعدتي “- بهذه الكلمات اليائسة، خاطب الطفل الرئيس ألكسندر فان دير بللن العام الماضي، حيث أنه يعيش منذ ما يقرب من عامين وسط نزاع بين والديه على حضانته، وهى ليست الحالة الوحيدة في النمسا – ومشهد يعاني منه الكثير من الأطفال على وجه الخصوص.
لقد فقدت كل ما هو مهم وكل ما هو أحبه بالنسبة لي ، اضطررت للتخلي عن كل شيء لأنه لا أحد يهتم بي ، حاصرنى اليأس من كل جانب مما دفعنى لكتابة مثل هذه الرسالة؟ كان الوالدان لديهما حضانة مشتركة بعد انفصالهما قبل ثماني سنوات، ومع ذلك، في فبراير 2021، قضت المحكمة بأنه يجب أن يعيش الطفل بمفرده مع أمه بعد أن لم يعد الزوجان متفقان على اختيارهما المدرسة الخاصة بالطفل.
تغيير المشهد وأصبح الأباء لم يتشاجر مع بعضهم البعض منذ عامين، لكنهم أتحدوا ويتشاجرون معًا ضد مكتب رعاية الشباب والمحكمة، وكان الأول قد أخذ الأطفال من الزوجين لأن الأم قيل إنها تعاني من مرض عقلي، ولم يتم تحديد ذلك من قبل طبيب نفسي، ولكن من قبل الأخصائيين الاجتماعيين من مكتب رعاية الشباب، وفقد الزوجان حق الحضانة في حالتين، وجاء الأشقاء منفصلين (!) لأسرتين نمساويتين حاضنتين.
ثم جاء قرار المحكمة العليا (OGH) واضع ، ووبخت المحكمة الأولى والثانية، لأنه لا ينبغي أخذ الأطفال إلا كإجراء إلا في حالة وجود مخاطر كبيرة ،وقد رفض مكتب رعاية الشباب تمديد فترة زيارة الوالدين المحدودة للغاية، بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن إعادة الأطفال لأنهم استقروا مع الأسر الحاضنة بعد عامين.
هذه من وجهه نظرى قضية قديمة متجددة، عاد الضوء إليها مرة أخرى بعدما نشرت الصحف النمساوية قضية هذا الطفل الذى يشكو حرمانه من والديه الذين أتهموا إدارة مكتب رعاية الأطفال بـ”خطف أبنهم ، ليسلط الضوء على القضية التي يعاني منها المئات من اللاجئين والمهاجرين في النمسا
صدور قانون مكتب رعاية الشباب يخدم بشكل أساسي، العائلات التي تتقدم بطلب يفيد بأنها غير جاهزة للتعامل مع الطفل، سواء لأسباب نفسية، أو اجتماعية، أو أسرية، بعدها يُنظر إلى الطلبات؛ ومن ثم توافق الحكومة على أخذ الطفل بناءً على طلب من الأسرة، لكن الآن ما يحدث هو العكس؛ وهو ما قد يدفع بعض الأسر إلى التنازل عن أطفالهم؛ حتى يتمكنوا من رؤيتهم بدلاً من أن يجبرهم مكتب رعاية الشباب على تركهم، وفي هذه الحالة يتم منحهم لأسرة لا تستطيع الأسرة الأصلية التواصل معها.
المصدر – جريدة كورونا النمساوية مع التدخل الذى يخدم القضية
أقراء الخبر من مصدره بالضغط هنا