توصّلت دراسة بريطانية إلى أن استخدام الروبوتات خلال بعض العمليات الجراحية، يساعد في الحفاظ على الحالة الصحية للمرضى عقب العملية، عكس الجراحة التقليدية المفتوحة، حسب صحيفة The Times البريطانية.
الدراسة التي نُشرت في مجلة “جاما” الصحية، قالت إنه حين استخدم الجراحون روبوتاً لمساعدتهم في إجراء العملية من شق بحجم ثقب المفتاح، تراجعت نسبة جلطات الدم الخطيرة بدرجة مذهلة بلغت 77%، عكس المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية تقليدية مفتوحة.
وأكدت التجربة التي تعدّ الأولى من نوعها، أن هذه الطريقة تقصّر فترات التعافي وتقلل مضاعفات إعادة بناء المثانة بعد إزالة الورم.
قلّلت احتمال عودة المريض للمستشفى
بينما نصح باحثون بدائرة الصحة الوطنية في بريطانيا، بتعميم إجراء جراحات الأورام السرطانية المعقدة بمساعدة روبوتات.
الدراسة كشفت أيضاً، أن الجراحة الروبوتية قلّلت احتمال عودة المريض إلى المستشفى في غضون ثلاثة أشهر بنسبة 31%.
ولم يُلاحَظ فرق كبير في نسب الشفاء ولكن من خضعوا للجراحة الروبوتية قالوا إن طبيعة حياتهم تحسنت في الأسابيع التالية للجراحة.
بدوره لفت جون كيلي، الأستاذ في جامعة كوليدج لندن، وأحد القائمين على الدراسة، إلى أن المعهد الوطني للصحة وتميز الرعاية، الذي يقدم المشورة لدائرة الصحة الوطنية في العلاجات، كان موقفه “محايداً” حول جراحات استئصال المثانة بمساعدة الروبوت، بسبب عدم توافر أدلة قوية تدعم نتائجها.
وأضاف مستدركاً: “لكن هذه النتائج الجديدة تدعم بقوة، خيار اللجوء إلى جراحة روبوتية لجميع المرضى الذين يحتاجون إلى هذه العملية”.
وقال: “ويلز لا تُجري عملية استئصال المثانة بمساعدة الروبوت. وكذلك أيرلندا الشمالية. وأسكتلندا بدأت لتوها. وقطاعات كبيرة من البلد متأخرة كثيراً في هذا الصدد، ومن الضروري تعميم هذا الخيار على المرضى”.
الدراسة شملت 338 مريضاً
وتشهد بريطانيا 10.300 حالة إصابة جديدة بسرطان المثانة كل عام، وفقاً لجمعية أبحاث السرطان الخيرية في المملكة المتحدة، وتُجرى أكثر من 3000 عملية استئصال للمثانة وإعادة بنائها.
ولا تتوافر الجراحات التي تتم بمساعدة الروبوت إلا في عدد محدود من مستشفيات المملكة المتحدة. وعكس الجراحة المفتوحة، التي تعتمد على عمل الجراح مباشرة في الجلد والعضلات من خلال شقوق عميقة، فهذه العملية الجديدة تسمح للجراحين بتوجيه أدواتهم من خلال شقوق أصغر بكثير.
يُشار إلى أن الدراسة شملت 338 مريضاً مصاباً بسرطان المثانة غير الغازي، قُسموا إلى مجموعتين عشوائيتين. وخضعت المجموعة الأولى المكونة من 169 مريضاً، لعملية استئصال جذري للمثانة بمساعدة الروبوت، وأعيد بناء المثانة التي تعتمد على اقتطاع جزء من الأمعاء لتشكيل مثانة جديدة.
وخضعت المجموعة الأخرى للجراحة “المفتوحة” التقليدية.
وظلت المجموعة التي خضعت لجراحات الروبوتات في المستشفى ثمانية أيام، فيما ظلت المجموعة الخاضعة للجراحة المفتوحة عشرة أيام. ومن مجموعة الجراحة الروبوتية، أعيد 22% إلى المستشفى خلال 90 يوماً، مقارنة بـ32% من مرضى الجراحة المفتوحة.
وتساوت فعالية الجراحات المعتمدة على مساعدة الروبوتات والجراحات المفتوحة في تكرُّر الإصابة بالسرطان وطول مدة الشفاء.