خمسة وزراء خارجية من المنطقة، إسرائيل ومصر والبحرين والإمارات والمغرب، ووزير الخارجية الأمريكي في وسط الصورة.. يبتسم أيضاً.
لكن كان هناك أيضاً حقيقة مزعجة لواشنطن، أنه بعد سنوات من الجهود الأمريكية من أجل صياغة إجماع إقليمي ضد الخصوم المشتركين، فإن الإجماع الموجود الآن لا يشمل الولايات المتحدة.
بل بدا أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن “استغل هذه القمة للتستر على الخلاف مع السعودية بشأن الاتفاق النووي مع إيران، من خلال تقديم صورة للتضامن الإقليمي.. لكن المنطقة لم تنخدع”، كما قال كاتب مقرب من القيادة السعودية.
هم في واشنطن يسألون عما إذا كان شركاؤهم في الشرق الأوسط هم شركاء بالفعل.
وهنا يسألون عما إذا كانت الصداقة مع الأمريكان مفيدة، ومضمونة، وتستحق التكاليف المالية والسياسية الباهظة.
من السهل إلقاء اللوم على مسؤولين هنا أو هناك، لكن عملية التفكك هذه استمرت في الواقع لفترة طويلة بما يكفي لتمتد لفترات ثلاثة رؤساء أمريكيين، أي نحو 13 عاماً وأكثر، حسب تقدير مجلة Foreign Policy الأمريكية.
تصاعدت التوترات على الأقل منذ الانتفاضات العربية عام 2011، عندما اعتقد ملوك دول الخليج العربية أن واشنطن تتخلى عنهم، وتتحالف مع القوى الإسلامية التي سعت إلى الإطاحة بهم.
بعد أربع سنوات على اندلاع الربيع، تعزز هذا الشعور بالإهمال عندما وقّعت إدارة أوباما على اتفاق نووي مع إيران “لا يراعي مصالحهم الأمنية” من وجهة نظرهم.
وأصبحت العلاقات التاريخية “سجالاً” بين أصدقاء قدامى، يحاول كل منهم أن يرد الصاع اثنين لخصمه، وهو يبحث عن مصالحه.
وكان رفض السعودية والإمارات زيادة إنتاج النفط للمستوى الذي تريده أمريكا موقفاً كاشفاً عن مدى التغير الذي شهدته علاقات البلدين مع واشنطن من “التبعية” إلى الندية.
هذا الرفض الصريح طرح نقاشات كبيرة حول ما إذا كان التحالف السعودي الأمريكي المستمر منذ 77 عاماً يستحق الحفاظ عليه، فيما رأى تحليل آخر لمجلة Foreign Affairs أن الرفض السعودي لا يجب أن يكون مفاجئاً لأحد، بعد الكثير من المقدمات في الأعوام الأخيرة.
عادة ما يكون المسؤولون في أبوظبي والرياض غامضين في كثير من الأحيان. لكن في الأسابيع الأخيرة كانوا صريحين بشكل غير معهود مع الدبلوماسيين الزائرين حول طبيعة مظالمهم، وإلى أي مدى هم مستعدون للتعامل معها. قال أحد الدبلوماسيين الغربيين لصحيفة الغارديان إن نظيراً سعودياً قال: هذه هي نهاية الطريق مع بايدن، وربما مع الولايات المتحدة أيضاً.
فهل هي بالفعل نهاية الطريق؟
هذا التقرير يضع كل هذه التغيرات موضع التساؤل، ويستعرض التاريخ القريب للعلاقات الخليجية الأمريكية، ومقدمات الخلاف ثم توابعه العلنية، مع التركيز على السعودية والإمارات، بعد صدور إشارات متكررة منهما على تفاوت في المواقف من قضايا بعينها، مثل أوكرانيا وإيران وإنتاج النفط. كما يتطرق التقرير إلى قوة الصين كبديل محتمل للشراكة بدلاً من الولايات المتحدة.