شنت السلطات النمساوية منذ أسابيع حملة ضد أعضاء شبكة يمينية متطرفة ومناهضين لسياسات الحد من جائحة كورونا. قالت النيابة العامة وتقارير إخبارية إن الشبكة خططت لشن هجمات والسعي لتدمير “النظام الديموقراطي النمساوي”، وكذلك اختطاف وزير الصحة النمساوى يوهانس راوخ
يحقق الادعاء العام في مدينة جراتس النمساوية ضد 12 شخصا يشتبه في قيامهم بالإعداد لأعمال عنف خطيرة. ووفقا لمعلومات القناة الأولى بالتليفزيون النمساوي (ORF)، فإن المشتبه بهم خططوا لشن هجمات على شبكات كهربائية بهدف قطع التيار الكهربي على مستوى النمسا والتسبب في حالة “شبيهة بالحرب الأهلية”.
وأضاف تقرير التليفزيون النمساوي أن هدف المشتبه بهم من خلال تلك الفوضى، تقويض النظام الديمقراطي في النمسا ثم السيطرة على الحكومة. وتشتبه السلطات في تخطيط تلك المجموعة لخطف وزير الصحة
وأوضح مكتب المدعي العام في جراتس وشرطة الولاية في بيان مشترك أن هذه الشبكة المسماة “الوطنيون المتحدون” تهدف إلى تدمير “النظام الديموقراطي النمساوي”. وأضاف البيان أن السلطات استهدفت خمسة مشتبه بهم جميعهم نمساويين تتراوح أعمارهم بين 41 و55 عاما وقامت بأربعة اعتقالات حتى الآن.
ووفقا لتقارير محلية فإن المشتبه بهم خططوا أيضا لشراء أسلحة بعدة آلاف من اليوروهات وكان من المنتظر أن تتم عملية التسليم الأولى خلال الأسبوع الجاري في غرب البلاد، لكن عملية شراء الأسلحة كانت “فخ” رتبه المحققون وانتهى بالقبض على ثلاثة أشخاص كانت مهمتهم تنظيم عملية شراء السلاح بالتعاون مع شخص آخر يقيم خارج النمسا. ومن المنتظر أن يتم تقديم المشتبه بهم إلى قاضي التحقيقات خلال اليوم الخميس 14 أبريل 2022.
وشملت التحقيقات تفتيش 21 من المنازل في ولايات مختلفة بالإضافة إلى التحفظ على أجهزة كمبيوتر وهواتف محمولة. ووفقا للتقارير فإن التواصل بين المشتبه بهم كان يتم عبر العديد من المجموعات اليمينية المتطرفة على تلغرام. وتحفظت السلطات على محادثات عبر هذه المجموعات التي كانت تعبر أيضا عن الرفض للسياسات المتبعة لمواجهة فيروس كورونا.
وشملت المحادثات في هذه المجموعات، نصائح لتصنيع السموم وتبادل نصائح حول الحصول على السلاح. ووفقا للتقارير فإن المشاركين في هذه المحادثات نظموا مقابلات أيضا بعيدا عن المحادثات الالكترونية.
في الوقت نفسه قال وزير الصحة ، إن ما يثار حول مخططات لاختطافه، لا ترهبه وأضاف في تصريحات نقلتها الصحف الألمانية والنمساوية : “بعض منكري كورونا لا يفكرون في التصدي للتطعيم أو لإجراءات مواجهة كورونا، لكنهم يعملون ضد نظامنا الديمقراطي” وأكد الوزير النمساوي أن مثل هذه الأمور لن تؤثر عليه وأنه سيواصل عمله من أجل الشعب بالكامل، مشيرا إلى أن هذا المثال يعكس الانقسام داخل المجتمع مضيفا “هدف سياستي هو تجاوز الانقسام في مجتمعنا واستعادة الثقة”.
المصدر – الصحف النمساوية