في مشهد مرعب يشبه جلسات التعذيب، ظهر رجل يعاني من آلام الظهر تلف جسده آلة حديدية لترفعه ببطء وهو مصفد القدمين نحو الأعلى حتى يدنو رأسه إلى الأرض.
وأكد نشطاء يمنيون تداولوا الفيديو على نطاق واسع، أنه تم تصويره في منزل أحد المعالجين الشعبيين أثناء تجربة الجهاز على أحد الأشخاص المرضى.
وشددوا على أن المقطع لم يكن تمثيلاً ولا لمحتوى ترفيهي من برامج المقالب، بل هو أسلوب علاجي مبتكر داخل مركز شعبي وصفه نشطاء بأنه “ورشة” لإعادة تأهيل وإصلاح آلام الظهر والعمود الفقري وحل مشكلات أمراض الديسك المختلفة.
علاج آلام الظهر برافعة سيارات هيدرولوكية
ووفق المعلومات فإن مقطع الفيديو تم تصويره في مركز لعلاج العمود الفقري بالقاعدة في محافظة تعز اليمنية.
وظهر فيه شخص كبير السن يوصف بأنه معالج شعبي بالوراثة، فيما برزت على جدران المركز رسومات مقطعية للعمود الفقري ما يوحي بأن المعالج على دراية تامة بمشاكل العمود الفقري.
وتجري تلك الجلسات على جهاز تقني يشبه الرافعة مثبتة على السقف يقوم خلالها بربط الجزء السفلي للمريض ومن ثم القيام برفعه بطريقة ميكانيكية إلى أعلى باتجاه السقف، تماماً كما هو الحال مع منصات الرافعات الهيدرولوكية المستخدمة لفحص أعطال السيارات، ليتسنى للمعالج تفحص مواضع الألم.
أما المريض فتكون قدماه معلقتين إلى أعلى ورأسه محنياً إلى أسفل، بينما يحثه المعالج على إجراء تمارين خفيفة بواسطة قطعة حديدية تشبه “البار” من أجل التخلص من تشنجاته العضلية، في الوقت الذي يقوم المعالج على الضغط على مواطن الألم ومحاولة إعادة الفقرات إلى مكانها.
“حل سحري” بأسلوب بدائي
وانتشر هذا المقطع بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، حيث اعتبره الكثيرون بأنه حل سحري غير مكلف من ناحية فواتير العلاج، بوصفه إحدى طرق العلاج الطبيعي بأساليب بدائية.
في حين أثار جدلا واسعا بين اليمنيين الذين اعتبروها جلسات تعذيب ومشاهد رعب لا تنتمي إلى العلاج.
كما تساءل آخرون عن عنوان المركز الذي وصفوه بـ”الورشة” للبحث عن حلول علاجية لا تكبدهم خسائر مادية خاصة مع عجز الكثيرين من الذهاب للمستشفيات إلى جانب ندرة المتخصصين وعدم وجود أجهزة متطورة لعلاج أمراض الظهر ومشاكل الفقرات.
علاج قديم مازال رائجاً
وتعليقاً على الفيديو، قال نشطاء يمنيون إن هذا المركز الشعبي سيدفع الكثير من المعالجين لاعتمادها كطريقة علاجية في متناول الجميع، خاصة إذا ما ثبتت فعاليتها في تسكين آلام وتأهيل الفقرات وإعطاء حلول مريحة تغني عن الأدوية والمسكنات وتحاليل الأشعة المقطعية باهظة التكلفة.
وأشار أحدهم إلى أن العلاج بالطب الشعبي أسلوب علاجي قديم لا يزال رائجاً في كثير من المناطق والقرى النائية التي تفتقر إلى المراكز الصحية المتخصصة، حيث يعتمد سكانها على بعض كبار السن الذين يملكون خبرة في إعادة تجبير الكسور وتأهيل العمود الفقري وإجراء جلسات مساج بواسطة بعض خلطات الزيوت والأعشاب العلاجية التي تغني الكثيرين من الذهاب إلى الأطباء وتساعدهم على التخلص تدريجياً من آلامهم المبرحة.
المصدر – العربية نت – شبكة رمضان