انتقد رجال أعمال ومعارضون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعيشون في بريطانيا، الدعوات التي أطلقها بعض الساسة البريطانيين لمصادرة ممتلكات رجال الأعمال الروس المقربين من بوتين، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 19 مارس/آذار 2022.
منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، أصدرت دول غربية، من بينها بريطانيا، عقوبات على مجموعة من رجال الأعمال الروس، بعضهم له استثمارات في بريطانيا، كما اقتحم مجموعة من الأشخاص عقارات في ملكية رجال أعمال تتهمهم لندن بدعم حرب بوتين على أوكرانيا.
“لعبة قذرة” لليساريين في بريطانيا
رغم أن يفغيني تشيتشفاركين (47 عاماً) منتقد صريح لفلاديمير بوتين منذ فترة طويلة، أزعجته رؤية محتجين يحتلون قصراً يملكه رجل الأعمال الروسي أوليغ ديريباسكا في بريطانيا، تبلغ قيمته حوالي 65 مليون دولار، ووصف تصرفهم بأنه “لعبة قذرة”.
كما قال: “وقف الحرب يتطلب إرسال صواريخ جافلين وصواريخ مضادة للدبابات إلى أوكرانيا، لكن الاستيلاء على يخوت أو منازل ثمينة ليس سوى مسرحية يمثلها اليساريون للانتخابات المقبلة، هذه لعبة قذرة”.
تشيتشفاركين، الذي يمتلك أيضاً متجر النبيذ الفاخر Hedonism، واحد من مجموعة شخصيات عامة تعيش في المنفى، ومن ضمنهم رجل الأعمال ميخائيل خودوركوفسكي، الذي أسَّس الشهر الماضي لجنة مناهضة للحرب لمحاسبة بوتين ومسؤولي النظام الآخرين على انتهاكات القانون الدولي.
الصحافة تهول من الأمر
لكن مثل العديد من الروس الذين تحدثت إليهم صحيفة The Guardian في مايفير، كان تشيتشفاركين، الذي فر من موسكو عام 2008، منزعجاً من دعوات بعض الساسة في بريطانيا، ومنهم وزراء في الحكومة، لمصادرة ممتلكات رجال الأعمال الروس، مثل القصور واليخوت والطائرات الخاصة.
كما قال: “الصحافة تهول من الأمر، والأشخاص محدودو الثقافة ممن يتبنون آراء يسارية ويشعرون بالغيرة من السيارات والمنازل الجميلة واليخوت، من السهل جداً التلاعب بمشاعرهم بالحديث عن المساواة”.
تشيتشفاركين أضاف أنه يؤيد مصادرة ممتلكات رجال الأعمال الفاسدين، ولكن حين تحدث وفق الإجراءات القانونية الواجبة. وقال: “لا بد أن يكون قراراً من المحكمة العليا، ولهذا السبب نحترم المملكة المتحدة”.
كان لتاتيانا فوكينا (34 عاماً)، شريكته، رأي مماثل: “لندن تضم الكثير من الأموال الروسية الملوثة، ولكنها أيضاً تضم الكثير من اللاجئين الروس السياسيين الذين يملكون المال. أعرف أثرياء كثراً يتبرعون الآن بمبالغ ضخمة لأوكرانيا، وحساباتهم تُجمد”.
معاقبة أشخاص لا علاقة لهم بالحرب
يقول بيتور (اسم مستعار)، وهو تاجر ومصرفي استثماري، إنه غاضب من تأثير العقوبات على أشخاص لا علاقة لهم بالحرب.
أضاف الرجل البالغ من العمر 46 عاماً، الذي انتقل إلى لندن قبل ثلاث سنوات، أن الغرب خرق ميزان القوى مع روسيا بتوسُّع الناتو والاتحاد الأوروبي.
رغم إقرار بيتور بأن هذا الهجوم ليس له ما يبرره، قال إنه فقد الثقة في وسائل الإعلام الغربية، لأنه رأى أن تغطيتها للحرب شديدة التحيز. وقال: “أحبطني كثيراً مستوى الدعاية السياسية والكراهية الشديدة لروسيا”.
فيما قال فيكتور بالاغادي، مدير تحرير صحيفة Kommersant الروسية سابقاً، إنه يرى أن موقف بيتور هو الأقرب إلى موقف الروسي العادي الذي يعيش في لندن.
أضاف بالاغادي (50 عاماً)، الذي عاش في خاركيف 12 عاماً ويعارض الحرب: “كان بالإمكان رؤية ذلك على الشبكات الاجتماعية حين بدأت الحرب، لم يقلقهم من يلقون حتفهم في أوكرانيا بقدر ما أقلقتهم العقوبات التي فُرضت على روسيا، كان صعباً كثيراً أن نسمع ذلك”.