لم يتوان شاب مصري سمع استغاثة والد طفلين يمنيين عالقين بريف العاصمة الأوكرانية كييف وسط الاشتباكات عن المخاطرة بحياته لإنقاذهما.
فقد استجاب الشاب المصري، إسلام العشيري لنداء الأب المرعوب، الذي ترك عائلته في أوكرانيا وعاد لليمن قبل أن تنفجر الحرب هناك، ليبقى طفلاه “كريم” و”أمير” عالقين.
رقابة روسية وحظر أوكراني
فلم تكن رحلة إسلام العشيري الذي يعمل مرشداً سياحياً في أوكرانيا بالرحلة السهلة للوصول للطفلين، بل قطع أكثر من 500 كيلومتر براً من مدينة لفيف (غرب) حتى العاصمة كييف الواقعة تحت رقابة جوية روسية وحظر تجوال أوكراني من أجل إنقاذهما.
بدورها، ثمنت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بطولة الشاب المصري إسلام العشيري المقيم في أوكرانيا، معربة خلال اتصال هاتفي أجرته مع الشاب المصري، عن فخرها واعتزازها بشجاعته وإقدامه وقالت: “هذا ما تفرضه علينا الإنسانية في كل مكان”.
من جانبه، أكد العشيري أنه أقدم على ذلك من منطلق مصريته ووطنيته وشعوره بالمسؤولية، مؤكدا أن هذا هو المعدن الحقيقي للمصريين.
أسبوع ثالث من الاشتباكات
وكانت موسكو أطلقت في 24 فبراير الماضي، عملية عسكرية واسعة النطاق على أراضي الجارة الغربية مطالبة بنزع سلاحها الذي تعتبره مهددا لأمنها. كما طالب الكرملين مرارا بوقف توسع الناتو شرق أوروبا، ورفض ضم كييف إليه.
وقد استنفرت تلك الهجمات العسكرية التي أتت بعد أيام من اعتراف الكرملين باستقلال منطقتين انفصاليتين في الشرق الأوكراني، المجتمع الدولي برمته، وأدت إلى فرض حزمة عقوبات غير مسبوقة على موسكو.
كما أدت إلى توتر غير مسبوق بين روسيا والغرب، لاسيما الناتو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، التي حذرت من أن أوروبا تمر بأخطر مرحلة أمنية وسياسية على الإطلاق منذ الحرب العالمية الثانية.
المصدر وكالات