رحلة طالب الطب العائد من أوكرانيا إلى فيينا – يحكى عن أيام الخوف والرعب

يستمر توافد الطلاب المصريين المتواجدين في أوكرانيا إلى النمسا، بسبب تبعات العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، إذ وصل عدد من الطلاب المصريين إلى العاصمة النمساوية فيينا مساء يوم الثلاثاء الماضى قادمين من سلوفكيا، وانضم إليهم مجموعة أخرى قادمة من نفس الدولة أملاّ في مساعدة السفارة والقنصلية المصرية لعودتهم إلى أرض الوطن مصر ، إذ بدأت رحلتهم من أوكرانيا إلى سلوفكيا واستغرقت 4 ساعات، ثم الانتظار أمام الحدود 6 ساعات، وأخيرا إلى العاصمة النمساوية فيينا.

استقبل أبناء الجالية المصرية في النمسا الطلاب العائدين من أوكرانيا عن طريق سلوفكيا، وعلى الفور تم تسكين كل مجموعة من الطلاب القادمين داخل فنادق فيينا لحين الانتهاء من إجراءات التنسيق مع شركة الطيران الوطنية لعودتهم لأرض الوطن بسلام ، وتشرف على العملية برمتها القنصلية المصرية في فيينا حتى عودتهم إلى مصر

ما يقترب من 25 طالب حتى الآن وصلوا إلى النادي المصري في فيينا قادمين من أوكرانيا عن طريق سلوفكيا، بحسب ما ذكر أحد أعضاء مجلس إدارة النادى المصرى مشيرًا إلى أن السفارة المصرية في كييف على تواصل مع الطلاب المصريين في أوكرانيا والأماكن القريبة من الاشتباكات .

وأوضح عضو مجلس الإدارة أن الدولة تكفلت بالمصاريف الخاصة بانتقال الطلاب ، من خلال وبمساعدة القنصلية والسفارة المصرية في فيينا ، كما أن أعدادا كبيرة تصل إلى رومانيا يوميا للعودة إلى مصر

يقول طالب الطب وأبن مدينة قنا الطالب أحمد إبراهيم زهران لشبكة رمضان الإخبارية ، المقيم في مدينة كييف، عشنا حالة من الرعب وحياتنا انقلبت رأسا على عقب ، حالة عشناها منذ بداية الحرب الروسية ـ الأوكرانية

“منذ بداية قدومي إلى دولة أوكرانيا والحديث دائما عن قدوم حرب وظللنا على هذا التصور حتى بدأ ضرب أول صاروخ وسمعنا القصف والطائرات فوقنا تتحرك ولا تتوقف، أصبح الحديث حقيقة أن القوات الروسية على حدود مدينتي لوجانسك ودونيتسك، وزاد الضرب والقصف تباعا يوم بعد آخر وقلنا جميعا: لقد جاءت لحظة الحرب”.

الطالب زهران لم يحصل على مجموع في الثانوية العامة يؤهلها لتحقيق حلم حياته في الالتحاق بكلية الطب، سافر إلى أوكرانيا بدعم كبير من أسرته، وتم قبوله في كلية الطب بمدينة كييف، حيث لا يضع النظام الجامعي هناك المجموع شرطا للالتحاق بكليات القمة، ومرت السنوات وحصل على أعلى التقديرات ولم يتبق سوى امتحان واحد في رحلته.

أيام من الرعب عاشها أحمد إبراهيم زهران، فى أوكرانيا، وذلك بالتزامن مع العلية العسكرية التى تنفذها روسيا بالأراضى الأوكرانية منذ نهاية الأسبوع الماضى.. إلى أن تحول خوف ورعب طالب الطب إلى طمانينة وامان بمجرد أو وطأت قدماه أرض النمسا

وأشار زهران ، إلى أن هناك نحو 7000 طالب مصري في أوكرانيا، وفي مدينة كييف وحدها نحو 700 طالب مصري والأغلبية عادوا إلى مصر بدون متعلقاتهم، بما فيها أموالهم وملابسهم وكتبهم، فيما آثر البعض الانتظار إلى آخر الرحلة ، وأن عدد كبير من الطلاب وأصدقائنا ما زالوا هناك، حيث يتواصل معهم، يرشدهم لأفضل الطرق التي تنجيهم من ويلات الحرب بالاتجاه للحدود التشيكية أوالرومانية، وهناك ستتم معاملتهم معاملة متميزة بمجرد إعلانهم أنهم مصريين، مؤكدًا أن جميع الطلاب في أوكرانيا بخير وعلى تواصل مع بعضهم البعض

في العاصمة كييف، انقلبت الأوضاع رأسا على عقب في لحظات معدودة، فالمدينة الممتلئة بمظاهر الحياة، أصبحت تحت وطأة حالة طوارئ وحظر التجوال، وتعرض كل المارة في الشارع للتفتيش.

وبصوت حزين، استهلت طالبة الطب بمدينة كييف العاصمة أيضاّ أسماء الدرملى في حديثها تحكي عن ذلك، قائلة: “انقلبت حياتنا رأسا على عقب في لحظة، كنا خائفين ومرعوبين ونطمئن بعضا البعض ونحن مختبئين في الملاجئ أسفل المنازل من شدة القصف والضرب”.

أسماء، كانت على وشك الانتهاء من دراستها فلم يكن يتبقى لها سوى شهر واحد للحصول على الشهادة النهائية، “لكن مع حالة الرعب التي عشناها وصرخات أسرنا لم نجد فرصة للتفكير في أن البقاء ليوم واحد، وهربنا إلى مصر ونجونا بأرواحنا”.

أسرة أسماء أبلغتها بالعودة الإجبارية إلى وطنها، فاستئناف الدراسة في أوكرانيا تبدو صعبة الآن في ظل تأثر الجامعات بالحرب، وتقول الطالبة المصرية، إن هناك كليات في أوكرانيا ليس لها كليات مناظرة في مصر وكليات أخرى غير معترف بها في مصر، لكن الطلاب حصلوا على تطمينات من وزيرة الهجرة نبيلة مكرم، على مستقبلهم.

 

شاهد أيضاً

برعاية ريد بول النمساوى.. تفاصيل رحلة ثنائي الأهلي محمد هاني وكريم فؤاد إلى النمسا

يستعد ثنائي الأهلي المصري، للسفر إلى دولة النمسا للخضوع لكشف طبي واستكمال مرحلة التأهيل من …