قال الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الثلاثاء، إن الحكومة البريطانية منفتحة على طرد روسيا من مجلس الأمن الدولي، وهي من الأعضاء الدائمين فيه، إثر هجومها على أوكرانيا. وصرح للصحافيين بأن “رئيس الوزراء لم يتخذ موقفاً من ذلك بعد، لكن يمكننا القول إننا نريد عزل روسيا دبلوماسياً، وسندرس كل الخيارات التي تفضي إلى ذلك”.
هل هناك إمكانية لعزل روسيا من مجلس الأمن؟
حاليا هناك جهد لعزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دبلوماسياً من خلال تحدي حق روسيا في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على أساس أن روسيا حصلت على المقعد من الاتحاد السوفيتي البائد في عام 1991 دون تفويض مناسب.
ويتطلع الدبلوماسيون أيضًا إلى معرفة ما إذا كان هناك أساس لعزل روسيا من رئاسة المجلس. ويتم تداول الرئاسة شهريًا بين أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، ما يسمح لصاحب المنصب بصياغة جدول أعمال المجلس الشهري ورئاسة اجتماعاته.
وأدان معظم أعضاء المجلس روسيا لهجومها على أوكرانيا. واتخذ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خطوة نادرة باتهام روسيا بخرق ميثاق الأمم المتحدة.
وقال السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة، سيرجي كيسليتسيا، في اجتماع ليلة الأربعاء، إن المادة 4 من ميثاق الأمم المتحدة تنص على أن الأمم المتحدة مفتوحة فقط للدول المحبة للسلام التي تقبل شروط الميثاق. وذكر أن تصرفات روسيا تظهر أنها لا تستطيع الامتثال لتلك الشروط.
لكنه طلب أيضًا من غوتيرش أن يوزع على مجلس الأمن المذكرات القانونية التي كتبها المستشار القانوني للأمم المتحدة بتاريخ 19 ديسمبر 1991 والتي تسمح للاتحاد الروسي بالانضمام إلى مجلس الأمن خلفًا للاتحاد السوفيتي.
وتدعي أوكرانيا أن الجمهوريات المكونة لاتحاد الجمهوريات السوفياتية أعلنت في عام 1991 أن الاتحاد السوفيتي لم يعد موجودًا، وكان ينبغي أن يكون معها الحق القانوني لأي من هذه الكيانات، بما في ذلك روسيا في الحصول على المقعد وليس فقط روسيا. ولم يُعرض على الجمعية العامة أي قرار بالسماح لروسيا بعضوية مجلس الأمن. ولم يتم تعديل ميثاق الأمم المتحدة أبدًا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. ولا تزال المذكرة تشير إلى الاتحاد السوفيتي، وليس روسيا، كأحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وعلى النقيض من ذلك في عام 1991، كان انضمام الصين إلى الأمم المتحدة خاضعًا لقرار. ووضع شرطا للانضمام بالقول إنه يجوز للأمم المتحدة (الجمعية العامة) أن تطرد من عضويتها من ينتهك باستمرار المبادئ الواردة في هذا الميثاق بناءً على توصية من مجلس الأمن.
ويزعم الروس أن أفعالهم في أوكرانيا تتماشى مع البند 51 من الميثاق بدعوى الدفاع عن النفس.
الأمين العام يصعد لهجته ضد روسيا
وقال غوتيرش في بيان مقتضب متلفز يوم الخميس، إن “العملية العسكرية الروسية خاطئة ومخالفة للميثاق وغير مقبولة”، وناشد بوتين مرة أخرى وقف العملية وإعادة القوات إلى روسيا.
ويعمل الوفد الدبلوماسي الروسي بجد للحفاظ على موقف الصين، التي كانت مترددة في التخلي عن روسيا، ولن تدعم أبدًا أي اقتراح بالطرد.
لكن المسؤولين الأميركيين قالوا إن “الإجراءات العدوانية الروسية في أوكرانيا تنطوي على مخاطر على الصين، وليس من مصلحة بكين تأييد صراع مدمر في أوروبا وتحدي مبادئ السيادة وسلامة الأراضي التي تدعي أنها مقدسة”.
المصدر – العربية نت