السلام عليكم دكتورة..
زوجى أخلاقه ممتازة مع كل المحيطين ومعى أيضاً، وملتزم بالصلاة، لكنه للأسف لا يشعرنى بأننى زوجةه، وكأننى أخته في المنزل ولا يحاول حتى الاقتراب منى، والعلاقة الحميمية بيننا تكاد تكون منعدمة..صدمت من فترة أنه يتابع المواقع الإباحية والصدمة الأكبر أنه يفضل ممارسة العادة السرية، وعندما واجهته اننى عرفت وطلبت الطلاق، فخاف و تغير لوقت بسيط، لكن سرعان ما يعود لهذا القرف وأنا لا أحتمل هذا الأمر على نفسي، وكرهت عيشتى معه وأقرف منه وأريد الطلاق، ولكنى متردد ..أرجوكى دكتورة أميمة إنصحينى لأنى كرهت نفسي.
(الرد)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
للأسف هذه المشكلة أصبحت متكررة وشكاوى الزوجات منها متعددة، فالانفتاح على العالم الغربي بجميع أخلاقياته وأفكاره المختلفة عن طبيعة مجتمعنا الشرقي والدخيلة عليه، من خلال الشبكة العنكبوتية التى أصفها غالباً بـ”المفسدنت” حين يتم استخدامه من جانب البعض بشكل خاطىء ويجنون من سلبياته ومساوءه أكثر بكثير من إيجابياته وما ينتفع به..
وزوجك هنا حبيبتى كما ذكرت، أنه طيب و يصلي، أى بداخله لبنة طيبة، ويعرف كثير مما أحله الله تعالى وحرمه على عباده..وهنا يأتى دورك الهام كزوجة له، لك ما لك من حقوق عليه، وعليك ما عليك من واجبات نحوه، ومن واجباتك تجاهه أنك إن وجدتينه يمارس خطأ أو يوقع ظلم قد يودى به ويعصف بحياتكما معاً، فينبغى أن تتداركي الأمر فوراً، وها قد وضعت هنا موضع المسؤولية بخصوص هذا الأمر السيء، ولابد أن تحاولي انتشاله من براثن عادة سيئة ومحرمة ولها أخطارها عليكما معاً وعلى النحو التالى بعدة نصائح ينبغى أن تتعاملين معه:
– ذكريه دائماً بالله تعالى، بثوابه وعقابه، وأنه ليس من حق أى إنسان أن يطلع على عورات إنسان أخر إلا بحدود قد شرعها الله، وهذه وسيلة سوف تؤرقه كثيراً وتُعلى النفس اللوامة لديه كثيراً، وهذا يكون بحديثك إليه بشكل مباشر أو بث النصائح له بطريق غير مباشر، بتشغيلك تسجيلات لبعض الدعاة المحببين إليه ويتكلمون في هذا الشأن.
– من الضرورى جداً أن تهتمى بنفسك وإظهار مفاتنك له بقدر من الدلال والتلاطف والمداعبة المتواصلة بين الحين والأخر، مع تغيير نمط التزين له.
– احرصي قدر الإمكان ألا تجعلى زوجك بخلوة ومنزوى عنك وعن المجتمع المحيط..ابنى جسراً مريحاً من الحوار الدائم بينكما..نسقي معه مواعيد لزيارات الأصدقاء وصلة الأرحام، وشجعيه على الجلوس مع أصدقائه وأقاربه المحترمين الذين يرتاح إلى وصالهم ومجالستهم.
– حبذا لو ترتبي معه جدول رياضي يومى تشتركا فيه معاً، كرياضة المشي أو أى رياضة أخرى يهواها.
– لابد من الخروج إلي الهواء الطلق النقي كل فترة لكما معاً لتغيير جو المنزل وكسر الروتين العام لحياتكما، ومن المهم جداً أن يكون الخروج إلي حديقة أو رؤية البحر، فعلمياً رؤية البحر واللون الأخضر للنباتات تحسن من نفسية الأشخاص المضغوطين نفسياً، كما أنهم يستنشقون هواءً نقياً بقدر كبير يساعد على تنشيط الخلايا الدماغية والاسترخاء وطمئنينة النفس.
– وأوصيك بالمداومة على السحر الحلال! والذي يكمن في الدعاء له بالهداية والابتعاد عن كل ما يغضب الله تعالى.
وتذكري..”إن من البيان لسحراً”، فبحلو الكلام وطيب الحديث وباستخدام أسلحة المرأة اللطيفة تستطيعين جذب زوجك إليك وإلى علاقةكما الخاصة التى شرعها الله تعالى، وأن تبعدينه قدر الإمكان عن جميع عاداته السيئة، بعدما تضعين يديك على الأسباب الحقيقية لتحوله عن الحلال إلى الحرام.. حاولى ولا تملي مساعدته، لعله يستجيب للعدول عن ذلك إن شاء الله تعالى، ولا تتعجلى النتائج، فاجتهدى لذلك كثيراً وأنت صابرة محتسبة الأمر لله تعالى، وثقي أنك ستؤجرين علي اجتهادك ومحاولاتك هذه، وإن تخلص زوجك من عادته السيئة وتاب إلي الله فسوف تفوزين بأجر عظيم من الله تعالى..
أما إن أصر على عدم إعطائك حقك الشرعي، فيحق لك أن تطلبي الطلاق وتصرين عليه، ولكن بدون فضح أمره، حتى لا يتأثر أبنائك نفسياً ـ إن كنتما رزقتما بأبناء ـ فلا تطالهم لعنة فعل أبيهم بسمعة سيئة لا قدر الله..
ولكن ثقتى أنه طالما تحسن زوجك بالبداية عندما واجهتيه، فإصرارك سوف يغير منه الكثير..أسأل الله تعالى لك أن يفرج همك ويزيح كربك ويهدى زوجك.
المصدر – صحيفة المصريون