قال موظفون في السفارة اليمنية في النمسا إن أحد أقدم موظفي السفارة توفي بتاريخ 1 فبراير الجاري بسبب ضغوط متزايدة من السفير هيثم شجاع الدين ومحاولة توريط الموظف في تهم فساد تسبب بها السفير ذاته.
وقالت مصادر مقربة من عائلة المتوفى عمر سالم المحمدي وهو من أبناء حضرموت ويحمل الجنسية النمساوية إن العائلة ستتقدم بدعوى ضد السفير خلال الأسبوع القادم.
وبحسب المقربون من عائلة المتوفى فقد تسلم المحمدي في أول أسبوع من شهر يناير الماضي رسالة من السفير عبد القادر محمد هادي، رئيس دائرة مكتب الوزير بوزارة الخارجية اليمنية، يكلفه فيها بإرسال كشوفات مالية وغيرها من المستندات متواجدة لدى شريك السفير وهو موظف يدعى زهير.. وبعد علم السفير بالتكليف حصلت مواجه بين السفير شجاع الدين والمحمدي أدت إلى إصابة الأخير بنوبة قلبية ونقل على إثرها إلى العناية المركزة في المستشفى التي لبث فيها لعدة أسابيع قبل أن يفارق الحياة.
وقال مصدر من أسرة الفقيد وأصدقائه إن المحمدي كان قد اشتكى سابقًا وبشكل دائم من أفعال السفير وانتهازيته وأنه توقع أن يموت بفعل هذه الضغوط التي مورست عليه من قبل السفير.
وفي الفترة الأخيرة شكلت وزارة الخارجية لجنة تحقيق مع السفير هيثم شجاع الدين بشأن مبلغ وقدره 318 ألف يورو مفقودة.. وعلمت الخارجية أن السفير اشترى في نفس الوقت الذي فقدت فيه الأموال شقة في دولة المجر وحمل الموظف المحلي عمر سالم مسؤولية فقدان المبلغ.
وقال موظفون في السفارة إن السفير يقوم وبشكل دائم بحجز المرتبات عند وصولها وبالذات مرتب عمر سالم المحمدي ومجموعة محددة ويصرف مرتباتهم بعد شهر من صرف مرتبات الدبلوماسيين الآخرين.
وأضاف الموظفون أن السفير كان يتعمد استدعاء المحمدي بعد فترات الدوام وبعد أن يغادر المحليون السفارة وفي الإجازات الرسمية.
كما اشتكى الموظفون من قيام السفير بفرض توقيع الموظفين المحليين (الموظفين الحاملين لجنسية النمسا) على عقود العمل، وتجدد سنويًا، من دون ما يعرف الموظف المحلي على ماذا وقع أو يسمح له بقراءة العقد.
وأضاف الموظفون أن السفير يفرض على الموظفين المحليين التوقيع على كشف مرتبات مزور وليس على الكشف المرسل من الوزارة.
ووصف أحد الموظفين المحليين أن السفير يستعبد المحليين ويتعمد إذلالهم وجعلهم في خدمته الشخصية هو وأسرته، كما يحرمهم من الإجازات السنوية المقررة بالقانون وغيرها حتى في حالة مرضهم.
وقالوا في شهادات منفصلة لـ”الأيام” إن السفير كان يتعمد الضغط على عمر بكل الوسائل طوال الوقت من الصباح حتى الليل وخلال الإجازات الرسمية وكان يهدف من ذلك العمل دفع المحمدي لتقديم استقالته من السفارة وإذلاله، للاستيلاء على مرتبه وتوظيف محلي آخر بدلًا عنه براتب أقل.
والتحق عمر سالم المحمدي بالعمل لدى السفارة اليمنية في النمسا عند إنشائها في عام 1990.
المصدر – صحيفة الأخبار اليمنية