أخذوا منا الطفل الخامس بعد ولادته بدقائق – عائلة سورية تتهم السويد بأخذ أولادها

قال موقع Middle East Eye البريطاني في تقرير نشره، الجمعة 28 يناير/كانون الثاني 2022، إن إبعاد السلطات السويدية لأطفال عن عائلتهم السورية أثار حملة على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل إعادة لمّ شمل الأسرة بعد سنوات من الفصل بين أفرادها.

كان دياب طلال وزوجته، أمل شيخو، قد انتقلا إلى مقاطعة نوربوتن شمالي السويد مطلع عام 2017 كجزء من برنامج الأمم المتحدة لإعادة توطين اللاجئين السوريين، وقال طلال هذا في يناير/كانون الثاني 2022، في مقابلة بـ”المركز السويدي للمعلومات”، وهي منصة تُعَد مصدراً في شؤون الهجرة وطلب اللجوء في البلد الإسكندنافي، إنَّه وزوجته أُصيبا بالاكتئاب في الأشهر الأولى بعد إعادة توطينهما.

عائلة سورية

دياب طلال أوضح أنَّه وزوجته لا يمكنهما التحدث باللغة المحلية، وكانا يعانيان أيضاً مع درجات الحرارة التي تقل عن الصفر في المقاطعة الواقعة أقصى شمال السويد، وقال إنَّ أحد الجيران، في ذلك الوقت تقريباً، أبلغ مجلس الخدمات الاجتماعية السويدية، المعروف باسم “Social – سوسيال”، بعد رؤيتها تبكي في مغسلة عمومية.

حيث قام المجلس بإبعاد أبنائهما الأربعة، الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وتسع سنوات، عن الزوجين، بعدما قالت ابنتهما ضحى ذات السبع سنوات إنَّهما قد ضرباها، وقال إنَّ الشرطة لم تستطع خلال الإجراءات القانونية التي أعقبت ذلك إثبات أي عنف مُوجَّه ضد الأطفال

لكن طلال قال وهو صاحب الـ38 عاماً: “بناءً على ما حدث، جرى تسليم الأطفال لرعاية عدة أسر سويدية، ومنذ ذلك اليوم قبل ثلاث سنوات، مُنِعنا من رؤية الأطفال”، وأضاف أنَّه بعد ثلاث سنوات من إبعاد الأطفال عنهم، أُبعِد طفلٌ خامس من رعايتهما بعد “خمس دقائق” فقط من ولادته، وحُرِمَت الزوجة من فرصة إرضاع طفلها.

ردود فعل قوية

أثارت القضية رد فعل قوياً على وسائل التواصل الاجتماعي، ودعا العديد من المستخدمين السلطات السويدية لإعادة لمّ شمل الأسرة.

حيث لقي مقطع فيديو عاطفي للزوجين وهما يدافعان عن قضيتهما في طقس ثلجي خارج منزلهما انتشاراً واسعاً في الأيام القليلة الماضية.

يقول طلال في مقطع الفيديو: “أتوا بي عن طريق الأمم المتحدة وقالوا لي سنأخذك إلى بلد الأمن والأمان، لكن أين؟ تم بهذا المبنى المنكوب سحب أطفالي مني”.

في حين قالت زوجته: “يا ناس، يا عالم، أناشد أي دولة عربية، أريد أطفالي. يا الله يا كريم، أناشد أي أحد، أنا أريد أطفالي”، وأضافت: “أنجبتُ طفلي وأخذوه من المستشفى بعد خمس دقائق. أناشد أي إنسان، أنا أم، لكم أن تتصوروا كيف أشعر”.

السويد ترد باللغة العربية

في المقابل ردَّ حساب السويد الرسمي باللغة العربية على الفيديو واسع الانتشار وغرَّد بالقول: “جميع الأطفال في السويد لهم الحق في طفولة آمنة. لا تريد الدولة أن يُفرَّق طفل عن أسرته، يحدث ذلك إذا تبيَّن وأُثبِتَ وجود خطر على الطفل”.

أضاف: “القرار النهائي بخصوص الأطفال ليس بيد الخدمات الاجتماعية، بل بيد القضاء، وهذا لا يعني انقطاع الاتصال مع الأهل، ويوجد قضايا يعود الأطفال فيها لعائلاتهم”، وقال الحساب إنَّ الناس ربما رأوا جانباً واحداً من القصة، وإنَّه في حين لا يمكن التعليق على قضايا فردية، فإنَّ “الأساس ينصب بشكل أساسي على عدم تعرض الطفل للأذى الجسدي أو النفسي”.

في حين غرَّد العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الغاضبين بالهاشتاغ “السويد دولة فاشية – Sweden is a fascist state” باللغتين العربية والإنجليزية لتسليط الضوء على القضية.

تراخيص الإقامة والعمل

هذا وحصل نحو 150 ألف لاجئ سوري على تراخيص الإقامة والعمل في السويد منذ عام 2015، وذلك وفقاً لوكالة الهجرة في البلاد.

من بين هؤلاء، حصل 27 ألفاً على الجنسية عام 2021 بموجب القوانين السويدية التي تسمح للمهاجرين بالمواطنة بعد خمس سنوات.

فيما أُثيرَت قضية سحب السلطات السويدية للأطفال من الأسر السورية سابقاً في تقرير عام 2019 صدر عن “وحدة التحقيقات الاستقصائية السورية – سراج”، وتحدث التقرير لآباء سوريين منخرطين في معارك قانونية مطولة في 12 قضية شبيهة عبر خمس مدن سويدية

 

 

 

شاهد أيضاً

انتخابات ولاية إشتاير مارك.. اليمين المتطرف يحقق فوزا تاريخيا بنسبة 35.4%

تشير التقديرات الأولية إلى فوز حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف والذي أسسه نازيون سابقون بالانتخابات …