بالأغنيات والدموع استقبل أساتذة وطلاب معهد الفنون الجميلة في جامعة الفلوجة بالعراق زميلتهم مريم الركابي الملقبة بـ«الأميرة مريم»، في لقاء مؤثر وحاشد داخل أروقة الجامعة بعد الحادثة الأليمة التي عاشتها.
ونظمت الجامعة التي كانت تدرس فيها مريم لقاءا تضامنيا مع «الأميرة مريم» شارك فيه زملاؤها وأساتذتها، الذين قدموا الدعم الكامل لها، كما أنه يتم جمع التبرعات لإجراء عمليات تجميل لها لتستعيد جمالها.
وتحولت مأساة مريم إلى قضية رأي عام في العراق، بعدما أقدم شاب عراقي تقدم للزواج من مريم ورفضته، على التسلل إلى منزلها في منطقة المنصور ببغداد ورشها بمادة حارقة، تسببت في تشوه وجهها بطريقة كبيرة.
ودافع نشطاء عن الفتاة ونظموا حملات للحصول على تبرعات لإجراء عمليات تجميلية لها، ولاقت «الأميرة مريم» تضامنا واسعا من قبل نشطاء مواقع التواصل ومن عشيرتها، التي نظمت مسيرات ووقفات طالبت بالقصاص من الشاب المجرم، حيث لا يزال حرا طليقا.
حادثة مريم التي تدرس في كلية الفنون الجميلة، وتُلقب في الجامعة بـ«الأميرة»، شغلت الرأي العام، واطلق رواد مواقع التواصل وسم (#انقذواالاميرة مريم) طالبوا فيه بمحاسبة المسؤول عن هذه الجريمة البشعة.
وقال والد مريم: «أنا ووالدتها كنا في العمل، ومريم وأخوها وزوجته في البيت، عندما دخل المجرم إلى البيت وقام بسرقة هاتفها، وسكب مادة «التيزاب»عليها وهي نائمة».
وبحسب والدة الضحية، فإن الجاني قدم ليلًا، وهو ملثم، على الرغم من مروره أمام نقاط أمنية، والمارة في الشارع المؤدي إلى منزلهم، لكن لم يقبض عليه أحد، فيما قالت إن الجهات القضائية لم تتعاون معها، ووقفت مع الجاني ضد الضحية، حسب ما تحدثت لتلفزيون عراقي.
وكتب الإعلامي علي الخالدي، عبر «تويتر»: «تبًّا لك يا ناقص الغيرة والرجولة، نطالب بأقسى أنواع العقوبات بحق هذا المجرم ومنتزع الإنسانية». فيما قال الباحث في الشأن العراقي، غانم العابد: «طفلة انتهت حياتها وأحلامها بسبب شخص (غريزته حيوانية)».
أما الناشط مصطفى جاسب، فكتب عبر «تويتر»: «جميعنا مسؤولون حتى يعود الوجه الجميل لمريم، بهذا التعاون سنساهم بعودة الثقة لها أيها الأحرار، المهمة إنسانية، فلنتشارك معًا لإنقاذها وعودتها لمستقبلها وحياتها مرة أخرى».
قال مصدر مطلع إن «الجاني ما زال طليقًا، ولم تتمكن القوات الأمنية حتى الآن من القبض عليه، فيما تستمر التحقيقات في بعض المتهمين المشكوك فيهم».
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه لـ«سكاي نيوز عربية»، أن «عائلة الضحية تواجه صعوبة في سير التحقيقات، بسبب تداخلات كبيرة، حيث يمارس ذلك رجال أعمال متنفذون على صلة بالمتهمين المعتقلين إلى الآن، حيث تدور شكوك بمساندتهم للمتهم الرئيس».
وتُعوِّل عائلة الضحية على حملة تبرعات أطلقتها الصحفية رفيف الحافظ، لمساندة الشابة مريم، وتسفيرها خارج البلاد للعلاج