منذ بداية جائحة كورونا، ظهرت طفرات عديدة من الفيروس شمل معظمها متغيرات بسيطة، عكس ما يحدث مع سلالة أميكرون. وتزامنا مع رفع القيود في عدد من البلدان، حذر خبراء نمساويين من مخاطر السلالة الجديدة شديدة العدوى
بالنسبة إلى النمسا إذا افترضنا وقتاً مضاعفاً لمدة يومين وحالياً حوالي 50 حالة أوميكرون في النمسا، ففي أسوأ الحالات سيكون لدينا أكثر من 50000 حالة في 20 يوماً، وبحسب الخبراء إن النمو الأسي لمتغير فيروس كورونا الجديد ، وفى عملية حسابية بسيطة جداً: كل يومين، يتضاعف عدد المصابين – دون اتخاذ أي تدابير، في هذه الحالة،” 50 ضرب 2 أس 10 “أو” 50 حالة في اليوم صفر، 100 حالة في اليوم الثاني، و 200 حالة في اليوم الرابع وما إلى ذلك يمكن الوصول إلى 50 ألف حاله يومية
وذكرت السلطات الصحية في جنوب إفريقيا أن الأعراض المصاحبة للإصابة بهذا المتحور لا تختلف عن أعراض الإصابات الأخرى، لكن هناك مخاوف أن لا توجد أعراض بالأساس لدى بعض المصابين كما جرى مع متغير دلتا.
وكانت لجنة علماء بـ حكومة جنوب أفريقيا، كانت من بين أولى الهيئات العلمية التي لفتت انتباه العالم لخطورة سلالة أميكرون في تقرير نشرته في شهر نوفمبر 2021. السلالة رُصدت أول مرة في حنوب أفريقيا وتعتبر شديدة العدوى وقد يتأثر بها حتى من سبقت له الإصابة بالمرض أو من لم يتلق جرعة التطعيم كاملة. وقال باحثون باتحاد علم الوراثة (سارس-كوف-2) والمركز الوطني لمكافحة الأمراض في جتوب أفريقيا إن السلالة التي أطلقت عليها منظمة الصحة العالمية (سلالة أميكرون) تنقل العدوى بنسبة تزيد 50 بالمئة عما تنقله السلالات الأخرى، وحذروا من أن “الإصابات السابقة… والتطعيمات الجزئية لا تشكل موانع كافية أمام انتشارها، كما حدث في بعض دول العالم، وهناك حاجة لتحرك قوي فيما يخص مصالح الصحة العامة على مستوى العالم لاحتوائها”.
ويحذر أستاذ التحليل التطبيقي في كلية الرياضيات بجامعة فيينا وأستاذ الرياضيات التطبيقية بجامعة كامبريدج، من أن هذا من المحتمل أن يكون
والمشكلة الرئيسية التي يراها خبراء الفيروسات وخبراء التطبيقات حالياً في النمسا هي أن الكثير من الناس وخاصة صانعي القرار لا يفهمون حقاً أهمية النمو المتضاعف ، أعتقد أن هذا لأننا نحن البشر معتادون على التفكير بشكل خطي” ومن المفترض لهذا السبب، من وجهة نظر خبير التطبيقات الدكتور Markowich، أن عمليات الإغلاق تأتي دائماً بعد فوات الأوان ” ربما بدأت دائماً من معدلات النمو الحالية وفكرت بطريقة ما أنها ستستمر على هذا النحو، ولكن هذا ليس هو الحال مع النمو المتسارع”
لا يمكن نقل البيانات من جنوب إفريقيا ودورة المرض المعتدلة إلى النمسا، فقط لأن متوسط العمر هناك أصغر بكثير “علينا أن نرى ما يفعله Omikron في إنجلترا والدنمارك، ثم يمكننا استخلاص استنتاجات أفضل لأنفسنا، ونحن نعلم ذلك بالفعل”
لذلك يناشد الدكتور Markowich: “من فضلك، لقح، لقح، لقح! معززا ، معززات، معززات! ارتد أقنعة FFP2 حيثما أمكن ذلك أخيراً أفهم معنى النمو الأسي واتخذ الاحتياطات، أي لا تجعل الإغلاق متأخراً جداً مرة أخرى.
وانتشرت هذه السلالة الجديدة حالياّ في الكثير من الدول ، منها النمسا وبريطانيا، كما تم رصدها في ألمانيا أيضا.
وأن مناعة القطيع تتحقق بتحصين حوالي90% من السكان فقط. مع ضرورة اليقظة الآن للحيلولة دون نشوء موجة جديدة مع سلالة كورونا، موضحا أنه يجب رصد المخالطين عن كثب، حال حدوث تفشٍ للسلالة الجديدة.
كما أوردت صحيفة كورير النمساوية في في تقرير سابق موسع بأن منظمة الصحة العالمية “أوصت بعدم تسمية النسخ المتحورة من الفيروس في اللغة اليومية بأسماء البلدان التي ظهرت فيها لأول مرة. وبدلاً من ذلك، يتعين استخدام أحرف الأبجدية اليونانية. وهكذا يكون اسم السلالة البريطانية ألفا، والجنوب أفريقية بيتا وأميكرون والبرازيلية غاما ثم الهندية دلتا. ولكن، ماذا لو تولدت الحاجة لأسماء جديدة وبالتالي الحاجة لإضافة حروف يونانية أخرى؟ خطوة منظمة الصحة العالمية لها دلالات: الخوف من أن يصبح التوصيف الجغرافي للأسماء وصمة عار وأداة للإقصاء. فعلى سبيل المثال، سجلت حالة غضب وهجمات ضد أشخاص من أصل آسيوي، استاءوا باستمرار مما كان يسميه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب “فيروس الصين”.
وبالفعل قد صدق حدس الصحيفة حيث أكدت السلطات الصحية لجنوب أفريقيا اكتشاف سلالة جديدة أسمتها “أميكرون” وتجري مراقبتها حاليا عن كثب. وبدأ الاهتمام يتحول إلى سلالة “أميكرون” وهى سلالة متحورة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بسلالة دلتا الأكثر انتشارًا.