يعدُّ الألمان أكثر الشعوب الأوروبية، بعد النمساويين والتشيك، إقبالاً على شرب الجعة، إذ يبلغ معدل استهلاك الشخص الواحد في العام مائة لتر، لكنّ حالياً ثمّة مادّة أخرى تنجذب إليها أنظار الألمان، وهي مادة القنّب الهندي (الحشيش) التي تعكف الحكومة الجديدة المحتملة في البلاد على دراسة تقنينها.
الحزب الإشتراكي الديمقراطي، ذو الميول اليسارية، وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، انخرطوا في مفاوضات مكثّفة خلال الأسابيع الماضية لتشكيل ائتلاف يحكم البلاد بعد مغادرة إنجيلا ميركل مقرّ المستشارية.
ومن بين الأمور التي تضعها الأحزاب الثلاثة على مائدة المفاوضات، التشريع الخاص بالسماح بحيازة الحشيش، والذي يهدف إلى حماية القصّر من سوق التعاطي، إضافة إلى تمكين الدولة من سحب المادة المخدّرة من السوق السوداء وفرض ضرائب عليها.
وعلى الرغم من أن نجاح الأحزاب المذكورة في تشكيل حكومة ائتلافية، أمرٌ ليس محسوماً بعد، غير أن كافة المؤشرات تدّل على أن تلك الأحزاب ستشكّل حكومةً تحّل مكان “الائتلاف الكبير” للحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.
المداولات في ألمانيا بشأن تقنين مادة الحشيش يبدو أنها احتدمت كثيراً في الأسابيع التي تلت الانتخابات التشريعية أواخر شهر أيلول/سبتمبر الماضي.
ويقول الرئيس التنفيذي لجمعية القنب الألمانية، جورج وورث، بشأن ذلك: إن “الجميع متحمسون، لأن ذلك قد يحدث بالفعل. يمكن أن تصبح ألمانيا ثالث دولة في العالم تقنن مادّة الحشيش”.
ووفقاً لوورث، فإن إلغاء تجريم تعاطي مادة الحشيش، أي إزالة العقوبة الجنائية بحقّ مستهلكيه، يسبق التقنين الكامل، وهو الأمر المرجّح، على الرغم من أن الأطراف لا تزال داخل دائرة المفاوضات.
ويقول وورث: “في العشرين سنة الماضية أو نحو ذلك، ساد اعتقاد بأن إلغاء التجريم سيأتي أولاً، ثم يأتي التقنين كخطوة ثانية، ولكن سنرى، فربما تحققت الخطوتان بقفزة واحدة”.
ويعدّ تعاطي وحيازة مادة الحشيش أمراً محظوراً في ألمانيا، ويواجه المتعاطون تهمة ارتكاب جريمة جنائية، فيما يواجه الأشخاص الذي تضبط بحوزتهم كميات من الحشيش عقوبة السجن لمدّة قد تصل إلى خمس سنوات.
وكانت الأحزاب الألمانية الثلاثة المذكورة، نظمت حملة لإصلاح قوانين القنب الهندي، ودعت إلى تنظيم بيع واستهلاك المخدرات وإنهاء الحظر الجنائي عليها.
ومن المنتظر أن تحدد محادثات الائتلاف الحالية والضغط الشديد الذي تمارسه الأجنحة الشبابية لتلك الأحزاب، ما إذا كان الإصلاح سيتمّ عبر إلغاء تجريم التعاطي أو إلى تقنينه.
يذكر أن المركز الأوروبي لرصد المخدرات والإدمان، بيّن أن 19.5 بالمائة من الشباب الألمان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و24 عاماً استهلكوا مادة “الماريجوانا” مرة واحدة على الأقل في العام 2019، بزيادة طفيفة عن السنوات السابقة.
والألمان ليسوا هم وحدهم من يتعاطون الحشيش، ذلك أن أكثر من 27 بالمائة من الأوروبيين قد جرّبوا هذه المادّة مرة واحدة على الأقل.
وكالات – شبكة رمضان