رغم المخاوف من تبعات المظاهرات، التي من المحتمل يشارك فيها الآلاف في عدة مدن نمساوية احتجاجاً على الإجراءات المتعلقة بكورونا ويعتقد أن اليمين الشعبوي يستغلها، إلا أن الاستطلاعات تظهر إرتفاع ثقة غالبية النمساويين بالسلطات والسياسات للحكومة في هذه الأتجاه
مع اتساع نطاق المظاهرات الرافضة لإجراءات العزل التي اتخذتها الحكومة النمساوية اليوم الجمعة لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، بدأ عدد من من المسؤولين، وعلى رأسهم المستشار ألكسندر شالنبيرج ، في دق ناقوس الخطر من تبعات تلك الاحتجاجات.
ومن المقرر أن تحتشد أعداد كبيرة من المتظاهرين الرافضين لتدابير الإغلاق وأنصار نظريات المؤامرة والرافضين للقاحات يوم السبت القادم في جميع أنحاء النمسا مجددا ، مما يجعل مدينة فيينا تتحول إلى مدينة دكار بسبب الازدحام المروري للعديد من المظاهرات المعارضة لكورونا يوم السبت القادم، وستشهد عدة شوارع أحتجاجات معارضة للإغلاق الشامل
وحسب بيان نادى السيارات الـ ÖAMTC، يجب على السائقين توقع ازدحام مروري كبير يوم السبت ووقت أنتظار طويل بسبب العديد من المظاهرات فى وسط مدينة فيينا لذلك يفضل تجنب الاقتراب من هذه الأماكن
وقال زعيم حزب الحرية المتشدد هربرت كيكل إن “ممارسة الناس حقوقنا الأساسية والتظاهر ضد إجراءات كورونا أمر صحيح تماما”. وأضاف كيكل أن مسؤولية أي انقسام في المجتمع في شأن التظاهرات يجب ألا تحمّل إلى المحتجين بل إلى الحملة “الواسعة لتشويه سمعة المشاركين وتصويرهم على أنهم متطرفون يمينيون أو مجانين أو أصحاب نظريات مؤامرة”.
من جانبها حذرت الشرطة الجنائية النمساوية من أن المتطرفين اليمينيين يحاولون استغلال الاحتجاجات لصالحهم. ونقلت صحيفة كورونا تسايتنج عن متحدثة باسم الشرطة الجنائية قولها إن المعسكر اليميني يشعر بانجذاب متزايد للاحتجاجات. وبينما لا يوجد حتى الآن أي دليل على “تسلل منسق من قبل المتطرفين اليمينيين”، فمن الواضح أنهم يحاولون “استغلال الوضع لأغراض الدعاية”. وبحسب بحث أعدته الصحيفة، فإن الأحزاب اليمينية المتطرفة تشجع أنصارها على الانضمام إلى الاحتجاجات.
وكانت النمسا اتخذت اليوم الجمعة الموافق 19 من نوفمبر إجراءات غير مسبوقة لتجميد الحياة العامة بعد ارتفاع كبير في حالات الإصابة بفيروس كورونا في أنحاء البلاد. وبينما تدعم غالبية كبيرة الخطوة، وهو ما يمنح حكومة شالنبيرج تأييداً واسعاً، إلا أن هناك معارضة تتشكّل، خصوصاً على الإنترنت، حيث تجذب تسجيلات مصورة على “يوتيوب” تدافع عن نظريات مؤامرة أو تقدّم نصائح صحية زائفة عشرات آلاف المتابعين.