تكاد لا تخلو ساحة الأزمة المتفاقمة على الحدود البولندية البيلاروسية من مآس يومية، مع الإعلان عن وفاة طفل يبلغ من العمر عاما واحدا أمس الخميس، في ظروف مازالت غير واضحة حتى الآن.
فريق الطوارئ الطبي (PCPM)، وهو منظمة بولندية غير حكومية، قال إن فرقا تابعة له وجدت الطفل مع أبويه، وهما سوريين، في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس.
وفي تغريدة على حسابها على تويتر، قالت المنظمة “حوالي الساعة 2:26 صباحا (الخميس)، تلقينا تقريرا يفيد بأن شخصا واحدا على الأقل يحتاج إلى مساعدة طبية. لحظة وصولنا تبين أن هناك ثلاثة أشخاص يحتاجون للعناية الطبية، كانوا قد أمضوا في الغابة مدة شهر ونصف”.
وأوردت أن موظفيها صادفوا شابا يعاني من آلام شديدة في البطن وكان جائعًا ويعاني من جفاف شديد، وكتبت على تويتر “كان مصابا بجرح في ذراعه، وكانت المرأة مصابة بطعنة في أسفل ساقها”. مات طفلهما البالغ من العمر سنة واحدة في “الغابة”، دون أن يتم تحديد سبب الوفاة حتى الآن.
وبهذه الوفاة، أصبح هذا الطفل أصغر الضحايا الـ12 الذين سقطوا في تلك المنطقة الحدودية التي تشهد تصعيدا غير مسبوق على خلفية أزمة الهجرة.
دعوات لإنهاء المأساة
وارتفعت في الآونة الأخيرة طلبات المساعدة التي تتلقاها الجمعيات الخيرية والأطباء من طالبي اللجوء في “الغابة”. وفقًا للأطباء، فإن معظم حالات الطوارئ الطبية التي عالجوها هي إصابات ناجمة عن الضرب والجفاف وانخفاض درجة حرارة الجسم.
ويحث عمال الإغاثة الحكومة البولندية على إنشاء جسر إنساني للمحاصرين على الحدود، والسماح لهم بدخول الأراضي البولندية. ومع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر مؤخرا، تخشى المؤسسات الخيرية أن يموت المزيد من الناس دون المساعدة الطبية اللازمة.
وفي تعليق على تلك الفاجعة، دعا رئيس البرلمان الاوروبي ديفيد ساسولي لوقف المعاملة “غير الإنسانية”. وكتب في تغريدة على حسابه على تويتر “إن رؤية طفل يموت من البرد على أعتاب الاتحاد الأوروبي أمر مفجع”.
“أسرع وسيلة للوصول إلى أوروبا هي رحلة مباشرة إلى بيلاروسيا”
وكانت الجالية المسلمة في قرية بوهونيكي (شمال شرق بولندا) قد أقامت جنازتين لضحيتين آخريين يوم الاثنين الماضي. أحدهما كان الشاب السوري أحمد الحسن (19 عاما) الذي قضى غرقا أثناء محاولته عبور نهر “بوغ” الفاصل بين بولندا وبيلاروسيا.
ضحية أخرى من كوباني في سوريا يدعى فرهاد، قضى في حادث سير أثناء محاولة فرار سائق السيارة التي كان يستقلها من الشرطة البولندية.
أحد أقارب فرهاد في سوريا قال لوسائل إعلامية “لقد غادر سوريا مثل كثيرين غيره للوصول إلى أوروبا”.
وأضاف ابن عم الضحية الذي كان قد استقل رحلة جوية مباشرة إلى مينسك من أربيل في شمال العراق “في الرقة ودمشق وحلب انتشر الحديث منذ أشهر أن أسهل وأسرع وسيلة للوصول إلى أوروبا هي رحلة مباشرة إلى بيلاروسيا”.
ويقبع الآلاف من الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى الاتحاد الأوروبي على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، في ظروف معيشية سيئة للغاية ودرجات حرارة متدنية للغاية. كل هذا يأتي وسط مواجهة بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا، التي اتهمتها بروكسل بتعمد إشعال الأزمة عبر تسهيل وصول المهاجرين إلى الحدود.
DW – وكالات