بالصور – رخص القيادة في النمسا بالغش وصلت 2000 يورو أصبحت مسرح لمافيات الغش والسماسرة – تقرير

رخصة القيادة النمساوية هي واحدة من أصعب الأمور، التي قد تواجهك في النمسا ، يقول أحد المتقدمين ملخصاً معاناته  لأكثر من عامين متواصلين مع محاولته المتكررة للحصول على رخصة قيادة في النمسا الذي وصلها من قبل عامين، مشيراً إلى أن صعوبة الإجراءات دفعت الكثير من المتقدمين إلى محاولة الحصول عليها بطرق ملتوية توفيراً للوقت

فقد نشرت الصحف النمساوية اليوم الأحد الموافق 7 من نوفمبر ، أن الأشخاص المتقدمين لأختبار رخصة القيادة أصبحوا أكثر إبداعاً في محاولاتهم للغش، حيث بذل البعض منهم جهوداً فنية هائلة ومتطورة للغاية للحصول على أجوبة الأسئلة النظرية

المعروف  أن امتحانات الحصول على رخصة القيادة تتم على شقين النظري والعملي في الشق النظري، هناك العديد والكثير من الأسئلة يجب على المتقدم حفظها، ولكن على الرغم من وجود نسخة عربية من تلك الأسئلة إلا أن سوء ترجمتها والاختلاف الكلي للقواعد المرورية، أدت إلى فشل الكثيرين في تجاوزها، وإعادة الامتحان النظري عدة مرات، ما شجع عددا من اللاجئين على تشكيل مجموعات مختصة بعمليات الغش، ومساعدة المتقدم على تجاوز الامتحان مقابل مبالغ مالية معينة وصلت إلى حوالى 2000 يورو للشخص الواحد يتم الاتفاق عليها مسبقاً

ووفقاّ لإدارة ولاية إشتاير مارك أن الكثير من الأشخاص المتقدمين للحصور على رخصة القيادة قام الكثير منهم بتطبيق نظرية الغش في اختبار القيادة النظري، وتم إجراء التحقيقات منذ أكتوبر 2020 بسبب ورود العديد من المعلومات من مشرفي الأمتحانات وتم تحديد 68 حالة غش في اختبار رخصة القيادة مع 90 مشتبهاً بهم من الخارج

سماعة الأذن

ففي داخل لجنة الأختبارات يحمل الشخص معدات دقيقة وكاميرات تصوير صغيرة مثل الجاسوس كاميرا صغيرة في زر القميص وسماعات صغيرة في الأذن ، إن عملية الغش تتم من خلال تركيب كاميرا مخفية في ثياب المتقدم لتصور شاشة الحاسوب أمامه أثناء الامتحان، في حين يكون الطرف الآخر خارج القاعة يلتقط الأسئلة ويعطي أجوبتها للمتقدم في الداخل عبر سماعات مخفية في الأذن، وأن تلك المجموعات بدأت تنشط بشكل كبير في النمسا خلال الأعوام القليلة الماضية، وبدأت تنتشر تجارة رخص القيادة بشكل واسع بين اللأجئين

وفى الأيام الأخيرة تم ​​القبض على شخصين في الامتحان بينما كانوا يحاولون الغش، مجهزين مثل العملاء السريين بكاميرات صغيرة لتصوير الشاشة التي تحتوي على الأسئلة موجودة في أزرار القميص، ويتم الهمس بالإجابات من أخرين باستخدام سماعات صغيرة في آذانهم، كان لدى الشخصين اللذان تم القبض عليهما أجهزة استقبال WiFi وbower Bank خاصة بهما لإمداد الطاقة للهاتف، حسبما جاء في تقارير شرطة LPD Steiermark وكبلات تم لصقها على الرقبة لضمان نقل الصوت من الخارج إلى الممتحن

وفى الأيام الماضية تم اعتقال لأجئ سوري في مدينة فيينا يبلغ من العمر 34 عاماً كان هو العقل المدبر لتركيب وتوصيل هذه الكابلات والوصلات التكلونوجية للغش، كما تم الكشف عن حوالى 35 شخص أستخدوا هذه التقنيات في اختبارات رخصة القيادة، والتي تكلف المتقدم للرخصة مبلغ يصل لـ 2000 يورو لكل شخص، فضلاً عن أن السوري المعتقل متهم بجرائم جنائية أخرى.

في حالة إثبات التهم على الجناة، سيتم ألغاء وسحب الاختبار النظري الذي تم اجتيازه أو سحب رخصة القيادة من كل من يثبت استخدامه لهذه التقنية في الغش.

إلى جانب ذلك  كثيرا من المتقدمين يتعرضون لحالات احتيال، على اعتبار أنه في حال رسوبه واستخدامه للكاميرا مرة أخرى، يعني أنه سيدفع المبلغ مرة جديدة، لافتاً إلى أن الأمر تحول فعلاً إلى تجارة رابحة، لا سيما وأن أصحاب تلك الكاميرات يعتمدون على فكرة أن المتقدم حتى ولو تعرض لعملية نصب أو احتيال، فإنه لن يفتن عليهم، خوفاً من الملاحقة القانونية، التي قد تصل إلى الحرمان من التقدم للحصول على الرخصة وربما الغرامة المالية، بحسب قانون كل ولاية نمساوية

وعلى الرغم من تجاوز الكثيرين للامتحانات النظرية، إلا أن معظم المتقدمين، يفشلون بتجاوز الامتحان العملي، لأن فقدان المتقدم للمعلومات النظرية يفقده القدرة على فهم قوانين البلاد وقواعد السير في الشوارع، وهو ما يؤثر على كفاءته في القيادة أثناءالامتحان العملي، الذي تكاد عمليات الغش أو الاحتيال على القانون فيه معدومة

والمؤكد أن نسبة عالية من اللاجئين تحديداً وخصوصاً من الذين لا يجيدون اللغة الألمانية، يضطرون لإعادة الامتحان العملي ثلاث أو أربع أو خمس مرات، كونهم لا يملكون أي فكرة عن قواعد السير، وكثير منهم بعد حصولهم على الرخص يرتكبون حوادث سير بعضها يرتقي للمستوى الخطير، والذي قد يكون فيه ضحايا بشرية”، معتبراً أن اللجوء إلى حالات الغش يكون مكلفاً أكثر من إعادة الامتحان بعدة مرات، لا سيما وأن بعض اللاجئين دفعوا مبالغ تصل إلى 5000 يورو بسبب رسوبهم المتكرر في الامتحان العملي.

وأن مدى أهمية إدراك وفهم المتقدم لما هو وارد في الشق النظري من امتحانات القيادة، لتجاوز الشق العملي، والقدرة على القيادة ضمن الشوارع النمساوية تلفت نظره إلى الاختلاف الجذري في قوانين السير بين سوريا والمنطقة العربية عموماً وبين النمسا ودول الاتحاد الإوروبى ، وهو ما يفسر من وجهة نظرى أسباب ارتفاع معدل نجاح الأشخاص، الذين لم تسبق لهم القيادة في بلدهم الأم، مقابل من يملكون رخص قيادة سابقة مصدرها البلد الأصلي

 

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …