في يوم من الأيام وخاصة أيام الشتاء القارص، كانت هذه الأكشاك مكانا للقاء العشاق سرا، وكان الناس يقضون فيها الساعات الطوال وهم يتجاذبون أطراف الحديث في الماضي، كان المشردون يلجؤون إلىها بحثا عن مأوى وكان الأطفال يلعبون داخلها. لكن هذه المشاهد ستصبح الآن جزءا من حقبة من الزمن مضت وانقضت مع السماح لشركة A1 بإدارة مقصورات الهواتف العمومية ونقلها أو أستعمالها لأغراض أخرى حسبما ترى
فقد نشرت الصحف النمساوية الصادرة اليوم السبت 23 من أكتوبر أنتهاء العصر الذهبي لأكشاك الهواتف العمومية بالميادين والشوارع ، حيث أصبحت الأن قيد للمناقشة بين الهدم أو إعادة الاستخدام ، لقد أصبحت تكاليف وصيانة 11000 كشك هاتف المتبقية في النمسا ربعها في العاصمة فيينا، مرتفعة التكاليف في صيانتها حسبما أفادت الشركة المشغلة والمسئولة عن هذه الأكشاك A1 ، وأن غزو الهاتف النقال سوق الإتصالات أدى إلى تراجع الحاجة للهواتف العمومية بشكل حاد.
يقول A1 بأنه لن يكون هناك هدم للأكشاك ومع ذلك لا يوجد التزام قانوني، وكانت الشركة في السابق ملزمة بتشغيل كشك هاتف واحد على الأقل في كل منطقة، ومع أكثر من 1500 نسمة يجب أن يكون هناك اثنان، وتزايد الالتزام مع عدد السكان، ولكن لم يكن من الضروري تعديله منذ عام 2015، وعلى أي حال، انخفض استخدام أكشاك الهواتف، فيما زادت خدمات الهاتف المحمول بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
وقالت المتحدثة باسم شركة A1 إن الهواتف كانت مهمة فقط في على الطرق المرورية ، ولكن لاتنسى صيانة الأكشاك والاعتناء بها ، تعتبر أموال لاتجلب ربح أو أموال يتم إلقاؤها في الزبالة ،ولا تريد شركة A1 الكشف عن الأرقام الدقيقة حول تكاليف الصيانة ،ولكن يمكن للمرء أن يدرك بنفسك أنه لم يعد نشاطاً تجارياً مربحاً
ومن المقرر أن يتم تفكيك كبائن الهاتف بشكل تدريجي اعتباراً من يناير 2022، للأكشاك البالغ عددها حوالى 2500 في العاصمة فيينا وحدها ، أنها كانت مغلقة منذ فترة طويلة، وترى الشركة أنه بالنسبة للذين تعودوا على هذه الكبائن ، فقد تم هدم القليل ولم يلاحظ أحد بعملية الهدم لأن لايوجد أستعمال للكبائن أصلاّ
المصدر – الصحف النمساوية