بعد انتهاء الانتخابات في ألمانيا لا تزال أنغيلا ميركل هي المستشارة، وستستمر في منصبها إلى حين تشكيل ائتلاف حكومي جديد. لا مدة زمنية محددة لهذه المرحلة.
من الناحية النظرية يمكن أن تبقى ميركل مستشارة حتى عيد الميلاد القادم. وإذا حدث وبقيت مستشارة إلى ما بعد 17 كانون الأول/ ديسمبر، فتكون بذلك قد تجاوزت الرقم القياسي المسجل باسم المستشار الأسبق هيلموت كول والبالغ 5869 يوماً.
الصلاحيات
يسمح لميركل بمواصلة كل مهامها التي كانت موكلة بها قبل الانتخابات مثل مسألة الموظفين. من الناحية النظرية يمكن، على سبيل المثال، للمستشارة التي تسير أعمال الحكومة إقالة وزراء الدولة وتعيين جدد بدلاً عنهم.
ويجب أن تقوم ميركل بإجراء اللقاءات وحضور الاجتماعات المطلوبة ممن يشغل هذا المنصب؛ إذ أن ولادة ائتلاف حكومي جديد قد يستغرق وقتاً طويلاً بعض الشيء. على سبيل المثال لا الحصر قد تسافر ميركل نهاية تشرين الأول/أكتوبر إلى روما لحضور لقاء قمة قادة مجموعة العشرين الاقتصادية.
ماذا عن الهدايا؟
من غير المسموح لميركل أخذ الهدايا التي تلقتها خلال عملها كمستشارة معها عند انتهاء مهامها بشكل نهائي ومغادرة مبنى المستشارية. ينص القانون على أن ميركل تلقت الهدايا بصفتها مستشارة، لا بصفتها الشخصية. ومن هنا ستجري عملية جرد لكل شيء من اللوحات والأعمال الفنية وحتى مكتب وطاولة ميركل. بيد أن القانون يسمح لميركل باستخدام مكتبها الحالي حتى انتخاب مستشار/ة جديد/ة. أما انتخاب خليفة ميركل فيتم من البرلمان الاتحادي الجديد بناء على اقتراح رئيس الدولة.
البرلمان
يتعين على البرلمان المنتخب عقد اجتماعه الأول في مدة أقصاها 30 يوما بعد الانتخابات، حسب المادة 39 من القانون الأساسي (الدستور الألماني). وبمجرد صدور النتائج النهائية من قبل لجنة الانتخابات الفيدرالية، يأخذ الإداريون في مبنى البرلمان على عاتقهم مهمة صف كراسي النواب بحيث تكون كل كتلة نيابية في حيز معين من قاعة البرلمان. قبل أربع سنوات وعندما دخل حزب البديل من أجل ألمانيا لأول مرة إلى البرلمان لم ترغب في البداية أي كتلة نيابية في مجاورته، ما أدى إلى بعض التأخير.
أكثر المسائل صعوبة بعد انتهاء الانتخابات هي مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي. ولا ينص القانون على سقف زمني محدد لها. تجري المفاوضات على كل تفاصيل توزيع السلطة. وتتعلق المسألة هنا بأهداف الأحزب وأسماء الوزراء وعقد الائتلاف الحكومي.
ويفتتح مفاوضات تشكيل الحكومة مرشح الحزب الذي حاز أكبر عدد من الأصوات لمنصب المستشار. يمكن لذلك المرشح اختيار الأحزاب التي يريد تشكيل الحكومة معها.
وعلى عكس بريطانيا والولايات المتحدة حيث يكون لحزب معين في الغالب أغلبية واضحة، يحتاج الحزب الحاصل على أكبر عدد ممكن من الأصوات لشريك في الحكم، وهذه المرة ربما لشريكين.
مدة زمنية مفتوحة
تستغرق مفاوضات تشكيل الحكومة فترة طويلة، لأنه في غالب الأحيان تعود الأحزاب لأعضائها ومؤسساتها لأخذ الموافقة على العمل مع أحزاب أخرى بعينها من عدمه.
قبل أربع سنوات كانت البدايات تشير إلى تشكيل “ائتلاف جمايكا” بين حزبي الاتحاد المسيحي، المسيحي الديمقراطي وشقيقه البافاري المسيحي الاجتماعي، وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي). آنذاك انسحب الديمقراطي الحر من المفاوضات لاعتقاده أن الاتحاد المسيحي سيكون أميل لأهداف حزب الخضر.
بعد ذلك كان السؤال: هل يكرر الحزب الاشتراكي الديمقراطي تجربته مع الاتحاد المسيحي ويشكلان معاً من جديد “الائتلاف الكبير”. بعد تجربته السابقة لم يكن الحزب ميالاً للدخول في ائتلاف مع الاتحاد المسيحي لخشيته من عدم قدرته على تحقيق أهدافه.
في النهاية صوت 600 مندوب في مؤتمر الحزب لصالح الدخول في مفاوضات مفتوحة مع الاتحاد المسيحي. وبعد الانتهاء من المفاوضات كان لابد أن يصوت مؤتمر خاص للحزب على اتفاقية الائتلاف. ولم ير الائتلاف النور إلا بعد ستة أشهر من الانتخابات.
انتخاب المستشار
ينظر رئيس الدولة بصفته صاحب أعلى منصب في ألمانيا إلى عدد المقاعد التي يمتلكها كل حزب في البرلمان المنتخب ومن ثم يقترح اسم صاحب الحظ الأوفر في انتخابه مستشاراً من قبل النواب.
dw