كشف بحثٌ جديد أجراه علماء فلك من جامعة “ليدز”، أن الكائنات الفضائية من الممكن أن تكون منتشرة في جميع أنحاء الكون، حيث عُثِر على خزانات غنية بالجزيئات العضوية الكبيرة التي يمكن أن تتحول إلى كائنات أساسية في جميع أنحاء مجرة درب التبانة، وتبيّن أنها متوافرة أكثر مما كان يُعتقد في السابق بـ100 مرة.
حسب تقرير لصحيفة Metro الأمريكية، الإثنين 20 سبتمبر/أيلول 2021، فإن نتائج هذا البحث تعد حافزاً كبيراً للباحثين عن الحياة خارج الأرض، كما يرجح أن تكون الحضارات قد نشأت وسقطت على مدى مليارات السنين قبل تكوين الأرض.
نفس ظروف نشأة الحياة على الأرض
تقول الباحثة الرئيسية المشاركة، الدكتورة كاثرين والش، من جامعة ليدز: “المكونات نفسها اللازمة لبذر الحياة على كوكبنا توجد أيضاً في النجوم الأخرى، ومن الممكن أن تكون الجزيئات اللازمة لبدء الحياة متاحة بسهولة في جميع البيئات المكونة للكواكب”.
إذ يوجد في مجرة درب التبانة نحو 400 مليار نجم، لكل منها كوكب واحد على الأقل يدور حوله. ويوجد الملايين منها في “المنطقة المعتدلة” حيث يكون الماء سائلاً.
من جهته، قال المؤلف الرئيسي الدكتور جون إيلي، من جامعة ليدز أيضاً: “توجد هذه الجزيئات العضوية المعقدة الكبيرة في بيئات مختلفة بجميع أنحاء الفضاء”.
فقد تم التعرف على “الحساء” الكيميائي البدائي في “أقراص الكواكب الأولية” المكونة من الغاز والغبار والتي تدور حول النجوم الصغيرة.
كما أضاف الدكتور إيلي: “تشير الدراسات المعملية والنظرية إلى أنها المكونات الأولية الأساسية في الكيمياء البيولوجية على الأرض، حيث إنها المسؤولة عن إنتاج السكريات والأحماض الأمينية وحتى مكونات الحمض النووي الريبوزي (RNA) في ظل الظروف المناسبة”.
ويعتقد علماء الأحياء أن الحياة الأولى على الأرض كانت مبنية على الحمض النووي الريبوزي RNA، وهو حمض نووي مشابه للحمض النووي DNA.
تفاصيل الدراسة
تستند النتائج إلى تحليل “البصمات الطيفية” الفريدة في الضوء المنبعث من المواد المحيطة بالنجوم المتكونة حديثاً، وقد جُمعت البيانات بواسطة تلسكوب ALMA الراديوي بصحراء أتاكاما في تشيلي، ويمكن للتلسكوب التقاط أضعف الإشارات من أبرد مناطق الفضاء الخارجي.
كما لوحظت الجزيئات الرئيسية السيانوأسيتيلين (HC3N) والأسيتونيتريل (CH3CN) وسيكلوبروبينيليدين (c-C3H2)، في أربعة من أصل خمسة أقراص تمت ملاحظتها، وتعد هذه الجزيئات “نقاط انطلاق” بين المواد الكيميائية البسيطة القائمة على الكربون والمتوافرة بكثرة في الفضاء والمركبات الأخرى الأكثر تعقيداً.
إضافة إلى ذلك، فإن هناك 15 مادة أخرى -من ضمنها سيانيد الهيدروجين والنتريل المتصلَين بأصول الحياة- كانت موجودة أيضاً بكميات مختلفة.
إذ كان هناك قرص مشابه يحيط بالشمس الفتية، “يغذي” الكواكب التي تشكل الآن نظامنا الشمسي بالمواد، ويُعتقد أن الأرض قد نشأت من خلال الاصطدامات بين الصخور الفضائية في قرص الكواكب الأولية حول الشمس.
لكن العلماء لم يكونوا متأكدين مما إذا كانت أقراص الكواكب الأولية الأخرى تحتوي على جزيئات مهمة من الناحية البيولوجية.
فيما أظهرت الدراسة التي نُشرت في The Astrophysical Journal Supplement Series، أنها ظاهرة طبيعية بشكل غير متوقع.
علاوة على ذلك، فإن المناطق التي توجد فيها الجزيئات هي أيضاً حيث تتشكل الكويكبات والمذنبات.
وكالات – شبكة رمضان الإخبارية