قد تكون الخصوصية في النمسا من المقدسات .. ولكن أن يتعرض الإنسان لحالة من الإغماء لأسباب مرضية ثم لا يجد من يساعده رغم أن الكثير من المارة شاهده وهو فاقد الوعي وملقى على جانب الطريق فهنا قد يكون الأمر غير مقبول !
هذا ما حدث مع النمساوية إيزبيلا هيدمان البالغة من العمر 36 سنة والتي تعرضت للإغماء وظلت ملقاة على الأرض لمدة 4 ساعات خارج بناء سكني في الحى الثالث والعشرين بفيينا دون أن ينقذها أحد من المارة إلى أن قام شخصان بالاتصال بالإسعاف.
وقالت اليوم الأثنين إيزبيلا هيدمان للصحف النمساوية : “أنا أعبر غن تقديري وأرغب بالتقدم بجزيل الشكر إلى الشخصين الغير معروفين اللذان وجدانني ملقاة على جانب الطريق وأبلغا الإسعاف أخيراً، فقد كان من الممكن أن أكون في عداد الموتى إذا تُركت لمزيد من الوقت بدون أسعاف .”
كانت إيزبيلا هيدمان يوم السبت الماضى مساءً في بيت أحدى صديقتها بالحى الثالث والعشرين بفيينا، وغادرت منزلها قبل تمام الساعة الحادية عشرة مساءّ وعندما خرجت من المبنى مباشرة فقدت وعيها بسبب إصابتها بنوبة صرع شديدة تناوب عليها، ولم تصح إلا حوالي الساعة 4 الصبح في سيارة الإسعاف.
وقالت إيزبيلا هيدمان: “من المؤكد أنه تمت رؤيتي من الكثير من المارة قبل إسعافي، فمن اللامنطقي أنه لم يصادفني أحد من المارة طيلة 4 ساعات التي كنت فيها ملقاة على الأرض.”
وقالت إيزبيلا أيضاً أنّ نوبة الصرع هذه هي الأولى من نوعها التي واجهتها لوحدها وهي في الخارج.
كما قالت: “كان من الممكن أن أكون في عداد الموتى في أسوأ الحالات، تصوروا ماذا سيحدث لي لو أنّ رأسي ارتطم بالأرض.”
كما دعت إيزبيلا الشعب إلى مساعدة أي شخص مرمي على الأرض.
وقالت إيزبيلا: “ربما اعتقد المارة أني سكرانة من المشروبات ونحن لا نلتفت إلى مثل هذه الأمور عادةً، ولكن مهما يكن الوضع فيجب على الناس التفقّد ولو تفقّداً واحداً عوضاً عن تجاهل الوضع بأكمله.”
ولم تتمكّن إيزبيلا من معرفة هوية الشخصين اللذين أبلغا الإسعاف، إذ جلّ ما تذكره هو أنّ أحدهما كان رجلاً ويرتدي سترةً سواء.
وقالت: “أرغب في الاتصال بهما حتى أستطيع شكرهما بنفسي، إذ ما كنت أعرف ماذا سيحل بي لولا تدخلهما.”
وأضافت إيزبيلا أن مَن أسعفها ظن في بداية الأمر أنها سكرانة بسبب تقيئها بعد النوبة، وقالت: “أرجو لو أنّ هناك توعية أكثر عن مرض الصرع وأعراضه.”
وقد جرب شريكها الاتصال بها وهي في الخارج، لكنه ظن بأنها باتت في بيت صديقتها.
ولا ترغب إيزبيلا أن تشعر أنها مكتوفة الأيدي بعد الواقعة، على الرغم من أنها مازالت مصدومة من بقائها ملقاة في الخارج لمدة طويلة دون أن يبلِّغ أحد من المارة الإسعاف.
وقالت على الرغم من ذلك: “موفقي هو بأن المرء لا يمكنه التوقف عن الحياة. ينبغي عليك الاستمرار في الحياة حتى ولو سيطر القلق عليك من إمكانية حصول ذلك في أيّ مكان وزمان.”