يبدو أن تاريخ النمسا لازال حافلاً بالكثير من الأحداث والوقائع التي تتكشف مع مرور الوقت ، أعمال بناء في مدينة سانكت مارجريتن ” St. Margarethen ” النمساوية التابعة لمدينة أيزن إشتاط ” Eisenstadt” تقود إلى اكتشاف مقبرة جماعية تعود إلى القرون الوسطى ، فما هي قصة هذه المقبرة؟
قال ” Krzysztof Nodzynski” عالم الآثار في المديرية العامة للتراث الثقافي بالمنطقة ، اليوم الجمعة الموافق 10 من سبتمبر 2021 إن عدد الهياكل المدفونة في هذه المقبرة يزيد عن 42 شخص، وأضاف في البداية كنا نعتقد أنها مقبرة للمصابين بالطاعون، ولكن هناك أربعة مستويات ، وهذا يشير إلى وجود مقبرة قديمة، وذلك على الرغم من قربها من الكنيسة على بعد 250 مترًا فقط ، زمان كانت المقابر تتواجد بالقرب من الكنيسة في ايام العصور الوسطى ، وأنه ربما خلال عمليات البناء دمرت آلة الحفر عدداً كبيراً من الهياكل العظمية،
وبحسب عمليات الفحص الأولى، من المحتمل أن يكون هناك كنيسة في الموقع، ولا يمكن حتى الآن تحديد عمر العظام ، مع أحتمال أن تعود هذه المقبرة الجماعية المُكتشفة حديثاً إلى ما قبل القرن الخامس عشر 500 عام تقريباّ، حيث كان مرض التيفوس والطاعون في ذلك الوقت مُتفشياً في المكان ، لم تكن المقابر كافية لدفن الموتى، لذلك تم حفر مقابر جماعية ، وسيتم الكشف لاحقاّ باستخدام طريقة C14 لتحديد العمر احقيقي
وأشار عالم الأثار ، أنه من المحتمل أن تُوجد مقابر جماعية أخرى في هذه المنطقة ، ويعتبر هذا الموقع عبارة عن قسم صغير من مقبرة كبيرة الحجم
من جهه أخرى قال مالك العقار، أن الاكتشاف كان بمثابة صدمة في البداية، لكن الأمر يتعلق بشيء أكبر، ثم أبلغ هيئة الأثار الفيدرالبة النمساوية
كنت أعتقد بالفعل أنه سيتعين علينا الانتظار لمدة عامين قبل أن نتمكن من مواصلة البناء، ولكن يجب أن أقول بصراحة إن هيئة الآثار بذلت جهدًا كبيرًا لضمان تسوية الأمر بسرعة، وكان في الواقع عملًا جماعيًا احترافيًا للغاية ، وأضاف المالك، “في الواقع ليس الأمر بهذا السوء بالنسبة لي”.
ومن المهم بالنسبة للجمهور ومالك العقار أن يتم إيضاح كل شيء وأن يقوم أحداً ما بتوثيق كل شيء للأحفاد، ووفقًا للتحقيق العلمي، وسيتم دفن الهياكل العظمية في أحد الزاويا بجوار كنيسة سانت مارغريتن
جدير بالذكر أن مدينة أيزن إشتاط وما حولها معروفة في علم الآثار، إذ تم العثور فيها في وقت سابق على حفريات ترجع إلى العصر الروماني ، بحانب كانت مركز كبير للصناعات العسكرية في زمن النازى أدولف هتلر