تشهد العاصمة البريطانية لندن معرضاً نادراً لعرض أقمشة “حرير العنكبوت” التي تعد من أقوى المواد الطبيعية، وذلك بعد ثماني سنوات من العمل وجمع مليوني عنكبوت من أجل الوصول إلى تلك اللحظة المرتقبة، بحسب تقرير نشرته صحيفة Guardian البريطانية، الإثنين 6 سبتمبر/أيلول 2021.
من المقرر أن يُقام المعرض الذي يحمل شعار Natural World في منظمة الفنون في لندن Oliver Hoare، Cromwell Place، خلال الفترة بين 22 سبتمبر/أيلول و22 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
فيما يبلغ حجم إناث العناكب الاستوائية حجم يد الطفل، ويمكنها أن تأكل أقاربها الذكور على الغداء، وتنتج حريراً ذهبياً استثنائياً يمكن تحويله إلى منسوجات لا مثيل لها على هذا الكوكب.
في حين كان تنفيذ مثل هذا المشروع أكثر تعقيداً بكثير؛ حيث كان لا بد من جمع حوالي مليوني عنكبوت من مرتفعات مدغشقر (شرق إفريقيا)، وحصاد حريرها على مدى ثماني سنوات لإنتاج أربعة منسوجات فقط.
هذا المشروع استغرق في البداية 15 عاماً من رحلة البحث، وتضمن فحص جهود الأشخاص الذين حاولوا القيام بأشياء مماثلة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
أيضاً اشتملت سنوات الإنتاج الثماني على تدريب فريق من 80 رجلاً وامرأة على البحث عن العناكب في مرتفعات مدغشقر.
كان يجري جمع العناكب في الصباح في مجموعات مكونة من 24 عنكبوتاً، ووضع كل مجموعة في مقصورة فردية مزودة بالمعدات التي يمكن أن تربط الحرير المستخرج من العناكب بالأقماع. وفي نهاية اليوم، كان يجري إعادة العناكب سالمة.
“محاولة مجنونة”
من جهته، قال مصمم المنسوجات البريطاني، سيمون بيرز، إن القيام بذلك المشروع كان بمثابة محاولة مجنونة، مضيفاً: “على مدى عدة مئات من السنين ستجد أشخاصاً غرباء حاولوا القيام بالأمر نفسه وفي كل مرة يثبت أنه مجنون”.
بيرز أضاف: “أعتقد أننا قد حذونا نفس الطريق، لكن بطريقة أبعد مما فعل أي شخص آخر على الإطلاق. أتمنى أن نكون قد ابتكرنا بعض الأشياء الجميلة والرائعة”.
جدير بالذكر أن ثلاثة من المنسوجات الأربعة التي ساعد بيرز ورجل الأعمال نيكولاس جودلي في ابتكارها ستُعرض في معرض للأشياء النادرة والفضولية المرتبطة بالعالم الطبيعي بالمملكة المتحدة.
كما سيشمل معرض لندن منحوتات جذور أشجار صينية، ونيازك، وياقوت أزرق منقوش ينتمي للملك سلوقس، وهو مؤسس الأسرة السلوقية الحاكمة (القرن الثالث قبل الميلاد).
لكن أبرز المعروضات ستكون ثلاثة منسوجات: شالان ولامبا – لباس مدغشقر تقليدي – مصنوع من حرير العناكب الذهبية.
أندر الأقمشة وأكثرها بريقاً
فيما جرى عرض رداء ذهبي في معرض فيكتوريا وألبرت (أكبر متحف لفنون التزيين في العالم) في عام 2012، ولقي إشادة واسعة. وكتب المؤرخ في مجال الطبيعة السير ديفيد أتينبورو في الكتالوج: “يجب بالتأكيد اعتبار ذلك المنسوج واحداً من أندر الأقمشة وأكثرها بريقاً. الحمد لله أن العالم لا يزال يحمل الأعاجيب”.
بينما أكد بيرز أن الحرير سريع الزوال كان له شفافية ذهبية رائعة. وتابع قائلاً: “لم نفعل شيئاً للحرير على الإطلاق؛ لقد أخذناه من العنكبوت حرفياً. لم نضطر إلى غسله أو صبغه أو القيام بأي شيء به، باستثناء مضاعفته ثلاث مرات أو ولم نقم بأي شيء لصنع النسيج الذي نحتاجه”.
حيث أوضح بيرز أن الحرير لديه ملمس فريد. إذا أغمضت عينيك وطلبت من شخص ما أن يضع الحرير على يدك، “لا تشعر بأي شيء، إنه غريب تماماً. كل ما تشعر به هو أن حرارة يدك تنعكس مرة أخرى، فأنت لا تشعر بالحرير. إنه يشبه عباءة التخفي.. إنه غريب تماماً”.
بيرز واصل حديثه بالقول إن “حرير العنكبوت له خصائص رائعة في القوة والمرونة”. وأردف: “تعمل الكثير من المعامل على محاولة استنساخ خواص حرير العنكبوت، ولكن بدون استخدام العنكبوت، لأن النتائج كانت استثنائية للغاية”.
كما عبّر بيرز عن أمله في أن يكون قد تمكن من ابتكار أشياء جميلة ونادرة لها قيمة مثل الفن والشعر.
وكالات – شبكة رمضان الإخبارية