في حوار مؤثر لنجم الكرة العالمية وواحد من أساطيرها على مر العصور، كشف البرتغالي كريستيانو رونالدو، العائد لفريقه السابق مانشستر يونايتد، عن الدور الكبير والمؤثر الذي لعبته والدته، ماريا دولوريس، في مساره الاحترافي كلاعب كرة القدم، كما تحدث عن بعض الأسرار لأول مرة عن طبيعة علاقته معها، وذلك خلال مقابلة له مع المذيع البريطاني بيرس مورغان بمناسبة عودته إلى ناديه الإنجليزي السابق.
وينتظر عشاق الكرة بفارغ الصبر، خاصة الدوري الإنجليزي الممتاز، أول ظهور لـ”الدون” بقميص فريق “الشياطين الحمر”، بعد أن عاد له من جديد بعد تجربة رائعة في ريال مدريد، وأخرى لم تكُن موفقة إلى حد كبير مع يوفنتوس الإيطالي.
عانت كثيراً من أجله
حسب ما جاء في تقرير لصحيفة The Daily Mail البريطانية، الأحد 5 سبتمبر/أيلول 2021، فإن رونالدو وُصفها بأنها: “دعامة الأسرة، وكل ما أملكه اليوم ملكته بفضل دعمها الدائم لي، لقد عملت بجد لتقدم أقصى ما عندها لأطفالها، وخاصة لي لأنني كنت أصغر أفراد الأسرة”.
والدة كريستيانو رونالدو
يتابع رونالدو: “لقد كافحت لتُتاح لي فرصة. أتذكر عندما كان عمري 12 عاماً وأخبرتها أنني أريد الذهاب إلى لشبونة للعب مع فريق شباب سبورتنغ لشبونة. قالت لي: (يا بني، إذا كان هذا ما تريده حقاً، فلن أقطع عليك طريقك وأمنعك، يمكنك الذهاب، سيصعب عليَّ فراقك، لكن اذهب، اتبع أحلامك”.
ما زاد هذا الموقف عاطفية، أن الأم ماريا نفسها أُرسلت إلى دار أيتام كاثوليكية عندما كانت في السادسة من عمرها بعد وفاة والدتها وعجزِ والدها عن تربية خمسة أطفال بمفرده، ومن ثم فقد عانت لزمن طويل بالوحدة، لكن كل هذا لم يمنعها من خوض المخاطرة نفسها مع طفلها حتى يتمكن من تحقيق طموحه.
يمنعها من الملاعب
الآن ماريا أكبر معجبي ابنها رونالدو، وهي تشعر بالتوتر الشديد أثناء مشاهدته يلعب؛ لدرجة أنه اضطر إلى منعها من الذهاب إلى المباريات المهمة بعد أن أغمي عليها مرتين في الملاعب، حتى إنها كُسرت أسنانها في إحدى سقطاتها في الخريف الماضي.
يقول رونالدو: “لم يعد مسموحاً لها الآن بحضور مبارياتي الكبرى. وأنا أقول لها: (اسمعي، لقد فقدت أبي، ولا أريد أن أفقد أمي أيضاً، لذلك لن تحضري مباريات الأدوار ربع النهائية أو نصف النهائية أو النهائيات”.
يُذكر أن والد رونالدو، دينيس، كان قد تُوفي عن عمر يناهز 52 عاماً بمرض تلف الكبد الذي نجم عن إدمانه الكحول، وذلك قبل أن يكبر ابنه ليصبح نجم كرة قدم. عندما كان شاباً، ذهب إلى الحرب من أجل البرتغال في موزمبيق وأنغولا وكان لهذه التجربة أثر شديد السوء عليه، حتى إنه انهمك في شرب الكحول محاولاً الهروب من أثر الصدمة.
تجربة رونالدو العائلية بحلاوتها ومرارتها جعلته أكثر تصميماً على أن يكون أفضل أب ممكن لأطفاله الأربعة- ثلاثة ولدوا لأمهات بديلات، ورابع من خطيبته جورجينا رودريغيز- وأشد عزماً على أن يغرس فيهم سمات الإخلاص للعمل وتكريس نفسه له.
إضافة كبيرة للدوري الإنجليزي
الآن يعود رونالدو حاملاً معه مهاراته الكروية المدهشة مرة أخرى لنادي مانشستر يونايتد والدوري الإنجليزي، وربما يقول البعض إن طموحه قد خفت عن المرة الأولى.
لكن رونالدو يقول إنه، وإن كان الآن أسعد في حياته الشخصية من أي وقت مضى، فإن ذلك لا يعني للحظة أن إحساسه بالرضا قد خفَّف من حدة رغبته الشديدة في تحقيق المزيد من النجاحات.
وهو ما يصفه رونالدو بالقول: “أنا مدمن على الفوز. إنه شيء أبذل من أجله تضحياتي، شغفي بالفوز. أنا أعمل من أجل ذلك. لكني لا أتبع الأرقام القياسية، فالأرقام القياسية هي التي تتبعني أينما ذهبت”.
تشمل هذه السجلات كونه الهداف الأفضل في تاريخ دوري أبطال أوروبا (134 هدفاً)، وأكثر اللاعبين فوزاً بدوري أبطال أوروبا (خمسة ألقاب)، وأول لاعب يفوز بلقب “هداف البطولة” في ثلاث بطولات دوري أوروبية، في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، والآن أصبح أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف على مستوى المنتخبات أيضاً.
الرقم القياسي الوحيد الذي ينازعه الآن ويريده أكثر من أي شيء آخر: أن يكون أكثر اللاعبين فوزاً بالكرة الذهبية، وهو متأخر الآن بفارق كرة ذهبية واحدة عن منافسه اللدود ميسي، الذي لديه ست كرات ذهبية.
وكالات إخبارية