في ظل التداعيات الأخيرى التي تشهدها أفغانستان، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تحصين حدوده وبناء جدران حدودية خوفا من موجة جديدة من اللاجئين الأفغان الفارين من حكم “طالبان”. وأعلنت اليونان أنها انتهت من تشييد سياج حدودي بطول 40 كيلومترا في منطقة إيفروس.
وسط مخاوف الاتحاد الأوروبي من تدفق موجة جديدة من اللاجئين الأفغان، أكملت اليونان تشييد سياج على حدودها المشتركة مع تركيا بطول 40 كيلومترا في منطقة إيفروس شمال شرق اليونان.
خلال زيارة رسمية لوزير الدفاع ووزير حماية المواطنين ميخاليس كريسوديس، قال الأخير للصحفيين يوم الجمعة “لا يمكننا الانتظار” وعدم التصرف حيال الأوضاع المتدهورة في أفغانستان وفرار الآلاف من حركة “طالبان” التي سيطرت على كابول العاصمة.
وطمأن الوزير قائلا “ستبقى حدودنا آمنة ومصونة”، موضحا أن السياج الذي كان طوله يبلغ 12.5 كيلومترا، تم تمديده ليصل إلى 40 كيلومترا، إضافة إلى تركيب السلطات نظام مراقبة إلكتروني آلي عالي التقنية
وأكدت اليونان أنها تتخذ جميع الإجراءات لتنبيه قواتها الحدودية، والتأكد من أنها لن تصبح “بوابة أوروبا” مرة أخرى، في إشارة إلى موجة العام 2015.
عززت اليونان سياستها المتعلقة بالهجرة في الأشهر الأخيرة من خلال تسييج معسكرات المهاجرين وإطلاق مناقصات على مستوى الاتحاد الأوروبي لبناء منشأتين مغلقتين في جزيرتي ساموس وليسبوس، بالقرب من تركيا.
كما تسعى الوكالة الأوروبية لحرس الحدود “فرونتكس” إلى إطلاق تقنيات مراقبة جديدة عالية التقنية. إذ يجري اختبار نظام بالون مزود بكاميرات في مطار “ألكساندروبوليس” بالقرب من الحدود البرية اليونانية التركية وفي جزيرة ليمنوس، بهدف إعطاء مسؤولي الحدود رؤية أوضح للقوارب الوافدة.
وبلغ عدد المعابر غير القانونية إلى الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام أكثر من 82 ألف محاولة، بزيادة 59% بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
تركيا تحصّن حدودها
ويصل المهاجرون عادة إلى اليونان انطلاقا من تركيا، التي تبدي تخوفها أيضا من قدوم الأفغان إليها عبر محافظة فان الحدودية مع إيران.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا الدول الأوروبية إلى تقاسم مسؤولية الأفغان، مشددا على أن تركيا لن تصبح “مستودع اللاجئين” في أوروبا.
وعبر الهاتف يوم الجمعة الماضي، ناقش رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس وأردوغان الوضع في أفغانستان، وأكد الرئيس التركي على أهمية دعم أفغانستان وإيران كونها الطريق الرئيسي للأفغان إلى تركيا، محذرا من وقوع موجة هجرة جديدة “حتمية” في حال عدم التصرف.
وقال محمد أمين بيلمز حاكم إقليم فان الحدودي الشرقي لرويترز في مطلع الأسبوع “نريد أن نظهر للعالم كله أنه لا يمكن تجاوز حدودنا. وأكبر أمالنا هو عدم حدوث موجة مهاجرين من أفغانستان”.
وتعمل القوات التركية على إعادة المهاجرين الذين ترصدهم وهم يعبرون الحدود إلى الجانب الإيراني رغم أن معظمهم يعودون ويحاولون مرة أخرى.
وقال بيلمز “بغض النظر عن عدد الإجراءات رفيعة المستوى التي يتم اتخاذها فقد يكون هناك من يفلت منها من وقت لآخر”.
وكالات إخبارية