عارض المستشار النمساوى سيباستيان كورتس عن عدم أستقبال أو منح بلاده الحماية لأي لاجئين آخرين من أفغانستان بعد أن استولت حركة “طالبان” على السلطة بالبلاد
وأعرب كورتس في مقابلة مع قناة “بولس 4” التلفزيونية التي ستبث اللقاء في وقت لاحق اليوم الأحد “لا ، إنني أعارض بوضوح أن نستقبل طواعية الآن مزيدا من الناس، وهذا لن يحدث خلال وجودي كمستشار ، ولا أؤيد الرأي القائل بأننا يجب أن نستقبل المزيد من الأفغان بالنمسا،
وعلق كورتس قائلاّ مع بوجود أكثر من 40 ألف أفغاني في النمسا فإنها بذلك تعد موطنا لثاني أكبر جالية أفغانية في الاتحاد الأوروبي مقارنة بعدد سكانها ، مشيرا إلى أن “النمسا قدمت مساهمة كبيرة بشكل غير متناسب”، وذلك في إشارة إلى العدد الكبير من اللاجئين وطالبي اللجوء الأفغان الموجودين بالفعل في البلاد.
وشدد كورتس على أنه “لا بد من بقاء الفارين من أفغانستان في المنطقة”، لافتا إلى أن “تركمانستان وأوزبكستان المجاورتين لم تستقبلا سوى 14 و13 لاجئا أفغانيا بالترتيب، وهو ما يتطابق مع بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”.
ولا ينكر كورتس أن طالبان قاسية وأن الظروف المعيشية في أفغانستان مروعة. لذلك ناشد رئيس الحكومة المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لتحسين الوضع داخل البلد المتأزم.
وأعاد كورتس تكرار الاقتراح القائل بأن الأفغان يجب أن يتلقوا مساعدات في الدول المجاورة. وخص بالذكر تركمانستان وأوزبكستان، وأنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي دعم دول المنطقة في هذا الصدد.
يجدر الذكر أن بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لعام 2020 تشير إلى وجود أكثر من 40 ألف لاجئ أفغاني في النمسا، وهذا يعد ثاني أكبر عدد منهم في أوروبا، بعد ألمانيا التي يوجد بها 148 ألف لاجئ أفغاني، فيما يقل عدد سكان النمسا عن ألمانيا 9 مرات، كما أن النمسا أيضا دولة محايدة وليست عضوا في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، ولم ترسل النمسا سوى عدد صغير جدا من جنودها إلى أفغانستان.
وكانت النمسا قد استقبلت عددا يزيد عن 1% من سكانها من طالبي اللجوء خلال أزمة الهجرة في أوروبا في عامي 2015 و2016، وبنى كورتس مستقبله السياسي على اتخاذ موقف متشدد بشأن الهجرة، وفاز في كل الانتخابات البرلمانية منذ عام 2017.