قالت الشرطة الإسبانية اليوم الخميس 19 آب/أغسطس، إنها ألقت القبض على مواطن مغربي يشتبه بضلوعه بمأساة قضاء 14 مهاجرا في المحيط أثناء محاولتهم العبور من المغرب إلى جزر الكناري.
وأوردت الشرطة في بيان إن الرجل البالغ من العمر 43 عاما، يشتبه في كونه أحد رجلين قادا القارب الذي أمضى أسبوعين تتقاذفه التيارات البحرية، قبل أن تنقذ سفينة تجارية المهاجرين الذين كانوا على متنه في وقت سابق من هذا الشهر.
وأضاف البيان أنه من بين الركاب الـ47 الذين كانوا على متن القارب، لقي 10 حتفهم أثناء محاولة العبور، في حين سقط أربعة في البحر وغرقوا خلال عملية الإنقاذ التي جرت في طقس قاس.
وقالت الشرطة إن الوقود نفد من محرك القارب، كما أن مخزون الماء والطعام نفد أيضا، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من مغادرته المغرب في نهاية تموز/يوليو متوجها إلى جزر الكناري الإسبانية.
وأضافت “بدأ غالبية المهاجرين بشرب مياه البحر، وخلال الأيام التالية بدأ الناس يموتون على متن القارب، وألقى الناجون بجثثهم في الماء”.
وتوصلت تحقيقات الشرطة إلى أن أحد سائقي القارب، وهو مشتبه به، توفي أثناء محاولة العبور، بينما كان الآخر في مركز استقبال المهاجرين في جزر الكناري مع بقية الركاب الناجين حيث تم اعتقاله ، ويواجه الرجل اتهامات بالإتجار بالبشر والقتل غير العمد.
وارتفع عدد المهاجرين الوافدين إلى الأرخبيل الإسباني منذ أواخر عام 2019، عندما أدت زيادة الدوريات في البحر الأبيض المتوسط إلى الحد بشكل كبير من حركة القوارب هناك.
وتبلغ المسافة بين أقرب نقطتين فاصلتين بين الساحل المغربي وجزر الكناري حوالي 100 كلم. لكن التيارات المائية القوية التي تسيطر على تلك المنطقة من المحيط الأطلسي تجعل عبور تلك المسافة شديدة الخطورة.
وغالبا ما تكون القوارب التي يستخدمها المهاجرون مكتظة وفي حالة سيئة لا تخولها القيام بمثل ذلك النوع من الرحلات، مما يزيد من المخاطر على أرواح الركاب.
وأظهرت أرقام وزارة الداخلية الإسبانية أن 23,023 مهاجرا وصلوا العام الماضي إلى جزر الكناري، بزيادة نسبتها ثمانية أضعاف مقارنة بأرقام 2019.
وخلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، وصل 7,531 مهاجرا إلى جزر الكناري، وهو ضعف العدد الذي تم تسجيله خلال نفس الفترة من 2020.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة العام الماضي إن 850 شخصا لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى الأرخبيل. لكن منظمة “كاميناندو فرونتيرا” الإسبانية غير الحكومية المعنية بمراقبة تدفقات المهاجرين في تلك المنطقة، قالت إن الرقم يتخطى 1,850 ضحية، كون إمكانية إحصاء كافة القوارب وأعداد المهاجرين الذين تقلهم في تلك المنطقة معدومة.
وكالات إخبارية