كليوباترا، ابنة بطليموس الثاني عشر، وخليفته على عرش مصر في 51 قبل الميلاد، انتحرت بعمر 39 في مثل هذا اليوم من أغسطس، وفقا لما يعتقد قليل من المؤرخين، أو في 10 منه، برأي معظمهم. إلا أن العام كان 30 قبل الميلاد، وطوال معظم 2,051 سنة مرت على رحيلها، والمؤرخون يرونها الأكثر تأثيرا بين نساء العالم القديم، والأكثر شهرة في مصر ذلك الزمان، لكننا لا نجد شيئا نلمسه منها، سوى ما تنشر “العربية.نت” صورته، وهو توقيعها على ورقة بردي، مع كلمتين يؤكد عالم آثار هولندي، ونظراء له من الألمان، أنهما بخط يدها.
منذ 20 سنة تقريبا، وعلماء الآثار الألمان، يمعنون درسا في البردية التي عثر عليها بالصدفة عالم الآثار الهولندي Peter Van Minnen بين محفوظات “المتحف المصري” بالعاصمة الألمانية برلين، ثم انتهت الأبحاث قبل مدة إلى تأكيد بأن الموجود في البردية ليس إلا توقيع كليوباترا التي أبصرت النور عام 69 قبل الميلاد بالإسكندرية، وفيها انتحرت بطريقة لا أحد أكيد منها حتى الآن، مع أن فيلما شهيرا أنتجته عنها هوليوود في 1963 وأدت دورها فيه الأميركية الراحلة إليزابيث تايلور، يذكر أنها جاءت بأفعى لدغتها، وأدناه فيديو من الفيلم، حين زارت روما زمن يوليوس قيصر، وسحرت الجميع بقدوم جميل ومهيب.
أما البردية التي عثرت عليها بعثة آثار ألمانية في 1904 بموقع أثري قرب قرية “أبو صير” في محافظة الجيزة المصرية، فصغيرة، عرضها 20 وطولها 30 سنتيمترا، وفق ما نقلت الوكالات عن العالم الهولندي العام الماضي، ونقلت أيضا أن آخر ملكة مصرية “كتبت كلمتين بخط يدها في الأسفل” هما γινέσθωι بيونانية ذلك العصر، أو ما لفظه Ginesthoi الحامل معنى “ليكن هذا” إشارة إلى موافقتها على المكتوب في البردية المؤرخة بتاريخ، يوافق 23 فبراير عام 33 قبل الميلاد.
والمكتوب، هو السماح لمن اسمه Canidius باستيراد 10 آلاف كيس، معروف ذلك الزمن باسم Artaba من القمح، أي ما مجموعه 295 طنا، إضافة إلى استيراد 5.000 جرة من النبيذ، أو Amphora ذات مقبضين “معفاة من الضرائب” لذلك كان توقيعها ضروريا من الملكة “التي أضافت حرف “i” الأخير إلى Ginesthoi بالخطأ” مما سبب حيرة لعلماء، اعتبروا أن كليوباترا قد لا تكون كاتبة الكلمتين، وأبرزهم كان البروفيسور الألماني، هاينز هاينن، الخبير بتاريخ البطالمة والمخطوطات.
وألقى زوجها بنفسه على سيفه وانتحر
اعتبر البروفيسور، أن “مثل هذا الخطأ لا يرتكبه مثقف مثل كليوباترا، بل مسؤول من رتبة أدنى بكثير” فيما اعتبر آخرون، ممن قرأت “العربية.نت” آراءهم في تقرير نشرته مجلة Emol التشيلية، وبينهم أيضا العالم الهولندي، أن حرفا بالخطأ في كلمة “لا يعارض كون الوثيقة والتوقيع أصليين” مضيفين أن “كانيديوس” الوارد اسمه فيها، هو القائد الروماني Publius Canidius Crassus المقرّب من حبيب كليوباترا وزوجها، ماركوس أنطونيوس، الذي انضم إليه في معركة بحرية اسمها “أكتيوم” وخاضها الاثنان بعد عامين من تاريخ البردية، أي 31 قبل الميلاد، ضد قوات أغسطس قيصر، المعروف بلقب أوكتافيان.
توقيع كليوباترا بعد تكبير أصله في البردية
قالوا أيضا، إنه لا يكتب ginesthoi إلا الوحيد الذي لديه سلطة إصدار الأوامر، وهي كليوباترا التي رافقت ماركو أنطونيو بعد عامين إلى تلك المعركة التي خسرها، وحقق فيها “أوكتافيان” نصرا ساحقا، فهرب زوجها وعادت هي إلى الإسكندرية لتجمع قواتها، وبعد أسابيع انضم زوجها إليها، لكن أوكتافيان ضرب حصارا عليه، فخسر كثيرا من سفنه، ثم تسارعت الأحداث وعملت كليوباترا ما بوسعها لتفادي الكارثة، فتحصنت داخل ضريح، وتلقى أنطونيوس خبرا بانتحارها، فأسرع بدوره وألقى بنفسه على سيفه وانتحر، ثم اتضح أن خبر انتحارها كان مزيفا، لذلك استمرت على قيد الحياة، لكن مع حزن قادها اكتئابه إلى الانتحار في مثل هذه الأيام.
وكالات