خلال جلسة انعقاد منتدى بروكسل الاقتصادي لمنطقى اليورو يوم أمس اثلاثاء 29 من يونيو، أبدى المسؤولون الأوروبيون تفاؤلا حيال انتعاش الوضع الاقتصادي بعدما أنهكت جائحة كورونا اقتصاد منطقة اليورو.
ويجمع المنتدى الذي انعقد عبر تقنية الفيديو، صانعي القرار والمؤثرين، لبحث تحديد التحديات والأولويات الرئيسية للاقتصاد الأوروبي الذي بدأ يخرج من المأزق الاقتصادي للتو وبشكل تدريجي بسبب شلل حركة الاقتصاد في منطقة اليورو لأكثر من 18 شهرا.
تضمن الحدث السنوي كلمات للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ولرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي قالت إنه بحلول نهاية العام المقبل ، ستكون كل دولة في الاتحاد الأوروبي قد تعافت من الوباء.
وقالت فون دير لاين في تصريحات أدلت بها أثناء منتدى بروكسل الاقتصادي، اليوم الثلاثاء: “بعد 18 شهرا سوف تنتعش جميع دول الاتحاد الأوروبي من الأزمة، وهو ما لم يكن أحد يتوقعه قبل عدة أشهر”.
وذكرت المسؤولة الأوروبية أنه بناء على التنبؤات الأخيرة للمفوضية، فقد يزداد الناتج المحلي الإجمالي لدول الاتحاد بنسبة 4,2% قبل نهاية هذا العام، وبنسبة 4,4% خلال العام المقبل، مضيفة أن “الأرقام تتحسن باطراد في السنة الجارية”
لا يزال التعافي من الوباء مستمراً ، لكن رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، أكدت أن فرصا موجودة ينبغي اغتنامها للنهوض باقتصاد منطقة اليورو في مرحلة ما بعد الجائحة بشكل خاص.
وأكدت لاغارد: “لطالما أرادت أوروبا التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة وأكثر إنتاجية ولدينا الآن فرصة حقيقية جدًا للقيام بذلك بالفعل”، موضحة “إذا اغتنمنا هذه الفرصة فإنه من الممكن أن يتم تسريع نمو إنتاجية تشغيل العمالة بنحو 1٪ سنويًا بحلول عام 2024 وهو أكثر من ضعف المعدل الذي تحقق بعد الأزمة المالية الكبرى”.
لكن ما هو المطلوب الآن للاقتصاد الأوروبي بينما يبدأ في التعافي تدريجيًا؟
قال المفوض الأوروبي المكلف بالشؤون المالية والاقتصادية باولو جينتيلوني: “نحتاج إلى تحقيق نمو اقتصادي كبير من أجل تنمية مستدامة”. وأظهر استطلاع نشرت المفوضية الأوروبية نتائجه اليوم الثلاثاء أن الثقة في الأوضاع الاقتصادية في منطقة العملة الأوروبية الموحدة اليورو وصلت في يونيو – حزيران إلى أعلى مستوى في 21 عاماً، مدعومة إلى حد كبير بالتحسن في قطاع الخدمات بعد تخفيف قيود الإغلاق.
ووفقًا للمفوض الخاص بالتجارة فى الاتحاد الأوروبي، فالديس دومبروفسكيس، ستكون التجارة الدولية أساسية للحفاظ على التعافي الاقتصادي.
تسببت الموجة الأولى من جائحة كوفيد-19 في أسوأ ركود عرفته دول الاتحاد الأوروبي، وفقًا للمفوضية الأوروبية فإنه بين نيسان – أبريل و حزيران – يونيو 2020، انكمش اقتصاد الاتحاد الأوروبي بنسبة 11.4٪. ولكن مع إعادة فتح النشاط التجاري بعد إجراءات رفع الإغلاق وإجراء التطعيمات، تشير أحدث توقعات المفوضية الأوروبية إلى أن اقتصادات أوروبا ستعود إلى مستويات ما قبل الأزمة بحلول نهاية عام 2022.