أحتفلت النمسا والصين بتدشين أول رحلة قطار لنقل البضائع تربط بين البلدين، وشارك مسؤولون رفيعو المستوى من البلدين في احتفالية أقيمت بهذه المناسبة بالتزامن مع انطلاق القطار التابع لشركة السكك الحديدية النمساوية أمس من محطة «غنغ بيانغ» الواقعة بالقرب من مدينة «تشنغدو» في اتجاه النمسا، مروراً بأربع دول تشمل كازاخستان، روسيا، أوكرانيا وسلوفاكيا قبل أن يصل إلى محطة Graz-Werndorf بمدينة جراتس النمساوية ، في رحلة تستغرق 13 يوماً.
ونشرت الصحف النمساوية بوصول القطار محملاً بـ 40 حاوية من “ثاني أكسيد الكربون” “المصنوع في الصين” – إلى Steiermark أول أمس الاثنين، وكان المسؤولون في النمسا سعداء بالشحنة في أستقبالها ، حيث يتزايد الطلب على البديل الصديق للبيئة لوسائل المواصلات
وعبّر الكسندر فان ديربلن رئيس جمهورية النمسا عن سعادته بانطلاق أول رحلة قطار بين الصين والنمسا، واعتبر أن «نقل البضائع باستخدام القطارات وسيلة صديقة للبيئة تساهم في مكافحة التغير المناخي»، مقارنة بنقل البضائع عن طريق الشاحنات الكبيرة.
وبدوره أوضح اندرياس ماتثا، رئيس مجلس إدارة شركة السكك الحديدية في النمسا، أن هدف الشركة هو «تسيير رحلة إسبوعياً بين الصين والنمسا». واعتبر رئيس شركة القطارات النمساوية أن الخط الجديد يوفر فرصة هامة لتعزيز الصناعات النمساوية، التي تعتمد على التصدير ويساعد على زيادة حجم التبادل التجاري مع الصين والدول الآسيوية.
وتعمل الصين خلال السنوات الأخيرة على زيادة عدد خطوط السكك الحديدية المباشرة إلى المدن الأوروبية، وكانت لندن أول مدينة أوروبية تستقبل قطار شحن صيني
ولفت ماتثا إلى مبادرة الصين لإحياء طريق الحرير، وأوضح أن المبادرة توفر طرقا جديدة أكثر فعالية لنقل وتبادل البضائع والسلع بين الصين وأوروبا.
وكشف المسؤول النمساوي عن طبيعة أول شحنة تصل إلى النمسا باستخدام القطار، وأوضح أنها تتكون من أجهزة كهربائية وقطع غيار آلات مختلفة.
وذكر مسؤول هيئة السكك الحديدية النمساوية ايضاّ ، أن ارتفاع أسعار شحن البضائع بسبب وباء كورونا ، وصعوبة شحن الحاويات في السفن هي دوافع وضغوط إضافية تزيد الطلب على خدمات السكك الحديدية.
وتعد خطوط السكك الحديدية الأوروبية جزء مما تطلق عليه الحكومة الصينية اسم “طريق الحرير الجديد”، وهو مشروع سياسي هام يهدف إلى تعزيز التجارة والاستثمار.
وعادة، لا يمكن لقطار واحد أن يقطع الطريق بالكامل، كما تحتاج الحاويات لإعادة شحنها في نقاط مختلفة.
وتقدم الخدمة للمصدرين خيارا وسطا بين النقل البحري البطيء والرخيص، والشحن الجوي الذي يتميز بالسرعة، لكنه مكلف إلى حد كبير ، وتشمل البضائع الصينية مجالات الموضة والكيمياء والإلكترونيات والصحة، وتشمل المنتجات التي يتم نقلها من أوروبا إلى الصين حاليًا الثلاجات والألياف الأساسية وأنظمة التدفئة”.