الضحك أو البكاء أو حتى الحديث أثناء النوم، بشكل عارض، أمور شائعة نسبياً، ولا داعي للقلق عادةً من حدوثها. ففي معظم الحالات، يعتقد الباحثون أن السبب هو حدوث مشهد مماثل لذلك في الأحلام أثناء نوم حركة العين السريعة أو REM Sleep، وتتم ترجمته لا إرادياً بشكل جسدي للشخص أثناء نومه، وهو أمر غير ضار على الإطلاق.
لكن الحديث، على وجه الخصوص، إذا ما تجاوز درجة معينة من الحدوث العرضي، فقد يشير إلى اضطراب في النوم يُدعى somniloquy.
ويعتبر الحديث أثناء النوم ظاهرة فسيولوجية شائعة، خاصة عند الأطفال والمراهقين والبالغين.
ووفقاً لموقع ويب طب الصحي، عادةً ما تكون حالة عرضية خلال حياة الشخص، وقد تتراوح شدتها من إصدار بعض الأصوات غير المفهومة أثناء النوم، وصولاً إلى الحديث بعبارات كاملة ذات محتوى مفهوم أو تكرار لعبارات طويلة ومُركبة مثل الحديث الطبيعي أثناء الاستيقاظ.
لماذا قد نضحك خلال النوم؟
وعن الضحك أثناء النوم على وجه الخصوص، فهو يُعرف علمياً باسم Hypnogely. وعلى الرغم من أنه طبيعي ولا يستدعي القلق، فإنه قد يشير إلى إصابة الشخص باضطرابات النوم في بعض الحالات، وفي حالات نادرة قد يكون أحد أعراض الاضطراب العصبي.
وعلى الرغم من أن سيغموند فرويد وغيره من المحللين النفسيين البارزين قد أرجعوا الضحك أثناء النوم إلى الظهور غير الواعي للغرائز والمخاوف البدائية عند الشخص، فإن الخبراء يشككون في تلك النظرية.
ويختبر معظم الناس ظاهرة الضحك أثناء النوم في النصف الثاني من ليلتهم، وقد يوقظهم الأمر من نومهم.
وحول مدى شيوع الظاهرة بين الناس، وجدت دراسةٌ تناولها موقع Medical News Today، أن نحو 44% من عينة من أطفال المدارس الإعدادية قد ضحكوا أثناء نومهم مرة واحدة على الأقل خلال 6 أشهر كانت مدة الدراسة.
وأظهرت الدراسة نفسها أن 73% من عينة من الطلاب الجامعيين أفادوا بأنهم ضحكوا خلال نومهم، مرة واحدة على الأقل خلال تلك السنة.
وفي معظم الحالات، يكون الأمر طبيعياً وغير ضار. ومع ذلك، قد تسبب اضطرابات النوم مشكلة الضحك أثناء النوم.
ولا يعاني الأشخاص المصابون باضطراب سلوك حركة العين السريعة أو (RBD) من توتر العضلات المرتبط عادةً بنوم حركة العين السريعة. وهذا يجعلهم يتصرفون في أحلامهم بحركات جسدية فعلية. ويمكن أن يؤدي هذا إلى إصابة الشخص أو شريكه في النوم. وقد تميل الظاهرة إلى الازدياد سوءاً بمرور الوقت.
ويعاني أقل من 1% في العالم من هذا النوع من اضطراب النوم، ولكنه أكثر شيوعاً عند الذكور الأكبر سناً. ويصيب في الغالب الذكور الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً. والعلاج الأكثر شيوعاً له هو الأدوية المضادة للاختلاج.
أما عن السبب الصحي الآخر للضحك في حال ما لم يكن طبيعياً وعرضياً، فهو إصابة الشخص باضطرابات عصبية. وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون للضحك أثناء النوم صلة بحالات مرَضية مثل مرض باركنسون، أو الورم الوعائي الوطائي (HH) الذي قد يتسبب بنوبات من الضحك في أي وقت دون مقدمات، وتحدث غالباً عندما ينام الشخص.
ماذا عن البكاء أثناء النوم؟
يمكن أن يكون البكاء أثناء النوم في أي عمر تجربة مزعجة للغاية، سواء كان ذلك ناتجاً عن كابوس أو حتى لو لم تكن له أسباب منطقية خلال الحلم.
وفي العادة يبكي الأطفال أثناء نومهم لمجرد انتقالهم من النوم العميق إلى مرحلة النوم الخفيف، ويحدث بسبب رؤية الكوابيس أو التعرض لخبرات مثيرة للتوتر خلال اليوم أو مشاهدة المحتوى العنيف أو الصادم بالنسبة لهم وتكرار هذه المشاهد خلال النوم العميق في مرحلة الأحلام.
أما بالنسبة للبالغين، يمكن أن يؤدي اضطراب المزاج أو الشعور بالإرهاق العاطفي إلى البكاء أثناء النوم. وتميل الاضطرابات المزاجية، مثل القلق والاكتئاب، إلى أن تكون السببَ الأكبر لاستيقاظ البالغين وهم يبكون، بحسب موقع Healthline الصحي.
أخيراً: الحديث أثناء النوم
الحديث أثناء النوم هو في الواقع اضطراب للنوم يُعرف باسم somniloquy. ولا يعرف الأطباء الكثير عن الحديث أثناء النوم حتى اليوم، مثل أسباب حدوثه أو ما يحدث في الدماغ عندما يتحدث الشخص أثناء النوم.
وغالباً ما يجهل الشخص عند الحديث أثناء النوم أنه يقوم بذلك، وهو لن يتذكر الأمر تماماً في اليوم التالي.
وإذا كنت تتحدث خلال نومك، فغالباً ستقوم بالتحدث بجمل كاملة أو التحدث بلغة غير منطقية أو التحدث بصوت أو لغة مختلفة عما كنت تستخدمه أثناء الاستيقاظ، ومع ذلك فهو أمر غير ضار وغالباً لا يشير إلى وجود خطب ما.
ويمكن أن يقع الحديث أثناء النوم لدى مختلف الأشخاص، وفي مختلف الأوقات، ولكنه أكثر شيوعاً عند الأطفال والرجال، وفقاً لموقع Healthline.
ويُعتقد وجود رابط وراثي لظاهرة الحديث أثناء النوم، وإذا كان لديك والد أو أفراد أسرة آخرون يتحدثون أثناء نومهم، فقد تكون أنت أيضاً عرضة للأمر.
وبالمثل، إذا كنت تتحدث أثناء نومك وكان لديك أطفال، فقد تلاحظ أن أطفالك يتحدثون أثناء نومهم أيضاً.
ويمكن أن يزداد الحديث أثناء النوم في فترات معينة من حياتك، مثل: حالات المرض الشديد والإصابة بالحُمّى، أو عند التعرض لضغط عصبي شديد خلال اليوم، وفي حالة المعاناة من أمراض الاكتئاب أو الحرمان من النوم لمختلف الأسباب.
ويعد الأشخاص المصابون باضطرابات النوم الأخرى هم الأكثر عرضة لظاهرة الحديث أثناء النوم، ومن ضمنهم الأشخاص الذين لديهم تاريخ في اضطرابات توقف التنفس أثناء النوم، أو السير أثناء النوم، أو الرعب الليلي والكوابيس الشديدة.
متى ينبغي القلق؟
لا تُعد ظواهر البكاء أو الضحك أو الحديث أثناء النوم مؤشراً على وجود خطر على صحة الشخص، ولكن هناك أوقات قد يكون من المناسب فيها زيارة الطبيب المختص؛ لمراجعة الأسباب الأصلية لحدوث ذلك، وفقاً لموقع WebMD الطبي.
وإذا كان الحديث أثناء النوم أو البكاء خلال نومك شديداً لدرجة أنه يتعارض مع جودة النوم ليلاً ويسبب لك الإرهاق المفرط أو يؤثر على مستوى تركيزك خلال اليوم، يجب حينها مراجعة الطبيب المختص، لأنها قد تشير إلى اضطرابات نفسية أو حالات صحية تحدثنا عنها آنفاً.
وكالات – عربى بوست