مترجم: الدخل السلبي.. هل أرباح الاستثمار في العملات المشفرة سيستمر للأبد؟

هل الدخل السلبي الناتج عن الاستثمار في العملات المشفرة مستدام حقًا؟ يجيب عن هذا السؤال الكاتب جاكوب وولينسكي عبر مقال نشرته مجلة رواد الأعمال «إنتريبرينور».

فكرة ليست جديدة

أن تجني نقودًا كل شهر، سواء بذلت جهدًا أم لا؛ هذا هو «الدخل السلبي»، حسب تعريف ستيف فيشر، مؤلف كتاب Residual Millionaire: «يحدث ذلك عندما تحصل على المال ليس فقط مقابل جهودك الشخصية، بل تجني النقود أيضًا مقابل جهود المئات أو حتى الآلاف من الأشخاص الآخرين، ومقابل أموالك نفسها. وهذا أحد مفاتيح الحرية المالية وحرية الوقت».

يوضح المقال أن فكرة الدخل السلبي ليست جديدة؛ فقبل أن تبلغ شهرة صناعة العملات المشفرة الآفاق، كان الناس يجنون الأموال بالفعل من تدفقات الدخل السلبية التقليدية، مثل: التسويق بالعمولة، واستثمارات الأسهم، والبيع عبر سلسلة التجزئة، وبيع التجزئة عبر «أمازون أف بي إيه»، وغير ذلك الكثير.

مصادر الدخل السلبي

في مجال العملات المشفرة عادة ما ترتدي مصادر الدخل السلبي أثوابًا متنوعة، أبرزها: التعدين، والتجميد «الاحتفاظ بالأموال في محفظة العملة الرقمية لدعم عمليات شبكة سلسلة الكتل (بلوكتشين)»، واستضافة الماسترنود، وظهر في الآونة الأخيرة ما يعرف بزراعة العائد (تجميد الأصول المشفرة أو إقراضها من أجل تحقيق عائد في شكل عملة إضافية) وتعدين السيولة

بعد ظهور عملة البيتكوين، أصبح التعدين هو الطريقة الأولى لكسب الدخل السلبي من العملات المشفرة. يستلزم تعدين العملات المشفرة في الأساس استخدام القوة الحسابية لتأمين الشبكة وتأكيد المعاملات المالية مقابل الحصول على مكافأة.

مقارنة بأيام البيتكوين الأولى، عندما كان من الممكن تعدين العملة المشفرة باستخدام «وحدات المعالجة المركزية (CPUs)»، دفعت الزيادة في معدل الهاش (وحدة لقياس قدرة شبكة البيتكوين على المعالجة) المُعَدِّنين إلى التحول من وحدات معالجة الرسومات GPUs إلى الدوائر المتكاملة المصممة خصيصًا لتطبيق معين ASICs.

من يمسك بزمام الهيمنة؟

على الرغم من أن تعدين البيتكوين لم يزل مربحًا، يلفت المقال إلى أن زمام الهيمنة الآن في أيدي الشركات ذات الموارد الكبيرة. وفي مارس (أذار) 2021 جنى مُعَدِّنو البيتكوين أكثر من 1.5 مليار دولار من الأرباح، مع ارتفاع عائدات التعدين إلى أعلى مستوى يومي بأكثر من 52 مليون دولار.

بعيدًا عن تعدين البيتكوين، يمكن اللجوء إلى التجميد (الاحتفاظ بالأموال في محفظة العملة الرقمية لدعم عمليات شبكة سلسلة الكتل)، وهو بديل أقل كثافة في استخدام الموارد مقارنة بالتعدين. غالبًا ما تتضمن هذه العملية الاحتفاظ بالأموال في المحفظة، وأداء بعض الوظائف المحددة لكسب المكافآت. وفي الآونة الأخيرة ابتعد السوق عن التعدين والتجميد، واتجه إلى زراعة العائد والإقراض. وقد كان هذا التحول مدفوعًا بالطفرة في التمويل اللامركزي DeFi عام 2020.

إجمالًا يظل المبدأ الأساسي كما هو: أطلق لعملاتك المشفرة العنان لجني الأموال حتى وأنت نائم.

ما مدى استدامة الدخل السلبي؟

يمكن القول إن سلاسل الكتل القائمة على إثبات الحصة هي السمة المميزة للدخل السلبي في مجال التشفير، لكن في المقابل يمكن أن يصبح هذا النموذج غير مستدام.

صحيحٌ أن المنصات التي تقدم مكافآت مرتفعة على عمليات التجميد لا تواجه مشكلة في جذب مستخدمين جدد يتوقون إلى مضاعفة استثماراتهم ضعفين أو ثلاثة في غضون فترة قصيرة. ومع ذلك من الصعب استيعاب كيف يمكن أن تظل هذه الشبكات مربحة لفترة طويلة.

يضيف الكاتب: مع زيادة عرض هذه المشاريع سرعان ما تتضاءل ممتلكات الجميع؛ لأن معظم هذه المشاريع لا تقدم وظائف إضافية تتجاوز عملية الاحتفاظ بالأموال في المحفظة.

خلاصة القول: سلسلة الكتل التي تُدِرُّ دخلًا سلبيًا، إما في شكل تعدين أو تجميد، تحتاج إلى تقديم منتجات وخدمات إضافية لتبقى مربحة وملائمة ومستدامة.

سلاسل الكتل التي تقدم دخلًا سلبيًا لم تزل متواجدة بقوة

يُشَبِّه الكاتب الدخل السلبي في مجال العملات المشفرة بالعُدار (هي – بحسب أسطورة يونانية – حية عظيمة لها تسعة رؤوس كلما قطع منها رأي نبت آخر)؛ إذا أغلق واحد منها فُتِح آخر. لذلك في الواقع قد لا يتجاوز الزمن هذا النموذج أبدًا.

يضرب المقال على ذلك مثلًا: سلسلة الكتل. يبلغ إجمالي القيمة السوقية لجميع عملات نقاط البيع حاليًا حوالي 12.6 مليار دولار، منها حوالي 8 مليارات دولار محجوزة في المحافظ.

هذا يؤكد حقيقة أن كثيرين من مستخدمي العملات المشفرة ما زالوا ينشطون في عملية التجميد. وحتى إذا أصبح أي من هذه المشاريع غير مستدام، وأغلق أبوابه، يمكنك التأكد من أنه سيكون هناك 10 مشاريع أخرى لتحل محله، وتقدم وعودًا مماثلة أو أفضل.

الحل الحقيقي

المشكلة الحقيقية ليست في عملية التجميد، أو في أي نماذج أخرى تُدِرُّ دخلًا سلبيًا. وإنما تكمن المشكلة في الاعتماد المطلق على مصدر واحد لتدفق الدخل. ومع ذلك فإن المشروع الذي يعتمد على رسوم المعاملات، دون وجود نشاط اقتصادي مكمل، محكوم عليه بالفشل، حسبما يخلص المقال

وبناء على ذلك يتحتم على سلاسل الكتل التي تدر دخلًا سلبيًا النظر إلى ما هو أبعد من رسوم المعاملات ومفهوم الحيازة مقابل الربح. ويجب أن تكون الخطوة الأولى هي: «البناء». هذا يعني توافر منتجات الحد الأدنى (منتج ذي ميّزات قليلة يهدف بناؤه إلى توفير منتج قابل للاستخدام الحالي والتطوير المستقبلي)، ومجتمع قوي، وشراكات متنامية، ونظام بيئي متنوع من المشاركين في الشبكة.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «شبكة رمضان الإخبارية».

ساسة بوست – شبكة رمضان الإخبارية

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …