وصلت قافلة مساعدات مصرية إلى قطاع غزة، الأحد 23 مايو/أيار 2021، عبر معبر رفح البري، هي الثانية في أسبوع، دعماً لأهالي القطاع المتضررين من العدوان الإسرائيلي على القطاع.
حيث أفاد مصدر من هيئة المعابر الفلسطينية (تديرها حماس) بأن “قرابة 75 شاحنة وصلت من القاهرة إلى قطاع غزة حتى عصر اليوم (الأحد)، عبر معبر رفح البري تتضمن مواد غذائية ومستلزمات طبية بتبرع من صندوق تحيا مصر (يتبع رئيس مجلس الوزراء)”.
المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته كونه غير مخول بالحديث إلى الإعلام، أوضح أن “المساعدات تأتي ضمن قافلة مكونة من قرابة 130 شاحنة مقدمة من مصر لأهالي القطاع المتضررين”، لافتاً إلى أن “بقية شاحنات القافلة متوقع دخولها اليوم إلى القطاع”.
وقافلة اليوم هي الثانية التي تصل إلى القطاع من مصر، حيث وصلت الأربعاء قافلة أولى مكونة من 12 شاحنة محملة بالمساعدات، عبر معبر رفح، شملت مواد غذائية ومستلزمات طبية، بحسب مصدر حكومي في غزة.
وزير الخارجية المصري يزور الأردن
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن الوزير سامح شكري سيزور عمَّان، الأحد، لبحث سبل البناء على وقف إطلاق النار في غزة وتهدئة التوتر في الأراضي الفلسطينية وإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، لافتة إلى أن شكري سيلتقي بالعاهل الأردني الملك عبدالله وبنظيره الأردني أيمن الصفدي.
كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد أعلن، الثلاثاء 18 مايو/أيار الجاري، تخصيص 500 مليون دولار لصالح إعادة إعمار قطاع غزة، في خطوة ثمَّنها رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية.
كما أعلن في نفس هذا اليوم، صندوق “تحيا مصر” (صندوق حكومي لجمع التبرعات) عبر موقعه الإلكتروني، عن تخصيص حساب مصرفي بالبنوك المصرية، لتلقي المساهمات من داخل وخارج مصر لإعادة إعمار غزة وتلبيةً للاحتياجات المعيشية والدوائية للفلسطينيين بتوجيهات من السيسي.
خفض التصعيد بفلسطين
في سياق ليس ببعيد، أبلغت الإمارات، الأحد، مصر، استعدادها للعمل من أجل خفض التصعيد في الأراضي الفلسطينية، داعيةً للحفاظ على وقف إطلاق النار.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وفق وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
حيث أكد محمد بن زايد استعداد بلاده من أجل “العمل مع جميع الأطراف للحفاظ على وقف إطلاق النار، واستكشاف مسارات جديدة لخفض التصعيد وتحقيق السلام”، مُرحباً بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
فيما شدد على ضرورة “بذل المزيد من الجهود خاصة من قِبل القادة الإسرائيليين والفلسطينيين”، مؤكداً دعم بلاده “للجهود الرامية لحقن دماء المدنيين الأبرياء وتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة”.
يُذكر أن الإمارات من بين 4 دول عربية أخرى هي المغرب والسودان والبحرين، طبَّعت علاقاتها مع إسرائيل خلال العام الماضي، برعاية أمريكية.
وقف إطلاق النار
كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار الجاري، تسببت بمجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، قبل بدء وقف لإطلاق النار.
إلا أنه مع فجر الجمعة 21 مايو/أيار الجاري، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد 11 يوماً من العدوان.
هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، أسفر عن 279 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها “شديدة الخطورة”.
في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية “كبيرة”، وأدى إلى مقتل 13 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات “وحشية” ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة “باب العامود” والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي