أثارت السياسات والقواعد التي يتبعها «فيسبوك»، التي حصل عليها موقع «ذي إنترسبت»، قلق المدافعين عن حقوق الفلسطينيين، الذين قالوا إن شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة تقمع الخطاب السياسي.
نشر موقع «ذي إنترسبت» الأمريكي تقريرًا أعدَّه مراسلها سام بيدل، وهو صحافي يهتم بمجال التكنولوجيا، سلَّط فيه الضوء على عمليات الحذف المتكررة من جانب «فيسبوك» لمنشورات مؤيدة للفلسطينيين ومُنتقِدة لإسرائيل، مشيرًا إلى السياسات التي تتبعها شبكة التواصل الاجتماعي لكي تحظر انتقاد الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما في وسط التوترات الأخيرة الناجمة عن محاولات استيطانية إسرائيلية مستمرة للاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين وطردهم من منازلهم.
تقويض الأصوات الناقدة لإسرائيل
في مستهل تقريره، ينقل المراسل عن بعض الأشخاص الذين راجعوا سياسات «فيسبوك» وقواعده قولهم إن القواعد الداخلية السرية التي وضعتها إدارة «فيسبوك» للرقابة على كلمة «صهيوني» تسمح لشبكة التواصل الاجتماعي بعرقلة الانتقادات الموجَّهة إلى إسرائيل، وتقويضها وسط موجة مستمرة من الانتهاكات الإسرائيلية وأعمال العنف.
ويُوضح المراسل أن هذه القواعد سارية على ما يبدو منذ عام 2019، وأنها تتعارض مع ادِّعاء الشركة في مارس (آذار) الماضي بعدم اتخاذ قرار بشأن التعامل مع كلمة «صهيوني» على أنها مرادفة لكلمة «يهودي» في حالة تصنيف منشور ما على أنه «خطاب يحرِّض على الكراهية». ولا تفرض هذه السياسات، التي حصل عليها موقع «ذي إنترسبت»، قيودًا على استخدام لفظ «صهيوني» في المنشورات التي تُنشر على «فيسبوك» فحسب، ولكنها تفرض قيودًا أيضًا على استخدامها عبر تطبيقاتها الفرعية، مثل «إنستجرام».
ولفت التقرير إلى أن كلًا من «فيسبوك» و«إنستجرام» يُواجهان مزاعم بفرض الرقابة بعد الحذف المتكرر الواسع النطاق للمنشورات الأخيرة التي نشرها مستخدمون مؤيدون لفلسطين ينتقدون فيها الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك أولئك الذين وثَّقوا حالات عنف الدولة الإسرائيلية.
ومنذ الأسبوع الماضي اجتاحت أعمال عنف جماعية كلًا من إسرائيل وغزة. وبدأت التوترات تتصاعد مع اندلاع احتجاجات فلسطينية ضد عمليات إخلاء مزمعة في مدينة القدس الشرقية المحتلة لإفساح الأماكن أمام المستوطنين اليهود. وفي النهاية اقتحمت قوات الأمن الإسرائيلية المسجد الأقصى في البلدة القديمة بالقدس، أحد أقدس الأماكن في الإسلام.
وردَّت «حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)» بإطلاق صواريخ على إسرائيل، والتي بدورها شنَّت عمليات قصف جوي وهجمات مدفعية واسعة النطاق على قطاع غزة المحتل؛ مما أسفر عن استشهاد أكثر من 120 شخصًا، من بينهم 20 طفلًا. كما أُصيب أكثر من 900 فلسطيني منذ يوم الاثنين. وأفادت بعض التقارير مقتل سبعة أشخاص في إسرائيل، من بينهم جندي وطفل، نتيجة أعمال العنف، وإصابة أكثر من 500 شخص.
الاهتمام بحماية الإسرائيليين بدلًا عن مساءلتهم
وفي هذا الصدد تحدث داني نوبل، مسؤول «منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام» الذي راجع قواعد «فيسبوك» وسياساته، إلى موقع «ذي إنترسبت» قائلًا: «يزعم «فيسبوك» أن سياسته بشأن كلمة «صهيوني» تتعلق بأمان اليهود. ولكن وفقًا لمقتطفات من سياسة المحتوى الخاصة بالموقع، يبدو أن اهتمام صنَّاع القرار في «فيسبوك» ينصب على حماية المستوطنين الإسرائيليين الصهاينة والحكومة الإسرائيلية أكثر من الاهتمام بالمساءلة عن هذه الجرائم».
وأوضح الكاتب أنه على الرغم من عدم ربط أي من عمليات حذف محتوى «فيسبوك» و«إنستجرام» بكلمة «صهيوني» على نحو قاطع، انزعج المستخدمون والمدافعون المؤيدون للفلسطينيين من اختفاء المنشورات والإشعارات التي قِيل إنها تنتهك سياسة «فيسبوك» خلال الأسبوع الماضي.
وأضاف المراسل أن إدارة «فيسبوك» ردت قائلة: إن الحذف المفاجئ للمحتوى المقلق للغاية الذي يوثق عنف إسرائيل كان مجرد حادث عابر، كما تدَّعي الشركة في كثير من الأحيان. وقالت صوفي فوجل، المتحدثة باسم الشركة، في رسالتها إلى موقع «ذي إنترسبت» عبر البريد الإلكتروني، بشأن المنشورات المحذوفة، والتي تحدَّث عدد منها عن المحاولات الأخيرة لمستوطنين إسرائيليين للاستيلاء على منازل فلسطينية: إن اللوم يقع على «مشكلة تقنية كبيرة» وغير محددة داخل «إنستجرام» وسلسلة من عمليات الحذف «الخاطئة» وبعض «الأخطاء البشرية».
وبالإضافة إلى ذلك، قالت كلير ليرنر، متحدثة أخرى باسم الشركة: إننا «نسمح بالمناقشة النقدية للصهاينة، لكننا نحذف المنشورات الهجومية ضدهم عندما يشير السياق إلى استخدام الكلمة كمرادف لليهود أو الإسرائيليين، وكلاهما صفات محمية بموجب سياسة خطاب الكراهية». وأضافت كلير قائلة: «إننا ندرك حساسية هذا النقاش الجدلي، وحقيقة أن كلمة (صهيوني) تُستخدم مرارًا وتكرارًا في المناقشات السياسية المهمة. ونحن لا نستهدف مطلقًا تقييد هذا النقاش وخنقه، ولكن للتأكد من أننا نسمح بأكبر قدر ممكن من حرية التعبير، مع الحفاظ على سلامة كل فرد في مجتمعنا وأمنه».
ما مدى أمان الرقابة والإشراف على المنشورات؟
وذكر التقرير أن إدارة «فيسبوك» لم تُصدر بيانًا بشأن موعد تطبيق مثل هذه القواعد والسياسات، ولم تُعلِّق على التناقض الواضح مع تصريحاتها العلنية بأن مثل هذه السياسات لم تزل قيد الدراسة، ولا تُستخدَم بفاعلية. وبينما اختفت بعض منشورات الفلسطينيين على «فيسبوك» و«إنستجرام» بهذه السهولة؛ مما يرجِّح وجود مشكلة فنية من نوع ما قد تكون سببًا معقولًا، أبلغ آخرون عن تلقيهم إشعارًا بإزالة منشوراتهم لأنها انتهكت قواعد الشركة المتعلقة بـ«خطاب الكراهية أو الرموز».
ويرى كاتب التقرير أن هذه الانتهاكات المزعومة تمثل غيضًا من فيض من المحظورات التي تستمد من مكتبة وثائق «فيسبوك» الداخلية التي تُحدد لجمهور الشركة، الذي يبلغ تعداده مليارات الأشخاص، ما هو مسموح به وما يجب حذفه.
جحافل من الجيوش الإلكترونية
وعلى الرغم من أن الشركة تدَّعي أن قرارات المحتوى الخاصة بها تتخذها الأجهزة تلقائيًّا، إلا أن «فيسبوك» و«إنستجرام» لم يزالا يعتمدان على جحافل من الموظفين ذوي الأجور المنخفضة في جميع أنحاء العالم، مما يترك خيار حذف المنشورات أو الاحتفاظ بها لمزيج من التقديرات الشخصية واتباع الدليل الإرشادي للقواعد والمخططات الانسيابية والأمثلة الافتراضية. وسبق أن تراجعت شركة «فيسبوك» عن مسألة إضافة كلمة «صهيوني» إلى قائمة رئيسة يُحتفظ بها للفئات المحمية من الأشخاص، وأخبر «فيسبوك» النشطاء الفلسطينيين في مؤتمر افتراضي انعقد في مارس الماضي بأنه لم يتخذ «أي قرار» بشأن هذه المسألة.
وفي هذا الصدد أوضحت ميراندا سيسونز، مديرة حقوق الإنسان في «فيسبوك»، لمنتدى فلسطين للنشاط الرقمي، قائلة: «إننا نبحث في بعض السياقات المحدودة عن مدى صحة أن كلمة صهيوني قد تكون مرادفًا لكلمة يهودي في بعض حالات الخطاب المحرِّض على الكراهية». ولا يبدو أن هذا أمر سليم أبدًا. (تعذر الوصول إلى ميراندا للتعليق على الموضوع).
أمثلة محيرة
وألقى التقرير الضوء على نص القواعد والسياسات الخاصة بـ«فيسبوك» بشأن كلمة صهيوني، والتي وصفها بأنها مجرد جزء من القواعد الداخلية التي راجعها موقع «ذي إنترسبت»، إذ يتَّبع المشرفون على «فيسبوك» و«إنستجرام» عملية ما لتحديد هل تشكِّل المنشورات والتعليقات التي تستخدم مصطلح «صهيونية» خطابًا يحض على الكراهية.
ويُشير مصطلح «صهيونية» بالمعنى الدقيق للكلمة إلى الحركة التي دافعت تاريخيًّا عن إنشاء دولة أو مجتمع يهودي في فلسطين، وتشير مؤخرًا إلى دولة إسرائيل التي نشأت نتيجةً لمساعي تلك الحركة. والصهيوني هو من يشارك في حركة الصهيونية. وعلى الرغم من أن الصهيوني والصهيونية يمكن أن يكونا من المصطلحات المشحونة بالمخاطر، التي يستخدمها بعض الأشخاص المعادين للسامية أحيانًا، سواء بالغمز، أو الإيماءة، بوصفهما مرادفًا لكلمة يهودي ويهودية، فإن الكلمتين أيضًا لهما معنى تاريخي وسياسي واضح، كما أن لهما استخدامات أخرى قانونية وغير محرضة على الكراهية، ومن بينها ما يُستخدَم في سياق النقد والمناقشة لممارسات الحكومة الإسرائيلية وسياساتها.
واستشهد التقرير بما قاله أحد المشرفين على «فيسبوك»، الذي تحدث إلى موقع «ذي إنترسبت» شريطة عدم الكشف عن هويته لكيلا يخسر عمله: إن هذه السياسة «لا تترك من الناحية العملية مساحة للمناورة من أجل انتقاد الصهيونية» في الوقت الذي تخضع فيه هذه الأيديولوجية والفكر تحديدًا لتدقيق شديد واحتجاجات ضدها.
وأفاد التقرير أن نص السياسة أو القاعدة المتعلقة بكلمة «الصهيونية» لا يُعد سوى جزء موجز من وثيقة إرشادية أكبر بكثير يتَّبعها المشرفون لتحديد مجموعة واسعة من الفئات المحمية وخطاب الكراهية المرتبط بها. وتزود هذه السياسة المشرفين بتعليمات «لتحديد هل كانت كلمة صهيوني تُستخدَم كمرادف لكلمة إسرائيلي/يهودي»، وإذا كان ذلك صحيحًا، يجب حذف المنشور الذي يتضمن ذلك. وأعلن «فيسبوك» أنه لا يرى مصطلح «صهيوني» من الفئات المحمية من تلقاء نفسها.
متى يحذف التعليق ومتى يترك؟
وبحسب التقرير، تنص هذه السياسة على: ما هي المؤشرات التي يمكن من خلالها تحديد أن كلمة «صهيوني» تُستخدَم كمرادف لكلمة إسرائيلي/يهودي؟ ويستخدم «فيسبوك» هذه المؤشرات الآتية لتحديد أن لفظ «صهيوني» مرادف لكلمة إسرائيلي/يهودي:
- عندما يتحدث المحتوى الأساسي للمنشور صراحةً عن يهودي أو إسرائيلي، ويحتوي التعليق على لفظ «صهيوني» باعتباره هدفًا، إلى جانب أن التعليق عبارة عن هجوم كلامي يحض على الكراهية دون سياق آخر يشير إلى عكس ذلك، فإن الافتراض يكون أن المقصود بكلمة «صهيوني» في هذا التعليق هو شخص يهودي/إسرائيلي، ومن ثم يُحذف التعليق.
ويضرب التقرير أمثلة على تطبيق السياسة كما يلي:
وجوب حذف التعليق: إذا كان المحتوى الأساسي على سبيل المثال ينص على أن «المستوطنين الإسرائيليين يرفضون مغادرة المنازل المبنية على الأراضي الفلسطينية»، وكان التعليق: «اللعنة على الصهاينة».
عدم اتخاذ أي إجراء: إذا كان المحتوى الأساسي على سبيل المثال ينص على أن «الحركة الصهيونية تبلغ 60 عامًا من العمر»، وكان التعليق: «الصهاينة سيئون جدًّا، أنا أكرههم جميعًا حقًا».
وفيما يخص السيناريوهات المتعلقة بعمل موازنات مرئية أو نصية محددة تنزع صفة الإنسانية عن الأشخاص الذين تتحدث التعليقات عنهم لأنها تتضمن إشارات إلى «الجرذان» على سبيل المثال، هل ينبغي اعتبار الإشارات إلى الصهيونية (الصهاينة) مرادفًا لليهودي (اليهود)؟
نعم في هذه السيناريوهات بالذات يُرجى اعتبار الصهيونية (الصهاينة) مرادفًا لليهودي (اليهود) واتخاذ الإجراء المناسب مع تلك التعليقات.
وأبرز التقرير أن النقاد لاحظوا أن المثال الأول، المرتبط بحدث واقعي متكرر عنيف غالبًا – استيلاء المستوطنين الإسرائيليين على منازل الفلسطينيين – يُنفذ في معظم الأوقات تقريبًا بمبررات متجذرة في الأيديولوجية الصهيونية، أو في سياسات الحكومة الإسرائيلية المتجذرة في الصهيونية. ويخشى المدافعون عن الفلسطينيين، الذين يشككون في قواعد الـ«فيسبوك» بشأن لفظ صهيوني، من أنْ تؤدي هذه القواعد إلى إفساد التنديدات بهذه الانتهاكات وبسياسات الدولة الإسرائيلية وتحويلها إلى خطاب يحض على الكراهية ضد اليهود، الأمر الذي يُصعِّب توجيه أي انتقاد لإسرائيل عبر الإنترنت على الإطلاق.
وفي السياق ذاته، قالت ديمة الخالدي، مديرة مجموعة «الإرث الفلسطيني» وهي مجموعة مدافعة عن الحقوق الفلسطينية: «يجب أن تكون الطبيعة العبثية والسخيفة والمُسيَّسة لسياسة «فيسبوك» في الوقت الراهن واضحة مثل ضوء النهار، إذ إننا نشهد تطهيرًا عرقيًّا مستمرًا في القدس المحتلة، وحربًا جديدة على الشعب المحاصر في غزة. وتكمن المشكلة الأساسية في أن الصهيونية أيديولوجية سياسية تبرر حرفيًّا عمليات التهجير القسري للفلسطينيين؛ مما يجعل بعض الفلسطينيين لاجئين ثلاث مرات، وهو ما نراه حاليًا في حي الشيخ جرَّاح، وغيره من أحياء مدينة القدس الشرقية المحتلة».
الاستعمار والمستعمرون
ويرى النقاد أن قرار «فيسبوك» بالتركيز على لفظ «صهيوني» بوصفه «هوية عِرقية» يلغي حقيقة أنه يصف خيارًا أيديولوجيًّا ملموسًا، ويتجاهل كيف استخدم الفلسطينيون وغيرهم هذه الكلمة في سياق ما تعرضوا له تاريخيًّا من حملات قمع من إسرائيل. إذ تحدثت جيليان يورك، مديرة مؤسسة الجبهة الإلكترونيّة العالميّة لحرية التعبير الدولية والناقدة منذ مدة طويلة لممارسات «فيسبوك» الرقابية، إلى موقع «ذي إنترسبت» قائلة: «إن هذا التركيز يُثبط الخطاب السياسي والاحتجاج في جميع أنحاء العالم الذي يدَّعي «فيسبوك» أنه يحميها. وبينما تُستخدم كلمة «صهيوني» بوصفها هوية ذاتية، إلا أن استخدامها من جانب اليهود وغيرهم (وعدد منهم من المسيحيين الإنجيليين) يُوضح أنها ليست مرادفًا محضًا لـ«اليهودية» كما يرى «فيسبوك».
وتُضيف جيليان: «وعلاوةً على ذلك، يتفاوت استخدام المصطلح في المنطقة، إذ يستخدمه الفلسطينيون بوصفه مرادفًا لكلمة «مُستعمِر»، وليس «يهودي». وتشكل سياسة «فيسبوك» شكلًا من الأشكال «الاستثنائية» الأيديولوجية المتعلقة بالصهيونية، وهي معاملة لا تتوفر لهويات سياسية أخرى، مثل: الاشتراكية أو حتى المحافظين الجدد، نتيجة لضغوط سياسية وغيرها»
حملات إبلاغ جماعية
وينوَّه كاتب التقرير إلى أنه على الرغم من أن «فيسبوك» قال إنه لم يحذف أي منشورات على «إنستجرام» تتعلق بالعنف الإسرائيلي الأخير بناءً على طلب من الحكومة الإسرائيلية، فإن الحكومة الإسرائيلية تُقدم بالفعل مثل هذه الطلبات روتينيًّا إلى شركة «فيسبوك»، والتي تمتثل إليها إلى حد كبير. وتشارك كتائب من المتطوِّعين المؤيدين لإسرائيل في حملات الإبلاغ الجماعي التي يمكن أن تخدع أنظمة الرقابة الآلية في «فيسبوك»؛ مما يُؤدي إلى وصف أحد الخطابات السياسية السلمية على أنه تحريض على الكراهية. ورفضت شركة «فيسبوك» التعليق على ما ذكر عندما سئلت عن القرائن التي تشير إلى وجود حملات الإبلاغ الجماعي.
ويصف كاتب التقرير الكشف عن وجود قواعد تتعلق بلفظ «صهيوني» على أنه بمثابة مفاجأة للمدافعين عن الفلسطينيين الذين يقولون إن «فيسبوك» أظهر في السابق انطباعًا بأن القيود المفروضة على استخدام هذا المصطلح لم تزل قيد النظر داخل الشركة، ولكن لم تنفذ فعليًّا. تقول مروة فطافطة، مديرة سياسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة «أكسس ناو»: إن «فيسبوك» قادنا إلى الاعتقاد بأنهم ما زالوا يفكرون في هذه السياسة، وأنهم كانوا يتشاورون مع المجتمع المدني». وأشارت مروة إلى أنه طُلب منها تقديم ملاحظات حول إمكانية استخدام سياسة مثل هذه في عام 2020، في حين أُصدرت الوثيقة، التي تحتوي على القواعد الخاصة بكلمة «صهيوني» ليلتزم بها المشرفون، في عام 2019.
واختتم الكاتب تقريره بالإشارة إلى ما قالته مروة فطافطة، بعد مراجعة السياسة بنفسها، إنها تعكس بالضبط المخاوف التي كانت تراودها عندما طُرحت عليها على أنها قواعد افتراضية. وأخبرت موقع «ذي إنترسبت» قائلة: إن «الصهيونية مصطلح معقد سياسيًّا ويتطلب فروقًا دقيقة. ولا توجد وسيلة يمكن من خلالها لشركة «فيسبوك» الإشراف على مثل هذا المحتوى على نطاق واسع دون ارتكاب أخطاء فوضوية، وتقليص الخطاب السياسي المشروع وإسكات الأصوات الناقدة».
هذا المحتوى نقلاّ عن ساسة بوست
https://www.sasapost.com/translation/facebooks-secret-rules-about-the-word-zionist/