عربي21 – وكالات
تناول الكاتب البريطاني الشهير، ديفيد هيرست، انهيار ما يدعى بالتفوق الإسرائيلي عسكريًّا، أمام صواريخ المقاومة في غزة، في الحرب الدائرة حاليًا.
وتحدث هيرست عن جيل فلسطيني جديد، هو الذي سيدافع عن الأقصى والقدس وينتصر لغزة.
وتاليًا النص الكامل للمقال كما ترجمته «عربي21»:
قالت مواطنة فلسطينية في إسرائيل عبر «سيجنال»، ربما لاعتقادها بأن «الشين بيت» لا يستطيع رصد المكالمة:«أتلقى الكثير من الرسائل من أصدقائي الإسرائيليين. يقولون لي لا تقلقي، فالأمور ستعود إلى طبيعتها قريبًا».
دولي
ومضت تقول:
«أحدث نفسي فأقول: إن الطبيعي بالنسبة لكم هو العودة إلى الشواطئ. أما الطبيعي بالنسبة لنا فهو العودة إلى أقفاصنا. وما هو الطبيعي بالنسبة للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ويافا؟ إنه أن نبتسم ونحن نقدم لكم الفلافل والحمص، وأن نضحك ونحن نبيع لكم خضراواتنا ونصلح لكم سياراتكم بسعر زهيد مقارنةً بما يكلف عندكم أو أن نعمل في مواقع الإنشاءات التابعة لكم؟
«نخشى من سفك الدماء الذي يجري. ولكننا سعداء. فلأول مرة في حياتي أرى شيئًا طالما كان متنحيًا لعقود، أراه يهتز، وتنبعث فيه الحياة.
أرى الآن جيلًا جديدًا يتقدم. إنهم أصغر مني سنًّا، لا يتلقون الأوامر من أحد، ويرتقون. يسعدني ألا أعتبر نفسي (عربية إسرائيلية). فأنا فلسطينية، ولأول مرة في حياتي أرى نورًا في نهاية نفقنا الطويل».
مد المقاومة بالوقود
تحمل المتحدثة جواز سفر إسرائيلي، ولديها وظيفة جيدة، وشقة؛ بل في الحقيقة بيت كان ذات مرة قد صودر من عائلة فلسطينية في القدس. تسافر بانتظام إلى أوروبا، وتتحدث العبرانية بطلاقة لا تشوبها شائبة، وأفضل من كثير من المهاجرين اليهود، لدرجة أن الناس كثيرًا ما يحسبونها يهودية.
ما صوتها إلا واحد من أصوات كثيرة تبدو نشازًا، لم أختره لأنه ينسجم مع الطريقة التي أفكر بها، وإنما لأنه مع كل يوم يمر؛ فإن المشاعر التي تعبر عنها، ومشاعر كثير من الفلسطينيين ممن هم في مثل وضعها، ولكن لا يجهرون بما يحيك في صدورهم، هي التي ستحدد مستقبل هذا الصراع أكثر ما ستحدده التصريحات الملتوية التي تصدر عن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أو عن وزير خارجيته، أنطوني بلينكن.
في الحقيقة، كل بناية سكنية تدمرها الطائرات الحربية الإسرائيلية في غزة، وكل عائلة تطرد من بيتها، وكل منزل تسلمه المحاكم إلى مستوطن يهودي، يغدو الآن عملًا حربيًّا لن يفضي إلى الهزيمة أو الاستسلام، وإنما سوف يمد نار المقاومة بمزيد من الوقود. يزعم اليسار الصهيوني أن الأمر الواقع تم قلبه رأسًا على عقب من قبل المتطرفين في الجانبين، ويذهبون إلى وضع المستوطنين اليهود وحماس في السلة نفسها، وبذلك يصبح الأمر الواقع، بموجب هذا المنطق، متطرفًا وغير مستقر بحد ذاته.
لقد غيرت الأيام التسعة الصراع بشكل ما زال بعيدًا عن إدراك معظم الناس الذين يعيشون خارج المدن المختلطة مثل: حيفا واللد والرملة وعكا والقدس الشرقية المحتلة.
واقع العلاقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين التي بدت قبل تسعة أيام قائمة مثل الخرسانة المسلحة؛ مثل جدار العزل الذي يصل ارتفاعه إلى 25 قدمًا، ويمتد لمسافة تزيد على 400 كيلومتر؛ انهارت بسرعة ما كان لأحد أن يتنبأ بها (ولا حتى المتحدثة التي أشرت إليها آنفًا).
تحملوني بينما أستعرضها لكم.
ننهض بوحدتنا ونسقط لو انقسمنا
ما لبثت إستراتيجية إسرائيل، سواءً أكانت الحكومة يسارية أم يمينية، تقوم على فكرة فرِّق تسُد.
يعيش الفلسطينيون أنماطًا منفصلة من الحياة في جيوب تخضع لأنظمة مختلفة، حيث تتباين الامتيازات التي يتمتعون بها من جيب إلى آخر. ففي غزة، وباعتبارهم دولة معادية تحت الحصار، يصلهم من السعرات الحرارية ومن الكهرباء ما يكفي فقط لإبقائهم على قيد الحياة. وأما في الضفة الغربية، فهم يعيشون في ظل حكم اسمي لقيادة فلسطينية غير منتخبة؛ وأما الفلسطينيون في القدس فيحملون تصاريح إقامة، بينما المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل يحملون جوازات سفر إسرائيلية. ثم هناك فلسطينيو الشتات الذين يبدو أنهم غير موجودين حسبما ترى إسرائيل.
لكلٍّ من هؤلاء قضاياه المختلفة. فغزة قضاياها تتركز في الكهرباء والماء والخرسانة، بينما في الضفة الغربية، تنحصر القضايا في الرواتب والوظائف. وأما في القدس فإنها البيوت، بينما بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، فقضيتهم هي المساواة ودور الشرطة في الحفاظ على الأمن. إلا أنهم يشتركون جميعًا في أنهم عالة على إسرائيل، فهي التي تفتح أو تغلق البوابات في الجدار، ومن خلالها يحصلون على الدخل الضريبي أو الرعاية الطبية. وبالنسبة لجهاز الأمن التابع للسلطة الفلسطينية فقد تم تصميمه وتدريبه بحيث يكون امتدادًا للأمن الإسرائيلي.
وبهذه الطريقة يتم إبقاء الفلسطينيين تحت السيطرة، مما يوفر لإسرائيل احتلالًا هو الأرخص على الإطلاق.
بات الفصل لسنوات هو الأمر السائد لدرجة أنه غدا بالنسبة للفلسطينيين نمط حياة، بحيث أصبح من الصعب عليهم التفكير في إمكانية العيش بدونه. ولا أدل على ذلك من أنه عندما اندلعت المواجهة بين إسرائيل وغزة في 2009 ثم في 2012 ثم في 2014، التزم الفلسطينيون في الضفة الغربية موقف المتفرج السلبي، ولم تحرق السيارات في اللد، ولم يُنظم إضرابٌ عامٌّ. وظل سكان حي الشيخ جراح المهددون بالطرد من منازلهم يناضلون وحدهم في معزل عن الآخرين لعقود.
على مدى تسعة أيام جرت الوحدة في عروق الفلسطينيين من جديد، وتجلى ذلك بوضوح على شاشة الجزيرة؛ التي بلغ بها الأمر ذات مرة قبل أسبوع أن قسمت الشاشة إلى مشاهد مختلفة لتنقل بثًّا من بوابة دمشق؛ حيث كان الفلسطينيون يفدون لدخول البلدة القديمة، وبثًّا من بوابة الخليل؛ حيث كان المستوطنون اليهود يفدون وهم يحملون الأعلام الإسرائيلية.
في البداية لم أدرك ما الذي كنت أشاهده. حلق صاروخ قادم من غزة فوق الرؤوس ففر المستوطنون مرعوبين في حال من الهلع. أما الفلسطينيون فبقوا حيث هم، يشيرون بأيديهم ويهللون ويصفقون. فقد كان الفلسطينيون في القدس قد توجهوا نحو غزة وألحوا عليها بالتدخل وهتفوا لمحمد الضيف، رئيس كتاب عز الدين القسام، وطلبوا منه النصرة.
الحقيقة المُرَّة
زعمت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن ذلك كان لأن منظمي احتجاج القدس كانوا أعضاءً في حماس. فنسبوا من الفضل للحركة أكثر مما تستحق. في الحقيقة لم يكن فقط أعضاء حماس هم من هتفوا لمحمد الضيف، وإنما أبناء جيل جديد من الفلسطينيين راحوا يبحثون عن صلاح الدين. والحقيقة المُرَّة هي أن حماس لا يبدو أنها ارتكبت خطأً، حينما أطلقت تلك الصواريخ باتجاه القدس عندما رفضت إسرائيل الانسحاب من ساحات المسجد الأقصى.
عندما أطلقت حماس الصواريخ ليس دفاعًا عن غزة، وإنما دفاعًا عن الأقصى فقد دفعت بالصراع إلى ما فوق الذروة، وأشعلت الثورة في صفوف الفلسطينيين في 1948، وكذلك في الضفة الغربية. لو لم يتم إطلاق الصواريخ لربما عاد الهدوء واستتب بعد انقضاء شهر رمضان، وذلك ما كانت تتوقعه وسائل الإعلام الإسرائيلية. وبعد رمضان، كانت السلطات الإسرائيلية ستعود إلى استئناف عمليات طرد العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جرَّاح بشكل خاص ومن القدس قاطبةً بشكلٍ عامٍ.
وكان من نتائج ذلك أن أوجدت الأحداث التي تتابعت فيما بعد جبهة فلسطينية عريضة، في ظاهرة لم تُشهَد منذ 1948.
لم تأتِ ثورة بهذه الأبعاد من حيث لم يُحتسب، بل لقد كانت تعتمل منذ عقود. وجاءت بالضبط في الوقت الذي راح فيه اليمين الإسرائيلي يتفاخر بأن الصراع قد انتهى. فهذا ما باحوا به علانيةً في وسائل الإعلام الأمريكية وفي الأمم المتحدة. شهد يوم الاثنين رفع رايات فتح إلى جانب رايات حماس في الاحتجاجات، التي نُظمت في نابلس في مشهد لم ير منذ وقت طويل، ففتح لا تملك إلا أن يراها الناس تتجاوب مع المزاج العام.
مثل هذه الوحدة عبر عنها الفلسطينيون في بداية الانتفاضة الثانية، ولكن بمجرد أن تم التخلص من ياسر عرفات عادت فتح إلى التعاون الأمني مع من يدفعون لها رواتبها في إسرائيل. من المثير للانتباه أن الإضراب العام دعت له أولًا القيادة الفلسطينية في 1948، ثم أقرها على ذلك الفلسطينيون في الضفة الغربية، فنجم عن ذلك إضراب هو الأكبر منذ ذلك الذي نظم في عام 1936.
ثمة ما يبرر التشكيك في هذه الوحدة الجديدة، فالزعامات الفلسطينية طالما عرف عنها تمرسها في تغيير جلدها السياسي والانقلاب ثانية نحو المعسكر المضاد. إلا أن هذه القيادات ليست من يقف وراء هذا الحراك، وإنما الحراك هو الذي يدفعها.
الفلسطينيون والعرب
والإستراتيجية الثانية التي تلقت ضربة، إن لم تقوض تمامًا، خلال الأيام التسعة الماضية كانت المحاولة المستمرة لعزل الفلسطينيين عن أنصارهم العرب، وهي المحاولة التي نجم عنها اتفاقيات أبراهام في واشنطن العام الماضي، وإن كانت قد بدأت قبل ذلك بوقت طويل بمعاهدات السلام التي وقعتها كل من مصر والأردن مع إسرائيل.
فقط قبل أسابيع قليلة مضت، بدا كما لو أن المملكة العربية السعودية على وشك الانضمام إلى الركب، تتبعها بعد وقت قصير كل من سلطنة عمان ودولة قطر. وكانت مقاطعة مجلس التعاون الخليجي لإسرائيل ستنتهي تمامًا خلال شهور معدودة، ولكانت معاهدة السلام العربية (آخر عرض لتسوية الصراع) قد وئدت إلى الأبد، ولتحول الفلسطينيون فعليًّا إلى قوة عاملة مهاجرة بلا دولة، مثلهم في ذلك مثل الكرد.
على الرغم من أن هذا السيناريو لم يختف بعد، وبينما يستمر المؤثرون والذباب الإلكتروني السعودي والإماراتي في ضخ الروايات الإسرائيلية حول ما يجري، فإن الإستراتيجية داستها أقدام المحتجين الذين انطلقوا في مسيرات ضخمة في الأردن باتجاه فلسطين في محاولة لاجتياز الحدود مع إسرائيل، وكذلك أقدام من اجتازوا الحدود فعلًا بين إسرائيل ولبنان. في هذه الأثناء أجبرت مصر على فتح حدودها مع رفح لاستقبال الجرحى الفلسطينيين القادمين من غزة.
من المعروف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس من المعجبين بحماس ولا بجماعة الإخوان المسلمين، فهو الذي دمر مدينة بأسرها، الشق المصري من رفح، وأجبر سكانها على إخلائها حتى يغرق الأنفاق الممتدة تحت سطح المنطقة الحدودية مع غزة ويدمرها تدميرًا.
ولو كان هناك زعيم عربي طبق الحصار على غزة بحماسة تجاوزت حماسة الإسرائيليين أنفسهم فإنه السيسي. ومع ذلك فقد أجبر على فتح الحدود التي أنفق الكثير من الجهد والمال لإبقائها مغلقة. بالطبع، ثمة رسائل سياسية يجري توجيهها. فبعد الصدمة المزعجة التي نجمت عن محاولة انقلابية برعاية سعودية داخل القصر الهاشمي، ما من شك في أن عاهل الأردن الملك عبد الله يستخدم حالة الغليان لتذكير نتنياهو بأن أطول حدود لإسرائيل وأكثرها عرضة للمخاطر هي تلك التي مع الأردن.
لا يكاد يحدث شيء في الأردن دون إذن من المخابرات الأردنية، وخاصة إذا كان في منطقة الحدود بالغة الحساسية، ولذلك فإن صور الجماهير الأردنية الزاحفة نحو الحدود الإسرائيلية ما كانت لتبث بدون رخصة من الدولة. والمثير للانتباه أن الأردنيين الشرقيين كانوا في الصفوف الأمامية للمسيرة الاحتجاجية. وذلك مؤشر آخر على أن الانقسامات التي أبقت الوضع الراهن على ما هو عليه بدأت تتلاشى.
لم يتم بعد التعرف إلى هوية الأشخاص الذين أطلقوا الصواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل، وإن كان يناسب حزب الله السماح لآخرين بإطلاق صواريخ بدلًا من القيام بذلك مستخدمًا ترسانته الصاروخية الأكثر فتكًا.
فلسطينيو الشتات
كان الجناح الثالث للوضع الراهن هو عزل الفلسطينيين عالميًّا. ولهذا الغرض أنشأت إسرائيل وزارة الشؤون الإستراتيجية التي كرست لمحاربة حركة المقاطعة العالمية المعروفة باسم «بي دي إس»، ولمكافحة محاولات نزع الشرعية عن إسرائيل، ولتأديب السياسيين الغربيين الذين يرفضون الانسياق مع الرواية الإسرائيلية حول الصراع.
نجحت الوزارة في معركتها التكتيكية لإحداث خلط بين معارضة الصهيونية ومعارضة إسرائيل ومعاداة السامية. ونجحت في ممارسة التنمر والتخويف ضد جيل من السياسيين على ضفتي الأطلسي، وجعلت جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال السابق في بريطانيا، عبرة لكل زعيم سياسي يرفض الالتزام بقواعد اللعبة كما ترسمها.
إلا أن تلك كانت مجرد انتصارات تكتيكية ولم تكن إستراتيجية. فبغض النظر عن البيانات الشعائرية التي تصدر عن النخبة السياسية للتعبير عن دعمها، ثمة إحساس بالسخط الشعبي والدعم العارم لغزة، وتجلى ذلك في المسيرات الحاشدة التي انطلقت في لندن ونيويورك وبرلين وباريس.
لقد خسرت إسرائيل معركة تدور رحاها في ساحة غير معهودة: عبر «تيكتوك» و«إسنتجرام»
عندما أعادت باريس هيلتون تغريد مقابلة أجراها موقع «ميدل إيست آي» مع طفلة من غزة في العاشرة من عمرها تعبر بلغة إنجليزية فصيحة عن عدم استيعابها للقصف قائلة «أنا فقط في العاشرة. لماذا نستحق ذلك؟» فقد ساهمت في إسماع صرخاتها للعالم بأسره، ولمرات عديدة.
قد يسعى الجيش الإسرائيلي إلى خداع الصحافيين وإقناعهم بأن توغلًا أرضيًّا داخل غزة قد بدأ (لتصيد عناصر حماس وإجبارهم على الخروج من أنفاقهم). وقد يقصف سلاحه الجوي المبنى الذي توجد فيه مكاتب وكالة «أسوشيتد برس» وقناة الجزيرة. إلا أن إسرائيل لا تملك منع هذه الفيديوهات من الانتشار كالنار في الهشيم عبر السوشال ميديا.
فيما بعد حذفت باريس هيلتون تغريدتها، أما بيلا حديد فلم تحذف تغريدتها. وبغض النظر عن الضغط الذي يمارس على المشاهير حتى يلتزموا بضوابط الوضع القائم، فإن الضرر قد وقع لا مفر.
فجر جديد
التاريخ وحده هو الذي سيقرر ما إذا كانت الأحداث التي نشهدها حاليًا سوف تتحول إلى انتفاضة تامة، أو إلى انتفاضة القدس. فالنقاش الذي يجري بين الفلسطينيين الآن يتركز حول كيف يمكن لانتفاضة ثالثة أن تستمر بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهو الأمر الذي لا مفر منه خلال الأيام القليلة القادمة.
ولكن دعونا نقول إن سكونًا منهكًا سوف يتنزل على المنطقة بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل. ولكن هل سيعود بعدها كل شيء إلى ما كان عليه؟
أشك في ذلك. لقد تم رسم معالم النضال الجديد، فالقدس في المركز منه، والمواطنون الفلسطينيون في إسرائيل هم جنوده.
سوف يساندهم جيل ليس لديه ما يخسره. جيل بلا قيادة، بلا دولة، لا تسانده بلدان عربية، بلا حقوق، بلا سلاح، ولا رجاء في الحصول على أي منها. لا ينبغي أن يفاجئ إسرائيل أن يثور هؤلاء عليها وقد حرمتهم من دولة خاصة بهم، وأعلنت من خلال سن قانون الدولة القومية أن دولة إسرائيل هي تعبير عن تقرير المصير لمواطنيها اليهود دون غيرهم.
لقد ترك أسياد هذه الأرض الذين أسكرتهم السلطة القليل من الخيارات الناجعة لهذا الجيل من الفلسطينيين. ونظرًا إلى أن نضالهم تتخلله فترات من السكون والخضوع فإن إسرائيل تخطئ كلما حدث ذلك حين ترى فيه رضوخًا واستسلامًا، وتوهم نفسها بأن الصراع قد انتهى.
ولكن في كل مرة تبرز قيادة جديدة من أسفل إلى أعلى. وهكذا كان ظهور ياسر عرفات ذات يوم. وها هو الأمر يتجدد، وعلى العالم أن يصحو من غفوته.
وكالات – عربى 21 – ساسة بوست – شبكة رمضان الإخبارية