يثير تزايد ظاهرة معاداة الإسلام والعنصرية والهجمات على المساجد قلق المسلمين في النمسا ، وقال ممثلون لمنظمات المجتمع المدني الإسلامية الناشطة في النمسا لشبكة رمضان الإخبارية ، إنه تم تسجيل أكثر من 1402هجوم وأعتداءات عنصرية ضد المسلمين، في عام 2020 ، بزيادة قدرها 33.4% عن العام 2019، مطالبين السلطات الأمنية في الدولة بالتحرك لوقف تلك الاعتداءات.
كما أعلن مركز التوثيق لجرائم العنصرية في النمسا ” Dokustelle” ارتفاع عدد حوادث العنصرية والإسلاموفوبيا ضد المسلمين بنسبة الثلث عن العام الماضي ، جاء ذلك في مؤتمر صحفي عُقد البارحة الأربعاء الموافق 18 من مايو 2021 ، وتعتبر هذا الأغتداءات هى الأكبر منذ إنشاء المركز في عام 2014 ، وأعتبر المركز أن الحوادث “المعادية للمسلمين” هي الأكثر من مجمل الأعمال المعادية للأديان
وجاء أيضاّ في المؤتمر الصحفى ، أن الحوادث المعادية للمسلمين في يونيو 2020 كانت هناك 287 حالة عنصرية ونوفمبر 380 حالة عنصرية وهى مرتبطة بتصاريح بعض السياسيين الشعبويين نشر الكراهية ضد المسلمين، متبعين سياسات تمييزية ضد الأجانب والمهاجرين بحسب التقرير، منها على سبيل المثال ، تصريح زعيم حزب الحرية اليميني الشعبوي بأن “القرآن أخطر من الكورونا”، والهجوم والإرهابي الذي تعرضت له مدينة فيينا، ثم عملية الأقصر التي شنتها الشرطة النمساوية ضد الإخوان المسلمين، هذه الأحداث أدت إلى تأجيج التصريحات المعادية للإسلام والإسلاموفوبيا.
بجانب تعرض بعض المساجد للهجوم بشكل متكرر، بينما يزداد مستوى العنف والتهديدات ضد المسلمين إلى شكل مخيف ، مثل الحرق العمد وكتابة التهديدات والإهانات على جدران بعض المساجد، عامًا بعد عام ، ولابد من تحرك الجهات الأمنية في النمسا للقبض على الجناة الذين هاجموا المساجد، لا سيما بعد أن بلغت عدد الهجمات التي تعرضت لها المساجد في النمسا لأكثر من 200 حاله خلال الفترة ما بين 2014 و2020.
وجاء في التقرير أن 80% من الحالات العنصرية كانت بسبب خطابات نشر للكراهية ، ثلاثة أرباع الحالات العنصرية تم توجيهها ضد النساء، في الطرف المقابل فإن ثلاثة أرباع الأشخاص العنصريين كانوا من الرجال ، وهذة الأرقام تمثل عدداّ صغيراً من العدد الكلى للحالات العنصرية حيث لا يقوم الكثير بالتبلغ عنها أو توثيقها وخاصة النساء والفتيات ، وأن النساء المسلمات والمساجد والجمعيات الإسلامية هم الأكثر تأثراً بهذه الهجمات والأجواء العنصرية
ونحن نرى أن العنصرية ضد المسلمين أصبحت أكثر توحشاّ وعنفًا بعد الهجمات الإرهابية في النمسا وأوروبا ولسوء الحظ فإن اليمين المتطرف يعمل على تحريض المجتمع على إظهار مواقف عدوانية تجاه المسلمين
من جانبها قامت منظمة الشباب المسلم النمساوية “MJÖ” في أنتقاد الاجراءات الحكومية بعد صدور التقرير ، وأن العنصرية ضد المسلمين هي مشكلة تؤثر على المجتمع ككل، إن الزيادة المتطردة في العنف اللفظي والجسدي ضد المسلمين ومؤسساتهم تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل الجهات الأمنية ، وقالت المنظمة أن الإجراءات الحكومية لمكافحة الإرهاب هي أجراءات تمييزية ومعادية للإسلام ، وكذلك مصطلح “الإسلام السياسي” الذي أصبح محبوباً لليمينيين والعنصريين وكذلك الذى وضع جميع المسلمين في سلة واحدة وأصبحوا جميعاّ تحت الشك.
وأن الجمعيات والأحزاب العنصرية يعملون على إثارة الخوف داخل المجتمع النمساوى من خلال الإشارة إلى تنامي أعداد أبناء الجاليات المسلمة في البلاد، ووصولهم إلى مستوى التمثيل في مجالس الأحياء والمدن وصولاّ إلى البرلمان الاتحادي.
وأنا شخصياّ أود أن أعبر عن أننا لا نوافق وندين استغلال قضية المهاجرين المسلمين مادة في الانتخابات المحلية والعامة، لأن هذا الوضع ينعكس بصورة سلبية على المهاجرين المسلمين داخل المجتمع النمساوى
وقد حان الوقت لوضع حد للخطاب العنصري والشعبوي في أسرع وقت ممكن وبذل جهد أكبر لتعزيز قيم العيش المشترك والدفء الإجتماعى وأن الكثير من الأبناء ولدوا هنا وهم يشعرون أن النمسا وطنهم وليس لهم بديلاّ عنه ، ولذلك ندعو جميع المسؤولين للاضطلاع بدور إيجابي من أجل تعزيز قيم السلم الاجتماعي
وأخيراّ أذكر، أن الدستور النمساوى يكفل لجميع المواطنين والمقيمين الحق في إقامة جميع أنواع الأنشطة الدينية والثقافية، لكن وجود عناصر عنصرية داخل المؤسسات النمساوية ينعكس بصورة سلبية على ممارسة الأجانب لتلك الحقوق
تحيا النمسا – تحيا النمسا