هل ظاهرة العش الفارغ وراء طلاق بيل غيتس؟ هي تدفع الأزواج للطلاق بعد سنوات العِشرة

كان إعلان انفصال الملياردير بيل غيتس عن زوجته ميليندا بعد زواجٍ دامَ أكثر من 27 عاماً سبقتها 7 أعوام من العلاقة العاطفية- خبراً مفاجئاً، أثار الكثير من التساؤلات عن السبب الذي يدفع زوجين إلى الانفصال بعد هذه العلاقة الطويلة؟ ما دفع البعض إلى اعتقاد أن السبب هو “متلازمة العش الفارغ”.

أعمار أبناء آل غيتس الثلاثة بين 18 و25 عاماً (جينيفر 25 عاماً، روري 21 عاماً، فيبي 18 عاماً)، ما يعني انتهاء مرحلة الأبوة والأمومة للأبناء الذين بدأوا في الانطلاق بحياتهم واحداً تلو الآخر، مع خطبة الابنة الكبرى جينيفر في 2020.

أما الأبوان فكل منهما منهمك في مشاريعه، التي بدأت في التضاؤل. غيتس، وهو مدمن عمل معروف، أعلن في مارس/آذار 2020، نيته التراجع عن رئاسة مجلسي إدارة Microsoft وBerkshire Hathaway، وعن أمله في قضاء مزيد من الوقت في عمله بمؤسسة المساعدات الخيرية التي بدأها هو وزوجته عام 2000، “مؤسسة بيل وميليندا غيتس”، وهو السبب نفسه الذي تركت ميليندا لأجله عملها في مايكروسوفت بعد 10 أعوام، إضافة إلى رغبتها وقتها في التركيز على الاهتمام بعائلتها.

أي إن غيتس وميليندا تركا عملهما الأصلي، الذي شغلهما سنواتٍ طويلة، وقررا التركيز على أبنائهما الذين كبروا وتركوا منزل الأسرة، والتركيز أيضاً على عملهما الخيري الذي قررا أنه سيظل يجمعهما بعد طلاقهما.

بذلك اقتصرت رحلة غيتس التي كانت ميليندا أفضل شريكة فيها على الشراكة في الأعمال الخيرية، بعدما كانت في العمل والمنزل أيضاً، لذلك اعتبر بعض علماء النفس الذين سألتهم مجلة Time، أن “متلازمة العش الفارغ” هي السبب.

ما هي “متلازمة العش الفارغ”؟

متلازمة العش الفارغ (Empty Nest Syndrome) ظاهرة يشعر فيها الآباء بالحزن والخسارة عندما يغادر آخر طفلٍ المنزل، أو حين لا يعود الأبناء في حاجة إلى رعاية الآباء، بعدما كانوا جزءاً يومياً من حياتهم اليومية، وفي هذه المتلازمة يواجه الآباء صعوبة في التكيف مع “العش الفارغ” بخلو المنزل من وجودهم.

ارتبطت الظاهرة بمعاناة الآباء من الإحساس العميق بالخسارة الذي قد يعرضهم للاكتئاب، والقلق، والشعور بالوحدة، مع أزمة في تحديد الهوية أو الإجابة عن العديد من التساؤلات الشخصية، وفقدان الهدف.

فضلاً عن الدخول في صراعات زوجية مع الشريك الذي انشغل هو الآخر عن تربية أبنائه، ليصبح هو من تُفرَّغ فيه المشاعر السلبية تجاه رحيل الأبناء.

كما قد تكون هذه الظاهرة سبباً في إدمان بعض الآباء للكحول، أو تعرُّضهم لمشاكل صحية مثل ارتفاع/انخفاض ضغط الدم والسكري، أو مشاكل في القلب، بسبب الانفعالات والمشاعر السلبية.

رغم أن “العش الفارغ” قد يمنح آباء آخرين فرصة لتحسين علاقتهم الزوجية وإعادة إحياء الاهتمامات التي لم يكن لديهم وقت لها قبل ذلك، فضلاً عن قلة الضغط والتحديات الأسرية في وجود أبنائهم.

لكن حسب عيادة Mayo Clinic، لا تعد متلازمة العش الفارغ تشخيصاً لمرض سريري أو عضوي، بل نفسي.

أسباب “متلازمة العش الفارغ”

وتتنوع أسباب “متلازمة العش الفارغ”، فقد تكون بسبب العلاقة القوية التي كانت بين الآباء وأبنائهم، أو وفاة أحد الزوجين أو الطلاق العاطفي، الذي يجعل الأب أو الأم يرتبط أكثر بأبنائه ويحول مشاعر الفقد تجاهه.

كما قد يكون سبب ذلك هو خوف الآباء من فقدان السند والدعم الذي ينتظرونه من الأبناء، إضافة إلى وقت الفراغ الأطول الذي قد يملكونه، والذي يرافقه تركيز على الأزمات العاطفية، أو قد يكون بسبب قلة التواصل بين الآباء والأبناء.

التعامل مع “متلازمة العش الفارغ”

تركز النصائح الأساسية للتعامل مع “متلازمة العش الفارغ” على محاولة التعايش مع الفترة الجديدة من حياة الأبناء والآباء، والمحافظة على صلة بهم من خلال المكالمات والرسائل والزيارات، بجانب محاولة إحياء العلاقة الزوجية من جديد، كما نصح موقع الطب النفسي Psychology Today.

هذا إلى جانب النصائح بشغل الوقت بأمور غير التفكير في مغادرة الأبناء للمنزل، وكذلك طلب المساعدة من الأقارب والأصدقاء لتبادل المشاعر والأفكار، أو أحد مقدمي خدمات الصحة العقلية.

وكثيراً ما يُنصح بالاستعداد لهذه المرحلة قبل الدخول فيها، لتقليل الأضرار النفسية والجسدية التي قد يواجهها أحد الوالدين أو كلاهما، والتي تفرّغ شحناتها السلبية في الطرف الآخر.

وكالات أخبارية – شبكة رمضان الإخبارية