ماذا تعرف عن إنترنت الأشياء؟ القائم على تقنية النانو المسمى IONT نانو الأشياء

النمسا – م / مريم الملاح……

أدت زيادة ربط تطبيقات الحياة اليومية بالأنظمة الذكية إلى نشأة ما يعرف بإنترنت الأشياء IOT، والذي أدى التوسع الهائل فيه، الذي ضم مختلف المجالات العامة والخاصة، إلى طرح نموذج شبكات اتصالات جديد  قائم على تقنية النانو، ويسمى IONT – إنترنت نانو الأشياء.

حيث أظهرت الاتجاهات التكنولوجية الجديدة، مثل إنترنت الأشياء أن أجهزة الكومبيوتر ليست الوحيدة التي لديها بوابة على الإنترنت، وأن هناك العديد من الكائنات والأشياء التي تتمتع بإمكانية الوصول هذه، لذا أعطت هذه الأمور للباحثين تحديات جديات ونظرة شاملة للربط البيني للكائنات والأشياء مع الإنترنت.

لكن إنترنت نانو الأشياء أضاف مقياساً جديداً يشتمل على مستشعرات النانو في الأجهزة، التي بدورها تسمح بالاتصال والتواصل من خلال شبكة تكنولوجيا النانو مع الإنترنت، حيث إنه من المتوقع أن يكون لهذا النموذج الجديد لشبكات الاتصال تأثير كبير على جميع مجالات المجتمع، من الصحة إلى البيئة، وغيرها الكثير.

يعرف مصطلح إنترنت نانو الأشياء بأنه الترابط بين الأجهزة النانوية مع شبكات الاتصال الحالية، حيث يشكل امتداداً لإنترنت الأشياء، لكن يوفر إمكانية دمج مستشعرات النانو في مختلف الأشياء.

يوفر إنترنت الأشياء النانوية (IoNT) وسيلة لتوصيل الأجهزة النانوية المختلفة بمساعدة الشبكات عالية السرعة. باستخدام هذه التقنية، يمكن نشر الأجهزة النانوية جنباً إلى جنب مع التقنيات المتقدمة الأخرى، مثل الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة والتعلم الآلي.

أيضاً استخدام شبكات النانو، حيث يمكن الحصول على أجهزة استشعار مصغرة متصلة ببعضها البعض من خلال شبكات نانوية تمكنها من توصيل البيانات الدقيقة داخل الكائنات، ومن المناطق التي يصعب الوصول إليها، مما يؤدي إلى اكتشاف رؤى وتطبيقات جديدة، حيث يمكن لأجهزة الاستشعار النانوية توفير معلومات اساسية يكون الوصول إليها معقداً جداً.

أهم التطبيقات التي ستعمل عليها تقنية إنترنت نانو الأشياء هي البايو نانو BIO-NANO؛ حيث يمكن استخدام إنترنت الأشياء النانوية لتطوير شبكة مستشعرات الجسم (BSN) باستخدام مستشعرات نانوية داخل الجسم يمكنها مراقبة صحة أي مريض ونشاطه البيولوجي. يمكن للمرضى والأطباء الاطلاع على البيانات التي تم جمعها بواسطة أجهزة استشعار النانو على جهاز يمكن ارتداؤه.

باستخدام IoNT، يستطيع الأطباء الوصول إلى بيانات الرعاية الصحية الهامة في الوقت الفعلي. ستكون هذه البيانات مفيدة للغاية في إنشاء التقارير الطبية، وفهم تأثير بعض العلاجات على المريض.

من الممكن استخدام مستشعرات النانو لاكتشاف الفيروسات التي لا يمكن اكتشافها بسهولة. بعد اكتشاف مثل هذه الفيروسات أو البكتيريا، ستقوم أجهزة استشعار النانو بتنبيه الأطباء والمرضى ومساعدة المتخصصين في الرعاية الصحية على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن علاجهم.

بمساعدة Internet of Nano Things، يمكن للأجهزة النانوية جمع كميات كبيرة من البيانات الهامة التي يمكن تحليلها للحصول على رؤى تطويرية جديدة.

أيضاً، يمكن استخدام تقنية النانو في معالجة البيانات بمساعدة أجهزة الكمبيوتر العملاقة والمعالجات التي يمكنها الحصول على البيانات التي تم إنشاؤها بواسطة أجهزة IoNT وتحليلها وتقديمها.

بهذه الطريقة، يمكن استخدام البنية التحتية لـIoNT لمعالجة كميات كبيرة من البيانات الهامة، للمساعدة في تحسين نماذج الأعمال، وإنشاء تحليلات الأعمال.

أيضاً من المتوقع أن يستخدم في تطبيقات المجال العسكري والأمني، والتحكم في العمليات الصناعية التقنيات الحديثة، مثل إنترنت الأشياء، ستدمج في النهاية تقنية النانو، مما يؤدي إلى تطوير إنترنت الأشياء النانوية.

ستحتوي البنية التحتية لإنترنت الأشياء النانوية على أجهزة نانوية يتراوح حجمها بين 10 و1000 نانومتر. سيؤدي الجمع بين تقنية النانو وإنترنت الأشياء إلى تحويل تطبيقات إنترنت الأشياء الحالية، مما يجعلها أكثر فاعلية وقوة وصغراً. يمكن أن تظهر تطبيقات IoNT إمكانات واعدة في الأعمال التجارية وتساعد في تحسين الأداء والإنتاجية في مكان العمل. قريباً، سيتمكن قادة الأعمال من اعتماد تطبيقات IoNT للمساعدة في تبسيط المهام المتعددة والمعقدة.

إنترنت نانو الأشياء، بالمقارنة مع إنترنت الأشياء، فإنه يحتوي على تقنيات أفضل لجمع المعلومات، لكن التحدي الذي يواجهه هو معيار الخصوصية، لأن الدراسات توضح أنه من الممكن لبعض الأجهزة والأشخاص القدرة على الوصول غير المصرح به، وهو أمر لا يمكن القبول به، خاصة فيما يتعلق بالطب الحيوي والمعلومات الخاصة بجسم الإنسان، حيث يجب حمايتها وضمان خصوصية البيانات وانتشار آليات يمكن الوثوق بها.

لا تزال تقنية Internet of Nano Things في مراحلها الأولى، وسيتغلب الباحثون على التحديات الحالية في المستقبل القريب. قريباً، سيتم اعتماد إنترنت الأشياء النانوية جنباً إلى جنب مع التقنيات الحديثة الأخرى، مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتطوير أجهزة أكثر إحكاماً ووظيفية مقارنة بالأجهزة التقليدية، من خلال الجمع بين هذه التقنيات الحديثة.

في النهاية، فإن إنترنت نانو الأشياء يقدم القدرات والإمكانيات لتحسين العديد من جوانب الحياة، وصفاته الأساسية تتركز على المراقبة والتشخيص والخدمات التي من شأنها أن تساعد وتعزز عملية صنع القرار، خاصة فيما يتعلق بالصحة الإلكترونية، والحصول على بيانات الكائنات والأشخاص.

مريم الملاح مهندسة وكاتب عراقية مقيمة فى النمسا

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …