خرج من طين مصر في أقصى جنوبها، وفرض اسمه على شمالها، ثم اخترق الحدود نحو الشعوب العربية كافة، تذوّق العرب أشعاره العامية المصرية، ورددوها كلمات وغناء، وتذوقت أشعاره 3 أجيال، هو الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، الذي تحل اليوم الذكرى السادسة لرحيله.
خرج من طين مصر في أقصى جنوبها، وفرض اسمه على شمالها، ثم اخترق الحدود نحو الشعوب العربية كافة، تذوّق العرب أشعاره العامية المصرية، ورددوها كلمات وغناء، وتذوقت أشعاره 3 أجيال، هو الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، الذي تحل اليوم الذكرى السادسة لرحيله.
الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، ومدير مكتبة الإسكندرية، تحدّث في مذكراته «الرواية.. رحلة الزمان والمكان» الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، عن الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، قائلا إنّ العندليب الأسمر غنى كلمات الأبنودي في رائعته «عدى النهار»، وهو يشحذ الهمم ويرفع المعنويات بعد نكسة 1967، ورددتها الجماهير العربية حتى بعد العام 1973.
«شعر الأبنودي أرّخ للمحنة والانفراجة، للهزيمة وللنصر، لأكثر اللحظات شدة وانكسارا وأكثرها قوة ومجدا».. قال الفقي، متابعا أنّ علاقة مميزة ربطته بالأبنودي، بها صلات محبة دائمة، وود متصل: «كنت أرى في صوته وسحنته رجع الصدى لأجدادنا الفراعنة العظام، بل إنّ وجهه الصخري المنحوت من جرانيت أسوان ولونه البرونزي الموشي بشمس مصر، وقامته الفارهة التي تعبر عن كبرياء النيل، وتكاد تلامس أحجار الهرم، تجعله أمامي (فرعون) الشعر المصري الحديث».
تحدّث الفقي عن تواصله الدائم مع الأبنودي، ومتابعته بكل التقدير، حين كان سفيرا لمصر في النمسا، يقول: «تمنيت أن تدق أهازيجه أبواب أوروبا حيث جاليات مصرية وعربية متعطشة إلى ما يقول، حفيّة بأشعاره عارفة بتاريخه».
تابع الفقي أنّه ما زال يتذكر الأمسية التي أقامها الصديق الراحل الذي لا ينساه الدكتور سمير سرحان، وكان في الساحة الواسعة لقلعة صلاح الدين في القاهرة، حيث تابع المئات من المصريين والعرب الأبنودي وهو يتغنى بأشعاره، وينقل المشاهدين إلى ساعات الهوان وسنوات المجد في تاريخنا القومي.
يواصل الفقي حديثه عن الأمسية التي استضافتها قلعة صلاح الدين في القاهرة، قائلا: «لفت نظري أنّ عددا من أعضاء الوفد الأردني الحضور في المناسبة كانوا يحفظون ما يقول الأبنودي ويسبقونه في تذكر أبيات شعره، التي لن تغيب أبدا عن الذاكرة العربية، وكان من مصادر سعادتي أنّنا حصلنا على جائزة النيل العليا في عام واحد، هو في الأدب وأنا في العلوم الاجتماعية (في 2010)».