أنتشار سياحة اللقاحات بين صربيا والجيران واقع جديد فرضته الحاجة للتلقيح السريع

بدأت سياحة اللقاحات كفكرة سرعان ما تحولت إلى واقع، تحت وطأة الحاجة السريعة لتلقي اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، من أجل استئناف النشاط الاقتصادي وعودة الحياة لطبيعتها، في ظل بطء إجراءات الحصول على اللقاح في الكثير من الدول، بما في ذلك دول أوروبية.

ومؤخرا قامت شركات نمساوية بإرسال موظفيها للتطعيم في صربيا بلقاحات كورونا بسبب بطء عملية التطعيم في النمسا.

وقال رئيس اتحاد الشركات النمساوية، أندرياس كلاوسر، في تصريح له: «نظرًا لأنه يتعين عليك الانتظار وقتًا طويلاً للحصول على اللقاحات؛ فإن الشركات المحلية تتخذ الآن إجراءات بنفسها»، مشيرا الى أن برنامج التطعيم النمساوي لايزال بطيئا.

ولفت إلى أنه تم تطعيم 3ر1 مليون شخص فقط حتى الآن فى النمسا ضد فيروس كورونا، بينما حصل نصف مليون فقط على حماية كاملة من الوباء (جرعتا اللقاح).

وأضاف «نحاول ببساطة اتخاذ تدابير إضافية لدعمنا حتى نتمكن من التصرف بأفضل طريقة ممكنة»، لافتا إلى أن القطاع الخاص لا يشكك فى خطط التطعيم الوطنية، لكنه يرى أن دولا أوروبية أخرى سوف تسبق النمسا وتستأنف حركة السفر خلال شهور قليلة مقبلة.

وكانت وزارة الصحة النمساوية قد أعلنت اليوم عن تعثر وصول 50 ألف جرعة من لقاح «استرازينكا» كان من المفترض تسليمها الأسبوع الماضي لأسباب تتعلق بصعوبات إنتاجية.

ورغم وجود عدد من شركات تصنيع لقاحات كورونا في أوروبا، إلا أن القارة ما تزال تواجه مشاكل في توفير اللقاحات لكل سكانها. ومؤخرا، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن أوروبا تواجه نوعا جديدة من الحرب العالمية بسبب اللقاحات، وأن أوروبا عليها إزاء ذلك أن تكون مستقلة في إنتاج اللقاحات.

ووعد ماكرون، بأن تزيد أوروبا في الأشهر المقبلة إنتاج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وتصبح أكبر جهة منتجة لها، مقترحا في الوقت نفسه منع تصدير اللقاحات إذا لم تنفذ الشركة المصنعة التزاماتها، في مجال تزويد الاتحاد الأوروبي.

وإزاء هذه الأزمة التي تعاني منها دول متقدمة مثل الدول الأوروبية، بدأت دول وشركات تسعى لاجتذاب سياح بغرض تلقي لقاحات كورونا، مستغلة رغبة الكثيرين في الحصول على اللقاح بأقصى سرعة ممكنة.

ومؤخرا أيضا، أفادت وسائل إعلام روسية بأن شركات سياحية في دول مختلفة أخذت تعرض على زبائنها زيارة روسيا بهدف التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد.

وأكدت صحيفة Moscow Daily News أن الشركات التركية تعرض على زبائنها القيام بزيارتين خلال فترة نحو شهر إلى موسكو بهدف تلقي جرعتي اللقاح بسعر 1099 يورو، فيما يتراوح سعر العرض المماثل من الشركات الأوروبية بين 1499 و2999 يورو.

وذكرت الصحيفة أن بين الدول التي تعرض شركاتها خدمة سياحة التطعيم إلى روسيا، كلا من مولدوفا وسويسرا وألمانيا، كما يجري العمل على تنظيم مثل هذه الرحلات في لاتفيا.

ولفت التقرير إلى أن مبادرة تنظيم سياحة التطعيم هذه تعود في كثير من الأحوال إلى المواطنين الأجانب أنفسهم الذين يعانون من تعرقل حملات التطعيم في دولهم.

وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الحكومة تلقت اقتراحات للسماح للمواطنين الأجانب بزيارة البلاد بهدف التطعيم من عدد من المنظمات الروسية، منها «الحركة الروسية لرجال الأعمال»، التي اقترح رئيسها أندريه كوفاليوف إعفاء هؤلاء السياح من تأشيرة السفر، بهدف دعم الشركات السياحية والفنادق الروسية المتضررة جراء الجائحة