يخوض منتخبا ألمانيا ومقدونيا الشمالية غمار بطولة يورو 2020 الصيف المقبل لكن مع تبقي أقل من ثلاثة أشهر على انطلاق البطولة القارية التي تأجلت لعام كامل بفعل جائحة كورونا، يعيش عملاق كرة القدم وخصمه المتواضع حالة ذهنية متباينة.
وتعرض المنتخب الألماني بطل العالم أربع مرات وبطل أوروبا ثلاث مرات، لخسارة مفاجئة على أرضه أمام مقدونيا الشمالية بهدفين لهدف مساء الأربعاء في التصفيات المؤهلة لمونديل قطر.
وقال يواخيم لوف مدرب المنتخب الألماني “محبطون تماما” ، مشيرا إلى أن فريقه “ظهر منهكا للغاية، لم يكن هناك طاقة في طريقة لعبنا وارتكبنا الكثير من الأخطاء في الهجوم”.
وبدأ لوف رحلة وداع المنتخب الألماني بعد 15 عاما من العمل، بالفوز على ايسلندا ورومانيا.
ولكن في دويسبورج افتقد المنتخب الألماني إلى الخطورة ولم ينجح في البناء على ضربة الجزاء التي سجل منها إلكاي جوندوجان هدف التعادل وحالف الفريق الحظ في عدم احتساب ضربة جزاء ضده بعد أن لمست الكرة يد إيمري كان.
ووصفت مجلة “كيكر شبورتس” الهزيمة بأنها “مهينة” في الوقت الذي تحدث فيه عمود بصحيفة “بيلد” واسعة الانتشار “انتهت المغامرة يا يوخي”، مع مطالبة المدرب بالرحيل بشكل فوري على أن يخلفه رالف رانجنيك المدرب السابق لشالكه أو شتيفان كونتز مدرب منتخب الشباب تحت 21 عاما.
وفاز المنتخب الألماني بلقب كأس العالم 2014 تحت قيادة لوف كما بلغ الفريق المربع الذهبي ليورو 2016.
لكن منذ ذلك الحين خرج الفريق من دور المجموعات لمونديال روسيا 2018 وتجنب الهبوط من دوري الأمم الأوروبي بعد إعادة هيكلة البطولة، كما تعرض لهزيمة ساحقة على يد مضيفه الإسباني بنصف دستة أهداف خلال البطولة ذاتها.
وقال لوف “لا يمكننا أن ننسى تماما القوة التي كان يتمتع بها الفريق أو الشعور بأننا في وضعية جيدة لتقديم بطولة جيدة للغاية”.
وتتزايد دعوات عودة ماتس هوميلز لتعزيز خط الدفاع الألماني وتوماس مولر لزيادة القدرات الهجومية للماكينات.
وبعد إهدار العديد من الفرص في رومانيا، قبل الفوز في النهاية فإن الوضع كان مغايرا هذه المرة حيث ندرت فرص المنتخب الألماني أمام مقدونيا الشمالية، ولعل أبرز هذه الفرص تلك التي أهدرها تيمو فيرنر وهو على مسافة قريبة من المرمى بينما كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي.
وأوضح لوف: “السؤال لن يتم الإجابة عليه اليوم استنادا إلى مباراة واحدة”.
وكان لوف كشف في وقت سابق أنه سيتخذ قراره في يتعلق بالحرس القديم للمنتخب الألماني في أيار/مايو المقبل.
الخسارة أمام مقدونيا الشمالية هي الثالثة فقط لمنتخب ألمانيا في تصفيات كأس العالم خلال 97 مباراة خاضها منذ عام 1934 ، وجميع تلك الهزائم جاءت على الأراضي الألمانية، لكن الهزيمة هذه المرة جاءت أمام منافس يقل كثيرا في المستوى عن البرتغال التي هزمت ألمانيا في 1985 وإنجلترا التي ظفرت بالفوز في 2001.
ويستدعي لوف قائمته الأولية إلى سيفيلد النمساوية في 25 أيار/مايو المقبل استعدادا ليورو 2020 وسيكون أمامه اسبوع واحد فقط لاختيار قائمته الرسمية للبطولة حيث يخوض مبارياته في دور المجموعات في ميونخ أمام فرنسا والبرتغال والمجر.
ويخوض منتخب مقدونيا الشمالية ظهوره الأول في البطولة القارية بملاقاة النمسا وأوكرانيا وهولندا بعدما تأهل عن طريق دورى ألأمم الأوروبية ومباريات الملحق.
وافتتح النجم المخضرم جوران بانديف التسجيل لمقدونيا الشمالية وأحرز إليف الماس هدف الفوز ليمنحا بلادهما فوزا نادر الحدوث.
وتحدثت وكالة أنباء “ماكس فاكسوم” عن الفوز بالقول “يا أولاد كان هذا تاريخ”، فيما أشارت بوابة “تيلما” ، “مباراة مثالية صلابة وإصرار في الدفاع ودقة في الهجوم”.