من المقرر أن يعقد خبراء التلقيح التابعون للأمم المتحدة اجتماعا لدراسة مستوى سلامة لقاح شركة أسترازينيكا البريطانية- السويدية، اليوم الثلاثاء، إذ صرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تديروس أدهانوم غيبرييسوس، أن المجموعة الاستشارية لخبراء منظمة الصحة العالمية حول التلقيح، عاينت المعطيات وهي على تواصل وثيق مع الوكالة الأوروبية للأدوية وستعقد اجتماعا الثلاثاء.
حالة من الارتباك
ويأتي هذا القرار ردًا على سيطرة الارتباك على برامج التطعيم الأوروبية في الأسبوعين الماضيين، بعد أن تعرضت أكثر من حالة حصلت على اللقاح لمضاعفات وجلطات دم، وهو ما أسفر عن وقف عدد من الدول الأوروبية برامج التلقيح الخاصة بها، بالرغم من أن وكالة الدواء الأوروبية، ذكرت أن هذه الحالات التي أصيبت بجلطات دموية لا يوجد أي دليل بها يفيد بكون التطعيم بلقاح أسترازينيكا هو السبب وراء الوفاة، وفي نفس الوقت، فإن منظمة الصحة العالمية بدورها رأت كذلك أنه لا يوجد دليل حول تسبب اللقاح في ذلك.
علماء الصحة العالمية: لا داعي للهلع
وفي مؤتمر صحفي الأمس، والذي شهد الإعلان عن اجتماع خبراء التلقيح لمنظمة الصحة العالمية اليوم، أوصت كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية، سمية سواميناتان، الدول بمواصلة استخدام لقاح «أسترازينيكا» في حملات التطعيم ضد فيروس كورونا، عشية اجتماع لخبراء هذه الهيئة الأممية لدراسة مستوى سلامة اللقاح.
وأضافت: «لا نريد أن يصاب الناس بالهلع، في الوقت الراهن نوصي الدول بمواصلة التلقيح بواسطة أسترازينيكا»، بينما علّقت دول عدة استخدام هذا اللقاح بسبب تعرّض أشخاص تلقوه لتجلطات دموية.
أكبر 3 دول في الاتحاد الأوروبي تعلق استخدام اللقاح
وأكدت الحكومة الألمانية أنها ستعلق التطعيم باللقاح، وذلك بعد تقارير عدة بشأن مضاعفات لمتلقي اللقاح وإصابتهم بجلطات، إذ قالت وزارة الصحة الألمانية إن التعليمات الجديدة تطبق توصية من معهد بول إيرليك، المسؤول عن اللقاحات في البلاد، بشأن وقف التطعيم باللقاح.
كما أكدت كل من فرنسا وإيطاليا، أمس الاثنين، تعليق استخدام اللقاح، إذ أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في باريس، أن القرار بشأن تعليق استخدام اللقاح المذكور اُتخذ بناء على توصية وزير الصحة كإجراء احترازي، وأملا في إمكانية استئنافه بسرعة إذا سمح رأي وكالة الأدوية الأوروبية بذلك، مشيرًا إلى أن قرار التعليق سيبقى ساريا حتى إدلاء الوكالة برأيها بشأن اللقاح المذكور في النصف الثاني من يوم الثلاثاء.
وأكدت وكالة الدواء الإيطالية أن تعليق استخدام اللقاح جاء كإجراء احترازى ومؤقت، إذ صدر تماشيًا مع الإجراءات المماثلة التى اتخذتها دول أوروبية أخرى، بانتظار تقييم وكالة الأدوية الأوروبية Ema.
18 دولة أخرى تعلق استخدام اللقاح
إلى جانب الدول الثلاث الأكبر في الاتحاد الأوروبي، أعلنت دول أوروبية عدة، بالإضافة إلى دولتين من خارج القارة العجوز تعليق استخدام اللقاح، وهى هولندا، أيرلندا، إسبانيا، البرتغال، قبرص، أستونيا، لوكسمبورج، ليتوانيا، الدنمارك، النرويج، أيسلندا، النمسا، إندونيسيا، الكونغو، لاتفيا، بلغاريا، تايلاند، ورومانيا.
رد الفريق البحثي للقاح أكسفورد
من جانبه قال الدكتور أحمد سالمان، عضو الفريق البحثي للقاح استرازينيكا بجامعة أكسفورد، إن وقف التلقيح إجراء روتيني، وحدث ذلك بشكل مشابه في لقاحات أخرى، مستدلًا على ذلك بقرار دولة النرويج في منتصف يناير الماضي، بوقف لقاح فايزر بعد وفاة 12 حالة وجميعهم أصحاب أمراض شيخوخة، وتوقفت عن التلقيح نحو 4 أيام، وبعد التحريات وعرض النتائج تبين عدم وجود علاقة بين الوفيات واللقاح.
وأضاف «سالمان»، في مداخلة هاتفية ببرنامج «من مصر»، الذي يعرض عبر قناة «CBC»، من تقديم الإعلامي عمرو خليل، أن الأرقام المتاحة سواء الإحصائية والبيانات التي تخص التجارب السريرية وعلى أرض الوقائع تظهر أن ما يزيد على 50 أو 60 مليون شخص تعاطوا لقاح استرازينيكا منهم داخل أوروبا 17 مليون شخص من بينهم 12 مليونا في إنجلترا، و37 شخصا فقط ظهرت عليهم أعراض التجلطات.
ولفت إلى أنه حتى الآن لم يصدر أي قرار أو تصريح رسمي يثبت أن الأعراض الشديدة أو الوفيات نتيجة اللقاح، مشددًا على أن كلها مصادفات واحتياطات اتخذت حتى تتم التحريات والتقصيات من الجهات الرقابية، بالإضافة إلى أن النسبة أقل من الطبيعي، إذ إن النسبة الطبيعية في حدوث الجلطات للأشخاص الذين لا يحصلون على اللقاحات 1 من كل 1000.
الدستور