بالصور – بعد أنتقادات طويلة مركز الملك عبد الله لحوار الأديان يغادر فيينا إلى الأبد

بعد 8 سنوات من افتتاح المملكة العربية السعودية والنمسا وإسبانيا في خريف عام 2012 مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي للحوار بين الأديان والثقافات” (KAICIID)، المعروف أيضًا باسم “المركز السعودي”، أعلن المركز أنه سيغلق أبوابه أخيراً في شارع Ringstraße في فيينا .

يرى النقاد ومنظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية أن المؤسسة هي محاولة من قبل الرياض لتلميع صورتها الدولية، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، فقد تسبب KAICIID في الجدل مراراً وتكراراً، في عام 2019، طلب المجلس الوطني النمساوي من وزارة الخارجية إنهاء الإتفاقية مع المركز السعودي، لقد توصلوا الآن إلى اتفاق ودي، وهو الانفصال ودي

وقال وزير الخارجية Alexander Schallenberg : “من المهم جدًا بالنسبة لنا أن تدعم جميع الأطراف المتعاقدة هذا القرار . نشكركم على الأساس الجيد للغاية للمناقشات القائمة مع جميع الأطراف المتعاقدة في هذا الصدد، وخاصة مع المملكة العربية السعودية، الهدف هو أن هذا تغيير الموقع يسير بسلاسة وبشكل منظم للمركز، إن النمسا ستظل شريكاً موثوقاً به وهي كمقعد رسمي ومكان للحوار”.

لم يتضح بعد إلى أين سينتقل المركز، ولا الوقت المحدد للإغلاق، تم ذكر جنيف في سويسرا أكثر من مرة كموقع جديد محتمل، والبرتغال أيضاً .

ويذكر أن المركز، تم تمويله بالجزء الاكبر من قبل الرياض بحوالي 15 مليون يورو سنوياً، وكان للفاتيكان صفة مراقبة، وتكريما للمانح حمل المركز اسم العاهل السعودي عبد الله الذي توفي في يناير 2015 عن عمر يناهز 90 عاما .

نبذة عن مركز حوار الأديان

يعد مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات “كايسيد” منظمة دولية تأسست عام ٢٠١٢ من قبل المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا إلى جانب الفاتيكان بصفته عضوا مؤسساً مراقباً. يقع مقر المركز في مدينة فيننا، عاصمة النمسا، ويسعى لدفع مسيرة الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المتعددة، والعمل على تعزيز ثقافة احترام التنوع، وإرساء قواعد العدل والسلام بين الأمم والشعوب.

يرى المركز أن الدين، قوة فاعلة لتعزيز ثقافة الحوار والتعاون لتحقيق الخير للبشرية؛ حيث يعمل على معالجة التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات، بما في ذلك التصدي لتبرير الاضطهاد والعنف والصراع بإسم الدين وتعزيزثقافة الحوار والعيش معاً.

يتألف مجلس إدراة المركز من قيادات دينية، من المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والهندوس.

ما دور المركز؟

بناء الجسور بين القيادات الدينية والسياسية

يُعدُّ المركز أول منظمة دولية تعمل على تفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية لمساعدة صانعي السياسات في بناء السلام والتعايش السلمي تحت مظلة المواطنة المشتركة؛ سدّا للفجوة بين القيادات الدينية وصانعي السياسات خاصة في المنظمات الدولية؛ وإيجادًا لحلول ناجعة، ومستدامة؛ وتحقيق نتائج إيجابية.

ويطبِّق المركز أنشطة، تعزز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات من أجل السَّلام، وترسخ الحوار والتعايش في أربع مناطق حول العالم: المنطقة العربية؛ وجمهورية أفريقيا الوسطى؛ ونيجيريا؛ وميانمار. ويظل هدف المركز الأسمى، هو: إبراز القيمة الحضارية للتنوع البشري والعمل على إرساء القواعد والأسس التي تقوم عليها صروح التعايش والحوار والتفاهم والتعاون بين البشر على اختلاف أديانهم وثقافاتهم.

  • أربع مناطق تركيز: المنطقة العربية؛ جمهورية أفريقيا الوسطى؛ نيجيريا؛ وميانمار.
  • بناء القدرات والمهارات من خلال عقد الورش والبرامج التدريبية.
  • يتيح المركز من خلال منصته الإلكترونية للمعرفة والحوار، مصادر معنية بمجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات على مستوى عالمي، (باللغة الإنجليزية حاليًا).
  • تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في المنظمات الدولية ولدى صانعي السياسات وغيرهم من أصحاب المصلحة.

ما هو مفهوم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات؟

ينطلق الحوار بين أتباع الأديان والثقافات من قاعدتين أساسيتين:

القاعدة الأولى هي الاعتراف بالاختلاف والتنوع في الرؤى والمفاهيم ، وبحرية التعبير عن هذا الإيمان. ومهمة الحوار هنا  هي عدم تحويل الاختلاف إلى خلاف. حيث أن الحوار في رسالته الإنسانية لا يسعى إلى إدانة أو إلى تصحيح أو إلى إزالة الخلافات بين الناس، ولكنه يعمل على إرساء ثقافة احترام التعدد والتنوع على أنها قائمة ومستمرة. فالسلام بين البشر لا يكون بإلغاء الاختلافات بل باحترامها عن طريق الحوار.

أما القاعدة الثانية فهي الاغتناء بقيم ومفاهيم الآخر المختلف. ومهمة الحوار هنا هي مدّ جسور التعارف المتبادل انطلاقاً من الحقائق النسبية التي ينطلق منها المتحاورون تطلعاً إلى الحقيقة الجامعة والمطلقة المتمثلة في مبادئ التعايش والمواطنة المشتركة. وهو حوار يقوم على تعدد وجهات النظر، والتعاون فيما بين أصحابها في تعزيز المشتركات الإنسانية.

وبذلك يصبح التعايش والتفاهم والتعاون بين أتباع الأديان وسيلةً فعَّالة من أجل بناء السلام وتحقيق الأمن وإقامة العلاقات السليمة بين الشعوب، واحترام حقوق الإنسان؛ والحريات الأساس المنصوص عليها في العهود والمواثيق الدولية.

ويعمل المركز من خلال جهود الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات من المؤسسات الدولية على تحقيق نتائج عملية لبرامجه ومبادراته المتنوعة من جميع أنحاء العالم.

 

شاهد أيضاً

برعاية ريد بول النمساوى.. تفاصيل رحلة ثنائي الأهلي محمد هاني وكريم فؤاد إلى النمسا

يستعد ثنائي الأهلي المصري، للسفر إلى دولة النمسا للخضوع لكشف طبي واستكمال مرحلة التأهيل من …