قال “هايكو هاينش” الكاتب والخبير النمساوي، إن جماعة الإخوان المسلمين منظمة نشطة في جميع البلدان التي يعيش فيها المسلمون تقريبًا وفي أوروبا، معتبرا الحركة بأنها حركة سياسية جماهيرية تهدف لتأسيس دولة الخلافة في العالم،وذلك في حوار له مع مجلة “لينز” النمساوية.
وتابع هاينش: في أوروبا، تبدو جماعة الإخوان المسلمين غير عنيفة وتنأى بنفسها عن الجهاديين والعنف والإرهاب، ولكنها في الحقيقة تعتنق العنف والتطرف نفسه، كما إشار إلى الدور العنيف الذي اتبعته الجماعة في تخريب كلا من مصر وسوريا،حيث لجأت الجماعة للعنف ودعم المنظمات المسلحة.
– التواجد الإخواني في أوروبا
وحول التواجد الإخواني في أوروبا، قال هاينش: تنشط الجماعة بشكل كبير في أوروبا، حيث تعتبر مدينة غراتس في النمسا على سبيل المثال معقل من معاقل الإخوان في النمسا، كما يوجد حوالي 16 مسجدًا في المدينة متورطون في دعم جماعة الإخوان ونشر أفكارها العنيفة، ولكن السياسيون والسلطات الأمنية في غراتس والنمسا أصبحوا يقظون جدًا ومطلعون جيدًا على أنشطة الجماعة، معتبرا أن الجماعة زادت من وجودها مؤخرا في كلا من مدينتي لينز وفيينا.
– كيف تصبح عضوا في جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا؟
قال هاينيش إن عملية تجنيد أعضاء جدد في الجماعة في أوروبا لها عدد من القواعد والخطوات، لأن الجماعة لا تقبل أي فرد بسهولة، بل أن الجماعة تضع هياكل إدارية صارمة في أوروبا ولا يمكن للمرء الانضمام إليها ببساطة، حيث يتعرض الراغبون في الانضمام للجماعة لاختبارات طويلة، وبعد إثبات نجاحهم يودون اليمين على الفور، وتابع: جماعة الإخوان المسلمين هي أيضًا حركة جماهيرية لها أيديولوجية عالمية، وهي نوع من أنواع الحركات الشعبية، وهذا يعني أن هناك العديد من النشطاء التابعين لها،ولكنهم ليسوا أعضاء بالمعنى التقليدي، بل يتشاركون في الأيديولوجيات ويدعمونها بطرق متنوعة.
-أهداف الجماعة في أوروبا
قال هاينش إن الهدف النهائي للجماعة في أوروبا وفي العالم بشكل عام، هو تأسيس وقيادة عالم إسلامي تحت قيادة خليفة من الجماعة، كما كشف هاينش عن خطة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين التي تستهدف إحياء دولة الاخوان في العالم بدءا من محاولة اخضاع الدول ذات الغالبية الإسلامية لجماعة الإخوان واستعادة المناطق الإسلامية السابقة مثل إسبانيا أو صقلية، وأخيرا تسليم الأراضي غير الإسلامية حتى يحكم الإسلام العالم كله، مؤكدا على أن حلم الاخوان بحكم أوروبا هو حلم خيالي ولن يتحقق.
– حجم الإخوان المسلمين في أوروبا
قال هاينش إن التواجد الإخواني في أوروبا ليس بالقليل، حيث يوجد بضع عشرات إلى بضع مئات من الأعضاء وعدد من المؤيدين الذين لا يمكن تحديدهم كميًا، ولا تكمن المشكلة الرئيسية في عددهم، بل في الوظائف التي يعملون فيها، في العديد من البلدان، يحتل أفراد من جماعة الإخوان المسلمين أو حركة ميلي غوروش التركية الاخوانية صدارة الجمعيات الإسلامية، ويعتبرهم السياسيون ممثلين لجميع المسلمين الذين يعيشون هنا.
– التحالفات الإخوانية في النمسا
وحول إمكانية اندماج أو إقامة تحالف بين الجماعة والحزب الديمقراطي الاجتماعي النمساوي SPÖ، قال هاينش: إنه من غير المنطقي أن تؤسس تحالف أو اندماج بين جماعة الاخوان أو ميلي غوروش أو الذئاب الرمادية التركية اليمينية المتطرفة مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي، لأنه لا أنصار ميلي جوروش ولا الذئاب الرمادية (الاتحاد التركي) ولا الاخوان يسعون لتحقيق أهداف ديمقراطية اجتماعية، ولكنهم دائمًا ما ينجحون في التواصل مع المنظمات اليسارية من خلال الاعمال الاجتماعية مثل مناهضة العنصرية أو رعاية اللاجئين.
وتابع هاينش: يحاول رجال الجماعة التغلغل في أكبر عدد ممكن من الأحزاب النمساوية المختلفة ومن خلال قادة الرأي في الجمعيات الإسلامية الفردية، حيث حصل ممثل حركة مللي غوروش التركية على أكثر من 12000 صوت في انتخابات المجلس الوطني لعام 2013 في فيينا، وتابع عندما ترشح هذه الحركات الثلاثة أي مرشح لها في الأحزاب السياسية اليسارية في النمسا أو في المجتمع السياسي في النمسا بشكل عام، فإنهم في المقابل يعدون بمزايا، في شكل تمويل للمشاريع على سبيل المثال، وأردف هاينش أن مبررات الأحزاب اليسارية في ادماج الجماعة أنه إذا تم استبعادهم من السياسة، فقد يؤسسون أحزابهم الخاصة.
وتابع هاينش، أن حزب الإسلام في بلجيكا،على سبيل المثال، تمكن من تحقيق عدة مقاعد على مستوى المقاطعات في بروكسل، كما دعا إلى الفصل بين الجنسين في وسائل النقل العام.
وتابع هاينش أن هدف الجماعة بالاندماج في الأحزاب السياسية والحركات المجتمعية لا تهدف للاندماج الحقيقي ولكنهم يدعون ذلك ويصرون على الهوية الإسلامية أو التركية، وتابع: من السذاجة الاعتقاد بأن الاندماج سينجح إذا مُنحت هذه الجماعات دعمًا ماليًا وسُمح لها بالتحدث نيابة عن المسلمين، على الرغم من أنها لا تمثل سوى 10-20٪ من المسلمين في الغرب.