أعلنت شركة “تويتر”، الخميس 25 فبراير/شباط 2021، إطلاق خاصية “Super Follows”- أو متابعة فائقة- تسمح للمستخدمين بتقاضي رسوم من متابعيهم للاطلاع على المحتوى الحصري، في وقت لاحق من العام الحالي.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، في تقرير نُشر الجمعة 26 فبراير/شباط 2021، إن هذه الخطوة تأتي كوسيلة تلجأ إليها “تويتر” لتنويع مداخيلها؛ إذ إنها تسعى لتوسيع آفاقها خارج مجال الإعلانات بحثاً عن مصادر إيرادات جديدة، لنفسها ولمستخدميها أصحاب المحتوى الوفير.
فخلال الاجتماع السنوي للمستثمرين، الذي عُقد الخميس، أعلنت شركة التواصل الاجتماعي الشهيرة عن الميزة الجديدة، التي قالت إنها ستتيح للمستخدمين تحصيل رسوم إضافية عن محتوى حصري لا يظهر لمتابعيهم العاديين. ويمكن أن يشمل ذلك النشرات الإخبارية ومقاطع الفيديو والعروض والخصومات الخاصة بالمشتركين فقط. وسيدفع المستخدمون رسوم اشتراك شهرية قد تبلغ بضعة دولارات شهرياً، للوصول إلى المحتوى الإضافي أو الحصري.
من المتوقع أن تُعلن تفاصيل إضافية عن هذه الخدمة الجديدة خلال الأشهر القلية المقبلة.
استكشاف فرص تمويل الجمهور
حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة تويتر، جاك دورسي، في بداية العرض التقديمي الافتراضي: “لماذا لا نبدأ بأسباب فقدان ثقة الناس بنا. يتعلق الأمر بثلاثة انتقادات: نحن بطيئون، ولسنا مُبتَكِرِين، ولسنا محل ثقة”، مشيراً إلى أنهم يدرسون فرصاً أخرى للتمويل بواسطة المستخدمين.
كما لفتت شركة تويتر، في بيان، إلى أن استكشاف فرص تمويل الجمهور، مثل خاصية Super Follows (المتابعة الفائقة)، سيتيح للمبدعين والناشرين الحصول على دعم مباشر من جمهورهم وسيحفزهم على الاستمرار في إنشاء محتوى يحبه الجمهور، موضحةً أنها تستهدف الوصول بإيراداتها إلى أكثر من 7.5 مليار دولار بحلول 2030، في ارتفاع من 3.7 مليار دولار في 2020.
“تويتر” نوّهت كذلك إلى أنه بنهاية العام 2023 سيصل عدد المستخدمين النشيطين يومياً إلى 315 مليون مستخدم، مقابل 192 مليون مستخدم حالياً.
بينما لم تُتَح خاصية المتابعة الفائقة بعد، لكن “تويتر” يقول إنه سيكون لديه “المزيد لمشاركته” في الأشهر المقبلة.
نموذج قائم على الاشتراكات
يُذكر أن مستخدمي تويتر، والمستثمرين في الشركة، يطالبون منذ وقت بعيد، بإطلاق نموذج قائم على الاشتراكات. هذا نظراً إلى أنَّ عدداً متزايداً من المبدعين والمؤثرين على الإنترنت يستخدمون أدوات مثل Patreon وSubstack وOnlyFans لكسب المال من شعبيتهم على الإنترنت، وذلك طبقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، التي قالت إن الاشتراكات ستسمح أيضاً لـ”تويتر” بالاستفادة من نطاق أوسع، من مصادر الإيرادات في عالم يحتكر فيه إعلانات الإنترنت؛ الثنائي فيسبوك وجوجل.
لكن موقع تويتر لم يذكر بالتفصيل النسبة المئوية من الإيرادات التي سيقتسمها مع المشاهير وغيرهم ممن سيسجلون مشاركات مدفوعة.
وتؤكد تقارير أن منصة “تويتر”، التي يرتادها يومياً نحو 192 مليون مستخدم حول العالم، يمكنها تحقيق دخل كبير لإقناع السوق بقدرتها على جذب مزيد من المستخدمين وتنويع إيراداتها المختلفة.
إلى ذلك، يُنتظَر طرح منتَج آخر باسم “Revue”، الذي سيتيح للأشخاص نشر رسائل إخبارية مدفوعة أو مجانية لجمهورهم. وهناك أيضاً “Twitter Spaces”، الذي ينافس تطبيق Clubhouse الذي يتيح للمستخدمين المشاركة في الدردشات الصوتية. ويخضع حالياً للاختبار التجريبي الخاص؛ مما يعني أنه لم يتح بعد لجمهور تويتر العام.
تشير تلك الخطوة التي ستُقْدم عليها “تويتر”، إلى أن النموذج الاقتصادي لمنصات الإنترنت القائم على الإعلانات يواجه تحديات متزايدة.
أيضاً تُعدّ هذه المرة هي الأولى التي تعلن فيها “تويتر” أهدافاً مالية بعيدة المدى، وقد أدى هذا التفاؤل إلى ارتفاع قيمة الأسهم في بورصة وول ستريت، إذ ارتفع سعر سهم “تويتر” في تعاملات صباح الجمعة بنسبة 7%.
شعبية كبيرة
يشار إلى أنه تم تأسيس موقع “تويتر”- ومقره بمدينة سان فرانسيسكو الأمريكية- في شهر مارس/آذار 2006، إلا أنه أُطلقَ فعلياً في يوليو/تموز من العام نفسه.
لاقى الموقع شعبيةً كبيرة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2012، حيث تجاوز عدد مستخدميه 100 مليون مستخدم ينشرون أكثر من 340 مليون تغريدة يومياً، فيما وصلت خدمة استعلامات البحث إلى 1.6 مليار في اليوم الواحد.
أما في عام 2013؛ فكان “تويتر” واحداً ضمن قائمة أكثر 10 مواقع زيارة في العالم. وصار لدى “تويتر” أكثر من 319 مليون مستخدم نشط شهرياً منذ العام 2016.
كما زادت شهرته بشكل كبير للغاية خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، حيث أثبت الموقع فعلياً أنه مصدر الأخبار العاجلة؛ إذ نُشرت أكثر من 40 مليون تغريدة متعلقة بالانتخابات.